خارج النص

سعد عودة - بغداد


.............
نحنُ الذين خرجنا من النص
بلا أسلحةٍ أو أيادٍ
بلا أفواهٍ تلوكُ حشائشَ الرغبة
لن ننامَ
وسنبقى نتأملُ الأفقَ المبتلَ بالشظايا
نتزاوجُ مع الريح
وندوّنُ علاقاتَنا الخائبة
مع الماءِ والغيمة الشاردة
لن ندعْ السمواتَ الباذخة بالخوفِ
تتسللُ إلى مقراتنا الملونةِ بالأصواتِ الفيروزية
نحن الذين خرجنا على غفلةٍ من الموت
ومن دون أن تشعرَ بنا الشياطين
سنوزعُ الملائكةَ على الطرقات
كي يمنعوا النصوصَ التافهة من التبولِ في الشارع
وسندفنُ قُمامة الأرواح المتهالكة
في أولِ جحيمٍ نصادفهُ
سنضعُ علامات لسيقانِ الناهدات
حتى لا يغطيها قماشُ المذلة
وسيكون للمعلمين قبّعات من ريشِ الآلهة
وللعمال بدلات من دراهمَ ذهبيةٍ
للفلاحين أراضٍ تضحكُ بفمِ الفأس
وللصيادين..أسماكٌ تستطيعُ تنفس الأوكسجين
سنبيعُ القصائدَ في سوق المدينة   
 ونضعُ العجائزَ بعرباتٍ ملونة
ونزورُ معهم كل الذكريات
نحنُ الذين خرجنا من النص
ستكون لعلاقاتنا طعم النشوة
ولرؤانا لونَ البهجة
ولدموعنا علامات الفرح
لأطفالنا فوضى الأعياد
ولنسائنا سِلال المَحبة
وسنصمتُ طويلا
أمام شاعر الذكريات
ليدفعنا بيده الملائكية
إلى خارج النص.

تعليق عبر الفيس بوك