خطط وإستراتيجيات للمستقبل

تؤكد الحكومة الرشيدة على الدوام عزمها على انتهاج أحدث أساليب الإدارة الفاعلة، وتعمل بكل طاقتها على تطبيق أعلى معايير الجودة في صناعة القرار، وهي بذلك تضع الخطط والإستراتيجيات لمواكبة المتغيرات المعاصرة والاستعداد للمستقبل بكل قوة.

وأبرز خطة على الإطلاق تعكف الحكومة لإعدادها في الوقت الراهن، هي رؤية عمان 2040، والتي ستضع الموجهات الرئيسية في مختلف قطاعات التنمية، وترسم ملامح المستقبل الاقتصادي للبلاد خلال العقدين المقبلين. وهذه الرؤية المستقبلية- وهي إستراتيجية متكاملة الأركان والبنود- تتماشى مع عدد من الإستراتيجيات الأخرى التي تنتهجها السلطنة، ومنها إستراتيجيات التنمية العمرانية في مختلف المحافظات. وتتضمن كل واحدة من هذه الإستراتيجيات خطط عمل تنفيذية وأدوات تنظيمية لدمج عمليات مراقبة تنفيذ وتحديث هذه الإستراتيجيات، ووضع الميزانيات، واتخاذ القرارات على المستوى الحكومي.

ولقد أكد المجلس الأعلى للتخطيط، الجهة المشرفة على إعداد مثل هذه الخطط والإستراتيجيات، أنه يجري العمل بصورة تكاملية بين مشروع إعداد الإستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية ومشروع إعداد الرؤية المستقبلية "عُمان 2040"، خاصة في مرحلة دراسة وتشخيص الوضع الراهن وتحديد القضايا الرئيسية لواقع التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المحافظات، وكذلك في مرحلة استشراف المستقبل وتحديد التوجهات المستقبلية؛ بحيث تتواءم مخرجات الإستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية مع رؤية "عُمان 2040".

إذن نحن هنا أمام رؤية مستقبلية طموحة، ترتكز إلى العلم الحديث والمعارف المتقدمة، وتستفيد من الخبرات المتراكمة، محلياً ودوليًا، من أجل الوصول إلى إستراتيجيات تضيء لنا الحاضر بكل أبعاده وتحدياته وكيفية مواجهتها، وترسم لنا ملامح الطريق نحو المستقبل، وهو ما سيفضي في نهاية المطاف إلى تحقيق نموذج يشهد له الجميع بالتميز والإتقان.

ولا شك أن الإستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية تهدف إلى تحقيق أفضل الممارسات من خلال التخطيط الوطني الشامل والمتكامل، ومواكبة متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير البنية الأساسية وصون وحماية البيئة.

إن الجهود المتواصلة التي تبذلها أجهزة ومؤسسات الدولة في مختلف قطاعات العمل والإنتاج، تؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح نحو مواصلة مسيرة النهضة المباركة، وتمهيد طريق التقدم والرخاء للأجيال القادمة، من خلال الاستفادة من تجارب الماضي وتحديات الحاضر، كي ننطلق نحو المستقبل مسحلين بدروع التقدم، ونبرهن للعالم أجمع أنَّ الحضارة العمانية نبض لا يتوقف.

تعليق عبر الفيس بوك