فارس الأغنية "كليف ريتشارد" في دار الأوبرا السلطانية

يحلّ كليف ريتشارد ضيفا على دار الأوبرا السلطانية وهو المغني الأشهر بين  مطربي القرن العشرين في بريطانيا  وألبوماته الأكثر مبيعا متخطيا الفيس بريسلي، وفرانك سيناترا وفرقة البيتلز، وأحرزت عدة أغان له المركز الأوّل في خمسة عقود والــTop 10 في ستة عقود، ويعد بأسلوبه الغنائي مدرسة فنية متفردة تركت أثرها في عدد من  الفنانين البريطانيين، ممن ظهروا بعده في فترة السبعينيات أمثال: ألتون جون، ودافيد بوي، وليو ساير، واريك كلابتون.
اسمه الحقيقي "هاري ويب" من مواليد الهند (14 أكتوبر 1940 م)، وهو أول مطرب بريطاني يصبح ظاهرة عالمية، ومنذ بداية شهرته عام 1958 إلى عام 1968 كان يغني تحت اسم (Cliff Richard and the Shadows). قال عنه الشاعر وعازف الجيتار في فرقة البيتلز جون لينون، "قبل كليف... لم يكن هناك شيء في الموسيقى البريطانية يستحق الإنصات إليه"، ولقّبه الهنود بـ"أمير الروك"، أو ألفيس البريطاني. ليس فقط لأنه باع أكثر من 250 مليون أسطوانة في جميع أنحاء العالم، متجاوزا الفيس بريسلي، وفرانك سيناترا، والبيتلز؛ بل لأنهم يعدونه واحدا من مواطنيهم لمولده على أرض الهند لأب إنجليزيّ.
 انتقل من (الروك اند رول) إلى (البوب)،و(الأغاني الرومانسية) و(الاوركيسترا) و(الغوسبل) بعد ظهور (البيتلز) وموجة الغزو البريطاني (The British Invasion). ورغم تعاقب السنين، استطاعت موسيقاه أن تصمد ما يزيد عن خمسة عقود في وجه التحديات والعصور المختلفة فقد واصل كليف تألّقه، بروح وثّابة، ومثابرة، فأصدر في عام 2013 ألبومه رقم 100 ، وكان بعنوان "كتاب أغاني الرول المذهل"، وقدّم أكثر من مائة عرض في قاعة "ألبرت" الملكية ليتخطى كل التوقعات والمستويات، ووُصفت أغنيته الناجحة "تحرك" التي طرحها عام 1958 بأنها أول أغنية روك آند رول واقعية في بريطانيا، وشارك مرتين في مسابقة يوروفيجن للأغاني، الأولى في عام 1968، والثانية في العام 1973، وقد نجح هذا الموسيقي المتجدد باستمرار في تحدي كل التصنيفات، ومحاولات حصره في فئة معينة، وظلّ النجم اللامع، والفنان المميز، وتقديرًا لإسهاماته المميزة في عالم موسيقى البوب كرّمته الملكة إليزابيث الثانية في عام 1995 بلقب فارس وأصبح معروفا بلقب بيتر بان البوب أو سير كليف، وكان له الشرف أن يكون واحدا من حاملي الشعلة الأولمبيّة في افتتاح الأولمبياد في لندن 2012م.
وفي ذكرى ميلاده السبعين قدّم 6 حفلات موسيقية في قاعة ألبرت الملكية في لندن، وتندرج استضافته بدار الأوبرا السلطانيّة مسقط، ضمن فعاليّات يقوم بها احتفاء بالذكرى 59 لانطلاق رحلته مع عالم الموسيقى. فـ"كليف ريتشارد"، الحاصل على لقب فارس عام 1995، يعدّ ظاهرة غنائيّة عالميّة، فهو ، ، وبدأت شهرته في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وتعتبر فترة الستينيات هي فترته الذهبية مع فرقته الموسيقية "ذو شادوز". والمعروف إن شعبيته في بريطانيا، وأوروبا، وآسيا تقارن بشعبية ملك الروك ألفيس بريسلي وفرقة البيتلز باستثناء أمريكا.
وشارك كليف ريتشارد نجم موسيقى البوب بوي جورج وآخرون من نجوم الموسيقى البريطانية في أغنية جماعية لجمع تبرعات لضحايا تسونامي 2005 الذي ضرب شرق آسيا الذي جرف الأرض والشجر ودمركل ما عليها من حجر ، وأغرق كل الكائنات الحية، وقتل عشرات الآلاف من الناس، وكان البريطانيون، الذين تألموا كثيرا لصور الكارثة، قد تبرعوا بمليون جنيه استرليني في ساعة واحدة ، ووصلت جملة تبرعات المواطنين إلى60 مليون استرليني. وهو يعد أسرع تلبية لنداء التبرع على الإطلاق. وتبرعت الحكومة البريطانية أيضا بنحو 50 مليون استرليني.
وفي إطار تواصل (موسم الفنون الرفيعة) من دار الأوبرا السلطانية مسقط موسمها والذي يتضمن كلّ ما هو مدهش، واستثنائي في عالم الموسيقى، والغناء، وضمن هذا التوجّه تستضيف الدار المطرب الكبير "كليف ريتشارد" يوم السبت 7 أكتوبر في تمام الساعة 7:00 مساء. لتؤكّد لجمهورها أنّها ماضية قُدُمًا في دعوة كبار مطربي العصر للغناء على مسرحها.

تعليق عبر الفيس بوك