نحو ميثاق وطني للمسؤولية الاجتماعية

 

 

نجح المنتدى العماني للشراكة والمسؤولية الاجتماعية في وضع أول بنود استرشادية لميثاق وطني للمسؤولية الاجتماعية في السلطنة، والتي تمّ الإعلان عنها خلال أعمال المنتدى أمس، والذي شهد مشاركات واسعة من مؤسسات القطاع الخاص، فضلا عن المشاركة غير المسبوقة لمبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون الإنسانية.

المنتدى الذي جمع أطياف القطاع الخاص، سعى إلى تسليط الضوء على عدد من النقاط بالغة الأهميّة، والمتعلقة بجوانب المسؤولية الاجتماعية للشركات، وتصدرها التأكيد على التمييز بين مشروعات المسؤولية الاجتماعية والأعمال التطوعية الخيرية، فالأولى تنفذها مؤسسات القطاع الخاص إسهاما منها في دعم مسيرة التنمية المستدامة بالبلاد، ومشاركة منها في النهوض بالمجتمعات المحلية التي تعمل فيها، كأن تقدم بعثات طلابية لأبناء المجتمع المحلي في مواقع العمل، أو تسهم في بناء مشروع خدمي، وغيرها من المشاريع التنموية، التي تستهدف دعم ومؤازرة الجهود التنموية الحكوميّة، لاسيما في ظل التحديات التي تواجهها الجهات التنفيذية مع تراجع الإنفاق العام بالدولة. في حين أنّ الأعمال الخيرية التطوعية تنطلق من مفاهيم عقائدية ودينية، وتعكس حب الخير بين البشر، لكنها تفتقر لإطار تنظيمي أو ضوابط إجرائية تسهم في تعظيم الاستفادة منها.

ومن حسن الطالع أنّ البيان الافتتاحي الذي قدمه سعادة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لسوق المال رئيس مجلس إدارة مركز عمان للحكومة، كشف عن قيام المركز في الوقت الحالي بالعمل على صياغة مسودة لإطار وطني للمسؤولية الاجتماعية، وهو ما يمكن اعتباره إحدى ثمرات المنتدى في دورته الاولى، واختياره لإماطة اللثام عن مثل هذه المعلومة؛ إذ من المؤكد أن تحقق هذه المسودة بداية حقيقية رسمية لتأطير مشروعات المسؤولية الاجتماعية، وتنفيذها وفق ضوابط قانونية تعزز من فعالياتها المجتمعية.

لقد كان حرص جريدة الرؤية عندما شرعت في تنظيم هذا المنتدى، متمثلا في الخروج بنتائج ناجعة تسهم في الارتقاء بجوانب المسؤولية الاجتماعية، وأن يحقق هذا الحدث المميز الآمال المعقودة عليه.

إنّ التوصيات التي خرج بها المنتدى بعد مناقشات مستفيضة ومداخلات ثرية، من شأنها أن تصنع انطلاقة جديدة للمسؤولية الاجتماعية للشركات، لاسيما وأن أولى التوصيات تدعو المؤسسات لتبني البنود الاسترشادية، واتخاذها ميثاق عمل ونهج قويم يساعد في دعم وانتشار مشروعات المسؤولية الاجتماعية.

تعليق عبر الفيس بوك