هجرة الإخاء

هلال بن سيف الشيادي – سلطنة عُمان


...............................
رســـول العـــلا أقبلتُ أشــــدو مرنِّما
بكل اشتيــاقي فضــتُ بالحـب مغـرما

أبــــثُّ حــروفـي فــي ثَنيـــّات مكـــة
ليشـــرب من ذكــراك شعـريَ زمزما

لأظهــر شــوقا كـان في القــلب خافيا
وأشـــــدُو بعشـــق كـــان قبــلُ مكتّما

لتنـــداح في الأوراق ذكــراك سيــدي
فتـــورق أفـــكاري بغـيثـــك إذ هــمى

أتيتَ إلينــــا والحيــــــاة غــــوايــــــة
لتهـــــــديَ كل العالــمين ونُرحــــــما

تدوّي بديـن الحــــق للنـــاس صـادعا
لتمســـح في الدنيــــا الضلالة والعمى

فمُــدتْ كفــوفُ الشــرِّ حـقـدا ورهبــة
لتمنـــعَ نــــور اللهِ أن يعبــر الحــمـى

فمَنْ يمنعِ الشمـسَ المنيـرة ضـوءها؟!
ومَـنْ يمنــــع الإصبـــاح أن يتبسـما!؟

هنــــالك أمـــــر الله أوحـــى بهجـــرة
فقلبــك لبّــــى الأمــــر حتــــى تقــدما

فمن مكـــةَ الأنـــوارِ هاجــرتَ رافعـا
بعــاتقك الـديــــن القــــويـــم المــتمَّما

حملتَ الهــــدى دينــًا ودنيــــا وجنَّـــة
ليأتيــــك كـــــلُّ الكـــــونِ لله مسلـــما

أخــذتَ من الصدِّيـق صحبـة مخلـص
لنختـــار فـي النــــاس الـوفــاء معـلِّما

عبرت مدى الصحــراء زادُك رحمـةٌ
تظـــلل ممشـــاك الشــــريفَ مغيّــــما

فلما دخـــلتَ الغـــــار فــــاض سكينةً
بقـــــولك لا تحــــــزن فبــالله محتمى

مضيـــتَ وآمــــال الهـــداية حلَّــــقت
حواليـــك كــي تمضـي لقصدك مُقدما

أتيت حـمى الأنصــــار بـــدرا منـورا
فجــــادوا كِــــراما حـين أقبلتَ مكرَما

فلم تبـــدَّى البـــدر في أرض يثـــرِب
كرمــت علــى قــلب المـدينة مَــقْدِمــا

فطبتَ نبيـــا طبـــتَ خِـــلا وقـــائـــدا
تقــــودُ وفـــود المـــؤمنين إلـى السما

فآخــيتَ مـــا بـين القلـــوب جميعـــها
بحـــب فكــان الحـــبُ دينــــا ومغنـما

رســــولَ الهـــدى ما زال قلبك نابضا
بكــل قــلــــوب المــــؤمنين تَكَلــــــما

تعلمُنا حُــســــنَ المؤاخــــاة والــوفـــا
وكــم طــــاب مَن نهجَ الإخـاء ترسما

فلا غِــل لا أضغانَ لا كُــره لا اعِتـدا
فليـــس ســــوى بالحب نحيـــا تنــعما

رســــولَ التآخــي عُــــد إلينـــا هنيهة
لتلقـــــى بنـــــاء الــــــودِّ فيــنا تهـدما

رسولَ التصافي انظــرْ إلينا تجـــدْ بنا
قلـــوبا بها ليـــــل الضغـائـــن خَيـــما

كأنما لم تتــرك لنـــــا الـــديـن رحمـة
لــيربـــط ما بـــين الشـــعوب ويلحُـما

تتشتــت البلــــــدان بعـــــد تجــــمّـــع
وَصَــفُّ بــــلاد المســــلمين تقســــَّما

ألا هجــــرة فيـــها تـــؤاخــي قلـــوبنا
لنرجــــــع أنصــــارا أعـــزَّ وأقــومـا

تركــــتَ لــــنا فينــــا رســـــالة ربـِّنا
ســــلامٌ علــى مَــــنْ بالمحبـــة أسلـما

بنــــي أمتـــي هـــلاّ نعـــــود لــوحدةٍ
لنجمــــع أشتــــــــاتَ الحمـى ونُلملـما

تنــــام (طـرابلـس) ببيتِ (دمــــــشق)
لتفـــــدِي ثــراها بالنفـــــوس وبالــدِّما

رسولَ الهـــدى خفــق المحبيــن منشد
بحبك نبـــض القـلـــب صلَّــى وسلمـا

تعليق عبر الفيس بوك