تَحْتَ تَهْدِيدِ الصَّباحِ

رانيا سنوسي - مصر

 

الاسمُ: رَوْحْ
والذَّنْبُ: بَوْحْ
وعُقوبتي: أنْ تَستمِرَّ الذِّكْرياتُ سَجِينَةً وَسْطَ الحَشَا
ألَّا تَتُوقَ النَّفسُ إلَّا مَنْ مَشَى
والسِّجْنُ لن يُرْدي بِمَنْ أَنِسَ الفِراقْ

يا صاحِبَيْ
مَنْ مِنْكُمُ في البُعْدِ باقْ؟
مَنْ ذا ارْتَضاهُ الْلَيلُ مَحْضَ سَحَابَةٍ إنْ أَمْطَرَتْ، زادَ احتِراقْ؟
إنِّي أَخافُ وَخِيفَتي بِكَواهلِ المَارِّينَ بِي... زِيفُ اعْتِناقْ!
ما آمَنُوا بالصَّمْتِ،
أوْ بالمَوْتِ،
أوْ بِهَشاشَةِ الأَوْراقْ...
ما آمَنُونِي في المَجَازِ، فَكَيْفَ أُومِنُ باشْتِقاقْ؟!!

رُدُّوا إلَيَّ بَرَاءَتِي
وَصَبَابَتِي
وَجَهَالَتِي
وحَماقَتِي الأُولَى الَّتي
كانَتْ رَصِيدَ الأُمْنِياتْ...

رُدُّوا نَسيمَ الأُغْنِياتْ
فُسْتَانَ بِنْتٍ لمْ تَزَلْ تَهْوَى الشَّتاتْ
وَكُرَاتِ صِبْيانٍ تُعانِقُها الشَّوارِعُ؛ كَيْ تُخادِعَ في رَبيعِ العُمْرِ صَيْفَ الأُمَّهاتْ!
دِفْءَ المَساجِدِ حينَ تَرْكُلُنا الصُّروفُ العادِياتْ
عِشْقَ التَّفاصيلِ الصَّغيرَةِ،
عُمْقَها،
بعضَ الحاْجاتْ...
رُدُّوا إلَى جَسَدِ الحقيقةِ مِنْ أَكاذِيب الفَواتْ
هاتُوا ابتِساماتٍ بِخِدْرِ الشَّمْسِ، رامَتْ عُرْسَها؛ فَتَنازَعَتْها الأَعْمِدَةْ
واسَّاقَطَتْ مِنْ بَيْنِ حُمْقِ الْلَافِتات!!

جَمْعَ الأَحِبَّةِ في المُبارَاةِ الَّتي لايَعْلَمُونَ لها زَوَايا
تَفْسيرَ "شَعْراوِي" الَّذي مَلَكَ الْبَرَايَا
وَرَغِيفَ جَدَّتِنا على حِجْرِ الرَّحايا
وَتَفَاهَةَ الأحلامِ إِذْ تَأْتِي الهَدايا

وَأمانَنَا…
والفَقْرَ، ساوَى بَيْنَنا
فَسَوَاسِيَةْ
في الهَمِّ أو في الدَّمِّ لمْ يَفْرِقْ جُنَاةٌ مِنْ ضَحَايا
أَفْلاكُهُمْ كانَتْ تُغازِلُ في المداراتِ اعْتِقادًا بالثَّنايا

الآن ذُقْتُمْ ما جَنَتْهُ يَدَاكُمُ؟!
الآن جِئْتُكُمُ غريبًا فِيكُمُ.
ها قَدْ أَتَيْتُ... أَنَا أنا...
وَحْدِي…
فَأَيْنَاكُمْ هُنَا؟!
لمْ أَخْشَ يَوْمًا حَرْفَكُمْ، لكِنْ فَعَلْتُمْ أَنْتُمُ...
سَجِّلْ بِدَفْتَرِكَ اعْتِرافِي بِاقْتِرافِ العُمْرِ رَغْمَ طُفُولَتِي
أفْرِغْ على تاريخِ ميلادي مَشيبَ قَصيدَتِي
كَبِّلْ لِسانَ مَشِيئَتي
تَبَّتْ يَدَاها مِحْنَتِي
فَأنا أُقِرُّ بِأَنَّ نَحْرَ الْلَيلِ كانَ خَطِيئتي
وجريمَتي…
لمْ أَجْنِها بإرادَتي
لَمَّا تَعاطَيْتُ النُّجُومَ،
وسِحْرُها في الفَجْرِ راحْ...
خِفْتُ الضُّحَى وحَقيقتي؛ فَسَفَكْتُ لَيلِي - جاهِلًا - إذْ هدَّدُوني بالصَّباحْ!!

تعليق عبر الفيس بوك