قناديل..

ماذا لو كنا هكذا

سارة البريكية

منذ أمد بعيد شاءت الأقدار أن أفارق هذه الصحيفة وأتوقف عن الكتابة لأسباب صحية، وشاء القضاء والقدر حينها أن ابتعد كلياً عن الكتابة وألزم نفسي بما املته عليّ الحالة التي كنت بها من متابعات طبية وسريرية والتزام بخطة العلاج التي كانت مفروضة عليّ ولمدة طويلة، فما كان مني ساعتها إلا أن ألوذ بنفسي بعيدا عن كل شيء إلى حيث كتب لي أن أكون بين الأجهزة والمعدات الطبية ومختلف المغذيات الدموية والعلاجية.

وكما تعلمون فإنه ليس للإنسان خيار فيما يُريده الله سبحانه وتعالى فيه، فالحمدلله كثيرا وكبيرا على كل شيء، وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم الصحة والعافية لكل المرضى، وأرجو أن تعذروني أيها القراء الأعزاء على فترة التوقف التي كانت خارجة عن إرادتي وأوضحتها سلفاً كما تقدم عاليه.

فالشكر لكل من زارني في المستشفى وتواصل معي من حيث كان مستفسرا عن حالتي ووضعي الصحي، والشكر كذلك موصول لكل الأطباء من الجنسين الذين قدموا لي أقصى ما يمكن تقديمه من رعاية واهتمام ومتابعة في مستشفياتهم التي استشفيت بها، ولا أرى الله الجميع مكروها في أنفسهم ولا في عزيز لديهم.

لقد كنت وأنا في موقعى بالمستشفيات والأقسام والأجنحة التابعة لها ومن على سريري الأبيض بها، أتابع ما يحدث في عمان خاصة وفي المنطقة عامة، وذلك من خلال الوسائل الإعلامية والصحفية المختلفة، وفي الوقت الذي كنت أشعر فيه بالآلام والأوجاع مما كنت أعاني، كنت حينما تدب في الحياة أسأل من كانت مرافقة لي، عن الجديد من الأحداث في الساحة العالمية، وكنت وأنا في وضعي ذاك، دائمة الدعاء لمولانا جلالة السلطان قابوس بالصحة والعافية والعمر المديد، ولبلدي عمان بدوام الأمن والأمان والاستقرار فيها، وألا يغير رب العالمين علينا، وأن يجنبنا كل الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن، فيا ربنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك.

إن الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم أجمع، جعلت عمان ليست بمنأى عن التغيرات الخارجية، فأسعار البترول لحقها التغيير وأصبح هذا الجانب الشغل الشاغل للمواطن، فالمعيشة والأوضاع التي يعيشها طبقة من العمانيين يصفونها بأنها سيئة وصعبة، وهي ليست بأحسن حال من غيرها من الأمور الحياتية.

فكلما استدار ذاك المواطن الضعيف هنا وهناك وهو الذي يعتمد في معيشته على راتبه البسيط الذي لم يتغير منذ سنوات، نجد أن أحواله كما يشتكي سيئة وهو متذمر منها، فكما يقول ونلمس فإن كل شيء من حوله تغير زاد ثمنه وارتفع سعره، بينما مرتبه ثابت يراوح مكانه منذ سنوات طويلة، فقد لحقته استقطاعات جديدة لرفد الميزانية العامة التي بحسب ما قرأت فإن ثمة عجز طالها تجاوز الملايين، وستكون ميزانية العام المقبل 2018 تحمل هذا العبء والحمل الثقيل الكبير، في وقت تتطلع فيه شريحة كبيرة من المواطنين الفقراء ومحدودي الدخل، إلى أن تتحسن دخولهم وأوضاعهم الاقتصادية.

إنه للأسف كنا نعتمد اعتمادا كليا على النفط الذي يعتبر من أهم مصادر الطاقة وأكثرها استخداما، وها هو هذا المصدر النابض والطاقة غير المتجددة، نزلت قيمتها في الأسواق العالمية، فنزل معها كل شيء مس بحياة الإنسان العماني، وبات يبعث على القلق والخوف من القادم المجهول، إلا أنه ورغم ما حدث ويحدث معنا وحولنا، فإننا على يقين بأن حكومتنا الرشيدة بقيادة عاهل البلاد المفدى، ستنأى بالمواطن بعيدًا عن كل التأثرات والسلبيات والمتغيرات التي من شأنها إلحاق الضرر به وبدولته، وقبل ذلك أقول، لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ونحن مطمئنين إلى حد ما بأنَّ القادم سيكون أفضل وأجمل بإذن الله تعالى، وعلينا فقط كل في موقعه العمل بصدق وإخلاص ووفاء، والتمتع بالتفاؤل والتعاون والتعاضد، وأن نضع أيدينا في أيدي بعض من أجل عمان وسلطانها المفدى، وبعد ذلك نفكر ماذا سيحدث لو صرنا وكنَّا هكذا، حتمًا سننال الخير، والله يحفظ المسيرة.

Sara_albreiki@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك