قصة قصيرة:

النجوم تنطفيء

أحمد عيد زايد - مصر


في الحلم  كنتُ أرتدي جلبابًا شفيفًا طاهرًا مرصعًا بتسعة وتسعين نجما مضيئان والبعض منها كان يتلألأ أكثر من الآخر.. وبينما كنت أسير فى طريق مُعبَّدٍ تحفُّه المروج والجِبال كانت خلف كل هذا الحشد شمسٌ ليست كشمسنا؛ نورها بلا حرارة؛ يبعث الدفء فى القلوب؛ لا هى غائمةٌ رغم زخّات المطر المنهمر بلا رياح، ولا هي بهيّةٌ رغم انبلاج حقيقة الحلم. ولكنّي مضيتُ في طريقي ألتقط قطعًا ذهبيةً وأجمعها في جيوبي، وبعد أن طال المسير توالى انطفاء النجوم فى جلبابى..  ولكن دون اكتراث تابعت المسير، عضَّ الجوع بطني.. عثرتُ في أطباق فاكهة ولحم متراصة على جانبي الممشى فتركت الفاكهة وجمعت اللحم؛ فانطفأ نجم آخر في جلبابي، وتابعت المسير استبدَّ بي العطش وقعت عيني على نهر من خمر فشربت حتى ارتويت فانطفأت نشوتى وانطفأ نجم أخر، وواصلتُ سيرتي ومسيرتي واستبدَّ بي الشوق فخرجت من ضلعي فاتنة تحمل فوق رأسها لحما وخمرا وترتدي أوراق الذهب فستانا موشى باللؤلؤ تمنيتها فانطفأ جميع نجوم جلبابى وتوقف المطر، وتبدّلت المروج النضرة إلى صحاري قاحلة، والمرأة الجميلة الشهباء الصهباء تبدّلت عجوزًا شمطاء؛ اندثر جمالها وغاض خمرها وفسد لحمها،، استبدّ بي العطش بحثتُ عمن يقايضني الذهب بخمر أو ماء فلم أجد سوى طينة جسدي تسير إلى حتفها بينما كانت روحي ما بين الموت والحياة.. تسير إلى الله.

تعليق عبر الفيس بوك