تنظيم الجولة في "غرفة البريمي" وبرعاية حصرية من "أوكسيدنتال عمان"

استعراض الأفكار الابتكارية لأبناء البريمي خلال التعريف بـ"جائزة الرؤية لمبادرات الشباب"

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

≤ عرض مبادرتي "بيت البنات" و"المرشد الأكاديمي الدولي" لدعم الباحثات عن عمل ومقاعد دراسية

≤ الطائي: الحضارة الحديثة ترتكز على المقومات التقنية.. والثروات والوظائف تأتي عبر الابتكار

≤ إبرز أهداف وشروط الترشح للجائزة في مجالاتها الثمانية

≤ والي محضة يدشن رسميا موقع المرشد الأكاديمي الدولي

 

استضافت قاعة الندوات والمحاضرات بفرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة البريمي، حفل التعريف بالنسخة الخامسة من "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب"، والتي تنظمها "الرؤية" بالتعاون شركة أوكسيدنتال عمان -الراعي الحصري للجائزة- وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ عبدالله بن سالم بن حمود الفارسي والي محضة، وبحضور المكرمين أعضاء مجلس الدولة، وسعادة الشيخ راشد بن أحمد بن راشد الشامسي نائب رئيس مجلس الشورى، وسعادة محمد بن علي البادي عضو مجلس الشورى، وخلفان بن سعيد الشامسي نائب رئيس المجلس البلدي بالمحافظة، وأعضاء من المجلس البلدي، والشيخ بطي بن محمد النيادي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان ورئيس مجلس إدارة فرع الغرفة بمحافظة البريمي، ومديري الدوائر الحكومية والأهلية، وطلاب وطالبات الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس بالمحافظة.

 

البريمي - سيف المعمري

 

واستُهل البرنامج بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للطالب خليفة السدراني من مدرسة عزان بن قيس، ثم ألقى المكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس التحرير المشرف العام على الجائزة، كلمة.. قال فيها: نجدد اللقاء بكم في محافظة البريمي مع النسخة الخامسة من "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب"، هذه الجائزة التي تعد بالنسبة لنا في جريدة "الرؤية" من أهم المبادرات التي أطلقت؛ لأسباب عديدة؛ أولا: أنها تخدم فئة الشباب وهم الأغلبية في المجتمع العُماني، والذين يصل عددهم إلى 70% من إجمالي السكان، فعلينا أن نتوجه لهؤلاء الشباب من أجل العمل على تمكينهم، وخلق أفضل بيئة محفزة لهم لكي يبنوا قدراتهم، وهذه المبادرة هي ترجمة للفكر السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- حول الاهتمام ببناء الإنسان.

ويضيف الطائي: التنمية لا تقتصر على المباني والشوارع والمستشفيات، وإن كنا نفخر بها كمنجزات تحققت للوطن، ولكن بناء الإنسان المسلح بالعلم والمعرفة والقدرات وتوفير البيئة المناسبة له ليبني قدراته في الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس، ليستطيع هذا الإنسان في المستقبل أن يواجه التحديات، وأن يواصل بناء المجد التاريخي لعُمان، ولو نتذكر كلمات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في 23 يوليو 1970 في أول خطاب لجلالته، وإن كان قصيراً في مدته الزمنية، لكنه من أهم الخطابات التي تدرس في القيادة؛ لأنه حدد الرؤية التي يجب أن نسير عليها منذ ذلك اليوم، حيث أكد جلالته قائلا: "كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة، وإن عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى، وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي".

وتابع الطائي: إن مسؤولينا جميعا استعادة مجد عُمان التليد وألقها وبُعدها الحضاري في الجزيرة العربية والعالم، وهي مسألة في منتهى الأهمية، وكتب التاريخ مليئة بالإشراقات العُمانية، ومحافظة البريمي من أهم محطات التجارة منذ 2000 سنة قبل الميلاد حسب ما تشير إليه الاكتشافات الأثرية، وكانت من أهم المحطات للقوافل من شمال الجزيرة إلى شرقها، وإذا استعدنا الدور في محافظة البريمي، فإننا نؤكد أن هناك جذورا لهذه المسألة، وعندما نقول إن العمانيين هم أول من ارتاد البحار المفتوحة قبل 2000 سنة، فالحضارات الأولى تكونت حول الأنهار كنهر النيل وبلاد ما بين النهرين "العراق حاليا"، وهي أقدم مواقع الحضارات القديمة، وحضارة عُمان كانت على نفس الازدهار التاريخي، ولكن كانت أمام عُمان تحديات أكبر فالبحر في الواجهة والصحراء من الخلف، وكانت البريمي في الماضي لديها 40 فلجا، وطول كل فلج 5 كليومترات، بمعدل 200 كيلومتر تحت الأرض لحفر القنوات المائية، وهي عبقرية تستحق الوقوف عندها.

ويضيف الطائي: الإنسان عندما يستجيب للتحدي الذي أمامه، إما أنه يرحل عن الأرض أو يبحث عما يمكنه من البقاء فيها، فكان ابتكار الأفلاج، وفي المقابل عبر سكان عُمان من الساحل إلى المحيطات والبحار المفتوحة واخترعوا وابتكروا القوارب الصغيرة، والتي عبروا بها إلى القارة الهندية في مدينة كوتش في محافظة جوجيرات الهندية، وهناك الكثير من البحوث الأثرية التي تؤكد هذه النقطة الأولى التي عبر إليها العمانيون قبل 5000 سنة، حسبما تشير الكتابات الأثرية في رأس الجنز ورأس الحد، إضافة إلى دخول عُمان في الإسلام والتي كانت ضمن 5 رسائل بعثها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام إلى 5 حواضر ومراكز تاريخية: مصر، وفارس، والروم، واليمن، وإلى أهل عُمان، ولقد عمل العمانيون على نشر الإسلام في الهند والتي بلغ عدد المسلمين فيها أكثر من 200 مليون مسلم، كما أسهم العمانيون في نشر الإسلام وثقافته في الصين، والتي جاءت بالقدوة الحسنة من خلال التجار الذين أعجب الناس بالتعامل معهم، حيث كانت الأمانة والنزاهة والاعتدال من شيم وطبيعة التجار العمانيين على مدى التاريخ، وسنحافظ على هذه الأرث الحضاري ونحفظه في ذاكرتنا، وبعد ذلك يأتي التاريخ العماني المضيء جدا في إمامة اليعاربة ومحاربة البرتغاليين وطردهم، وتوحيد عمان في عهد الإمام ناصر بن مرشد، وفي عهد سيف بن سلطان طردوا البرتغاليين من عمان ومن الخليج والبحرين، وفي الهند في معركة ديو التي ساعد الهندوس العُمانيين على مقاتلة البرتغاليين؛ لأنهم رأوا في العمانيين الخير، وكان لتعاطف الهندوس مع العمانيين عامل مهم للانتصار في معركة ديو، وكذلك اقتحام العمانيين لقلعة الجلالي بالتعاون مع التاجر الهندي وهو هندوسي حيث رأى أن العمانيين جديرون بالتعاون معهم، وكذلك في عهد الإمام أحمد بن سعيد الذي أعاد الوحدة الوطنية من جديد لتكون عُمان دولة كما جاءت في رسالة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- إلى أن وصلت الإمبراطورية العمانية الشاسعة من بندر عباس إلى جوادر والهند ومدغشقر إلى شرق إفريقيا وزنجبار، وصولا إلى البحيرات الكبرى حيث منابع النيل في عهد السيد سعيد بن سلطان، وهذا المجد التليد الذي أراد جلالته أن يوجه إليه أنظار العمانيين في خطابه الأول عام 1970.

وخاطب الطائي الشباب قائلا: عليكم مسؤولية كبيرة في أن تكونوا مميزين، وتصنعوا قصص نجاح مثلما نجح أسلافكم في حفر الأفلاج وزراعة الأرض وبناء الحضارة، وأن تكونوا على نفس مستوى مازن بن غضوبة، وأن نقدم الخير والعمل الصالح وأن نطور من أنفسنا، ونحن نريد أن نكون في صدر الحضارة الانسانية من خلال خطواتنا يجب أن نكون على الطريق الصحيح. ويستطرد الطائي: لا نستطيع أن نحقق نجاحات في يوم وليلة، وإنما مسيرة النجاح عبارة عن منظومة نمشي عليها، والإرادة أهم شيء لدى الإنسان، ومن غيرها سيهزم أمام أي ريح ستأتي حتى لو عابرة، وعندما تكون لديك إرادة قوية سيكون لديك هدف ستسعى بقوة إلى تحقيقه، وتشق طريقك بعزم وإرادة لا تلين حتى تصل إلى ما تطمح إليه، وتحقق النجاح الذي نحن ننشده من خلال "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب"، ومن خلال الكثير من الجهود التي نقوم بها نحو تحقيق ودعم قصص النجاح في المجتمع العماني.

ويضيف الطائي قائلا: هذا هو عصر التكنولوجيا والتطبيقات التي تقوم عليها الآن الحضارة الحديثة، وتصنع من خلالها الثروات والوظائف، ونحن نواجه أكبر التحديات وهي الوظائف التي تحتاج إلى مهارات وإذا لم يتعلمها الشاب في المدرسة أو الجامعة فيمكن أن يتعلمها من خلال وسائل أخرى، وأن تخطط للوصول إلى ما وصله الآخرون في مدن عظيمة مثل طوكيو ونيويورك وباريس، وأكبر القطاعات التي أنقذت الولايات المتحدة الامريكية من الأزمة كان قطاع التكنولوجيا، والتي لولاها لواجهت الولايات المتحدة أزمة عميقة، وهي ثروة لم تتجاوز 20 سنة، وتصل قيمتها في أمريكا إلى 3.5 تريليون دولار؛ نتيجة حجم شركات التكنولوجيا والتي بدأها شباب، وتخيلوا أيها الشباب شركة آبل التي أنشأها شاب ويدعى ستيف جوبز وهو من أصل عربي سوري وأبوه اسمه عبدالفتاح الجندلي، وقيمة شركة آبل الآن 850 مليار دولار قيمة شركة واحدة، ومعظم الصناعات في الصين، بالتالي الشباب بحاجة لفكرة عبقرية يسيرون خلفها، بإيمان أن التطبيق سوف يحوز على النجاح، وشركة فيسبوك قيمتها 560 مليار دولار وهو تطبيق بسيط أطلقه 2 من الطلاب، والتطبيقات في السنوات القادمة ستدخل في كل شيء، ويجب أن نستفيد من هذا العالم الرقمي، وأن نهتم بالابتكار العلمي.

وحث الطائي شباب البريمي على المشاركة في "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب 2017" في مجالاتها الثمانية، فيمكن لكل شاب أن يكتشف ميولاته ويسعى لتحفيزها وتنميتها، سواءً في المجال الاجتماعي، أو تطبيقات الهواتف الذكية، أو الابتكارات العلمية، أو الطاقة المتجددة والتي هي مستقبل عُمان ويجب أن نهتم بها، والبريمي من أفضل محافظات السلطنة للاستفادة من الطاقة الشمسية، وهو من المجالات المهمة جدا والاقتصاد يقوم على الطاقة، وكل الصراع الذي يحدث في العالم يقوم على الاستحواذ على مصادر الطاقة، وختم حديثه للشباب قائلا: اعملوا قصص نجاح لأنفسكم وهي قصص تحتاج إلى عمل ومثابرة وإيمان قوي من الداخل للوصول بعُمان إلى الأفضل.

ثم قُدِّم عرض عن أهدافه الجائزة وشروط الترشح للجائزة وتفصيلا لمجالاتها الثمانية، وجوائزها، ومحطاتها التعريفية بمحافظات السلطنة.

مشروع بيت البنات

بعد ذلك، استعرضت مبادرات أبناء محافظة البريمي؛ حيث قدمت نوف بن سعيد السنيدية مشروع بيت البنات، والذي تشرف عليه جمعية المرأة العُمانية بالبريمي؛ حيث عرفت بالمشروع منذ انطلاقته عام 2014 وأهدافه والمتمثلة في تشجيع المشاريع المنزلية، وتعليم المهارات وتطويرها، والتعريف بفكرته والفئات التي يستهدفها في المجتمع من الباحثات عن عمل وصاحبات الأعمال بالولاية، وعضوات الجمعية، والتحديات التي واجهها المشروع، وتحدثت عن البرامج والورش التي قدمها بيت البنات والمشاركات المجتمعية ومساندة البيت لجهود المؤسسات الحكومية في غرس المفاهيم الصحيحة لدى النساء بالولاية.

ثم قدم علي بن عبدالله البريكي مؤسس وصاحب موقع المرشد الأكاديمي الدولي، عرضا لفكرة المشروع وأهدافه ومراحله حتى توسيع قاعدة المستفيدين من خدماته من طلاب دراسات عليا وطلاب الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس وأولياء الأمور. موضحا أن المشروع يهدف لتوفير منصة إلكترونية تجمع أكبر عدد من مؤسسات التعليم العالي على مستوى العالم والتخصصات التي تطرحها، مع توفير محركات بحث تسهل الوصول إلى الخيار الأنسب للمستخدم، للحصول على مقعد دراسي في أي جامعة على مستوى الوطن العربي والعالم. وأضاف البريكي بأن مشروعه حصل على إشادات من داخل وخارج السلطنة، كما حصل على جائزة المركز الثاني في "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب 2016"، وقبلها حصل على جائزة تقديرية، وعلى المركز الأول في مسابقة "وياكم" من مجموعة "نماء".

وبعد العرض، قام سعادة الشيخ والي محضة راعي الحفل بالتدشين الرسمي لموقع المرشد الأكاديمي الدولي.

واختتم برنامج الحفل بتكريم المساهمين والمشاركين في حفل التعريف بـ"جائزة الرؤية لمبادرات الشباب"؛ حيث قام سعادة الشيخ عبدالله بن سالم الفارسي والي محضة، وبمعيته حاتم الطائي، بتسليم درع تذكارية لفرع الغرفة بالبريمي تقدم لاستلامها الشيخ بطي بن محمد النيادي رئيس مجلس إدارة فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بالمحافظة، كما قام سعادته بتسليم علي بن عبدالله البريكي درعا تذكارية، وهدية تذكارية لنوف السنيدية، ثم قام حاتم بن حمد الطائي بتسليم راعي الحفل هدية تذكارية تقديرا لرعايته الكريمة لحفل الجائزة بالبريمي.

تعليق عبر الفيس بوك