نبراسُ خيرٍ للبريّاتِ

د. صالح الفهدي


...........................
عامٌ، وما العــــامُ إلاّ سيرةٌ عَبَرَتْ
كالطِّيـــفِ تُنْبِتُهُ بعضُ الخيـــالاتِ

فإنْ يَكُ الطَّيفُ في مِخيــــالهِ فَرَحٌ
فذاكَ سُعْدٌ، وإرهاصُ المــــــآلاتِ

وإن يكنْ جُهْمَـــةٌ فالهَــــمُّ أترعها
شقاؤهُ، فاستــوى رمزَ الضَّلالاتِ

ما الوقتُ إلاَّ ضميرٌ كيفما خَلَجَتْ
به النَّوايا، كمن أَعــــشى بأَقْـواتِ

وما دقائِقُـــــهُ إلاَّ خيـــــولَ وَغى
أو كالحميرِ تَرَدَّتْ في الحُثـالاتِ!

حَسْبُ الضَّميرِ بأَنْ يعلو بمـأربهِ
حتى تَبِيْنُ له شَمْسُ الهدايـــــاتِ

وحَسْبُهُ نَظَرٌ في ما اشتهـى نَزِقاً
يقي شمائَلَهُ حُمْـــــــقَ الغوايــاتِ

ومنتهى العمرِ أن تُقفــى طرائقَنا
بعدَ الفِناءِ، ويُطرى حُســنَ آياتِ

قد يحسبِ الخلقُ أنَّ العُمْرَ أَجْمَعُهُ
في شاهِدِ القبرِ منحوتاً لإثبــــــاتِ

ما ذاكَ عمرٌ، ولكن ما بقى أثـــراً
بعدَ الرّحيــــلِ، كأضواءٍ لمِشْـــكاةِ

وما تَـــرَدّدَ أصــــــداءً إذا تُلِيَــتْ
في الفَضْلِ والبِرِّ أذكـارٌ لآيــــاتِ

فانظرْ لِعُمـْرِكَ إِنْجــَـازٌ تخلّـِـفـُـهُ
يُبقيكَ نبراسَ خيــرٍ للبــريــــّاتِ

تعليق عبر الفيس بوك