توابع "زلزال الأكراد": مناورات إيرانية وعراقية مشتركة على الحدود.. والعبادي ينفي علاقة زيارته لفرنسا بالاستفتاء

عواصم - الوكالات

ذكر التليفزيون الإيراني، أمس، أن القوات الإيرانية والعراقية ستجري تدريبات عسكرية مشتركة قرب الحدود؛ في إطار جهود طهران لدعم بغداد عقب استفتاء إقليم كردستان العراق على الاستقلال.

ونقل التليفزيون عن متحدث عسكري قوله إن قرار إجراء المناورات -خلال الأيام القليلة المقبلة- اتخذ خلال اجتماع لكبار القادة العسكريين الإيرانيين، تم خلاله أيضا "الاتفاق على إجراءات لتعزيز أمن الحدود واستقبال القوات العراقية التي ستتمركز في المواقع الحدودية". وأضاف المتحدث: "هذا الاجتماع كان متسقا مع السياسات الإيرانية المعلنة الخاصة باحترام وحدة العراق والحفاظ على سلامة أراضيه ومع طلب الحكومة العراقية تعاون إيران من أجل إرساء سلطة الحكومة المركزية على المعابر الحدودية بين إيران والعراق".

ورفضت حكومة إقليم كردستان العراق تسليم السيطرة على المعابر للحكومة العراقية مثلما طلبت بغداد وطهران وأنقرة ردا على استفتاء الاستقلال. وقالت وزارة الدفاع العراقية إنها تعتزم السيطرة على الحدود بالتنسيق مع إيران وتركيا، دون الإشارة إلى ما إذا كانت سترسل قوات عراقية إلى مواقع حدودية تخضع حاليا لسيطرة حكومة كردستان من على الجانبين الإيراني والتركي. وأيد أكراد العراق بأغلبية ساحقة استقلال كردستان في الاستفتاء، الذي جرى الإثنين الماضي، في تحد لدول الجوار التي تخشى أن يفجر الإجراء صراعا جديدا في المنطقة. وأدانت إيران الاستفتاء ووصفته بأنه غير مشروع وحظرت يوم الجمعة على الشركات الإيرانية نقل منتجات تكرير النفط من كردستان وإليها.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إن السلطات في كردستان العراق ستدفع الثمن لإجرائها استفتاء على الاستقلال لاقى معارضة دولية وإقليمية واسعة. وقال أردوغان لأعضاء في حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه في مدينة أرضروم شرق البلاد: "لن يشكلوا دولة مستقلة. إنهم يفتحون جرحا في المنطقة ليزيدوا الوضع سوءا". وأسس أردوغان علاقات تجارية قوية مع سلطات كردستان في شمال العراق التي تضخ مئات الآلاف من براميل النفط يوميا عبر تركيا للتصدير للأسواق العالمية.. وقال: "لا نندم على ما فعلناه في الماضي. لكن بما أن الظروف تغيرت واتخذت حكومة كردستان، التي قدمنا لها كل الدعم، خطوات ضدنا فإنها ستدفع الثمن".

وهددت تركيا مرارا بفرض عقوبات اقتصادية بما قد يقطع عمليا صلة كردستان الرئيسية بالأسواق الدولية، كما أجرت تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات العراقية على الحدود. لكن بعد أن قال أردوغان إن أكراد العراق سيتضورون جوعا إذا أوقفت أنقرة تدفق الشاحنات والنفط عبر الحدود عادت بلاده، وقالت إن أي إجراءات ستتخذها لن تستهدف المدنيين وستركز بدلا من ذلك على من نظموا الاستفتاء.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، إن دعوة وجهها إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة فرنسا لا تتعلق بأزمة استفتاء إقليم كردستان العراق. وكان وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان قد سلما العبادي الدعوة في 26 أغسطس خلال زيارتهما بغداد. وقال مكتب العبادي في بيان إن الدعوة "لا علاقة لها بأزمة الاستفتاء غير الدستوري؛ حيث إن هدف الزيارة تقوية العلاقات الثنائية ولتركيز الجهود لمحاربة الإرهاب في المنطقة". وذكر مصدر في مكتب ماكرون أن العبادي قبل دعوة ماكرون بزيارة باريس في الخامس من أكتوبر لتناول مسألة استفتاء الأكراد. وجاء في بيان العبادي: "لم يتم التطرق في المكالمة الأخيرة لرئيس الوزراء مع الرئيس الفرنسي مطلقا إلى ضرورة الاعتراف بحقوق الشعب الكردي".

وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إن الولايات المتحدة لا تعترف بالاستفتاء على الاستقلال الذي أجرته حكومة إقليم كردستان، وتدعو  لوقف تبادل الاتهامات و"التهديدات بإجراءات متبادلة". وأضاف: "الولايات المتحدة لا تعترف بالاستفتاء الذي أجرته حكومة إقليم كردستان من جانب واحد. التصويت والنتائج يفتقدان إلى الشرعية، وسنواصل دعم عراق موحد واتحادي وديمقراطي ومزدهر". وقال: "ندعو للهدوء ووقف تبادل الاتهامات والتهديدات بإجراءات متبادلة".

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إن إجراءات تركيا للرد على استفتاء إقليم كردستان العراق على الاستقلال لن تستهدف المدنيين وسوف تركز على من نظموه. وتمثل التصريحات فيما يبدو تراجعا عن تصريحات للرئيس طيب أردوغان، الذي حذر من أن أكراد العراق سيتضورون جوعا إذا أوقفت أنقرة تدفق الشاحنات والنفط عبر الحدود. وقال يلدريم -في كلمة بإقليم جاناكالي بشمال غرب تركيا- "لن نجعل المدنيين هناك يدفعون ثمن الاستفتاء بأي حال من الأحوال". وأضاف: "كل الإجراءات التي سنتخذها ستكون موجهة لمن اتخذوا قرار إجراء الاستفتاء".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة