السلطنة تحتفل باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون

تدشين الدورة الثانية من مبادرة "مظلة الأوزون تحمي مستقبل أبنائنا"

...
...
...
...

 

مسقط - الرُّؤية

تحتفل السلطنة -مُمثلة بوزارة البيئة والشؤون المناخية- باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون، والذي يُصادف 16 سبتمبر من كلِّ عام؛ وذلك تحت شعار "رعاية الحياة تحت الشمس"؛ حيث نظَّمت الوزارة، أمس، احتفالا بهذه المناسبة، مع تدشين النسخة الثانية من مبادرة "مظلة الأوزون تحمي مستقبل أبنائنا"، تحت رعاية سعادة الشيخ حمد بن حمدان التوبي مستشار وزارة التربية والتعليم، وبحضور سعادة نجيب بن أحمد بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية، وخبراء من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وعدد من مسؤولي وموظفي الوزارة.

وفي بداية الحفل، أكَّد إبراهيم بن أحمد العجمي مدير عام الشؤون المناخية -في كلمة الوزارة- أنَّ الباحثين والعلماء في مُنتصف سبعينيات القرن الماضي قد لاحظوا تآكلا في طبقة الأوزون يظهر فوق القارة القطبية الجنوبية نتيجة للأنشطة البشرية والصناعية؛ بسبب استهلاك الهالونات ومركبات الكلورفلوروكربون. واستجابة لذلك، قام المجتمع الدولي بإقرار اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون عام 1985م، ثم بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في العام 1987م، وما أعقب ذلك من تعديلات في سنوات لاحقة. وقد انضمت السلطنة إلى كلٍّ من اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون، وبروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وتعديلاته في كلٍّ من لندن وكوبنهاجن ومونتريال وبكين، بموجب مراسيم سلطانية سامية؛ حيث صنفت تحت المادة الخامسة من البروتوكول، وهي المادة التي تتعلق بالدول التي يقل فيها استهلاك المواد المستنفدة لطبقة الأوزون عن 0.3 كجم للفرد الواحد.

وأوْضَح العجمي أنَّه ومن أجل ضمان تحقيق متطلبات الامتثال لبروتوكول مونتريال، قامت السلطنة -ممثلة في وزارة البيئة والشؤون المناخية- بتنفيذ عدة سياسات وبرامج وإجراءات رقابية منذ العام 2001م وحتى تاريخه، تمكنت خلالها من تحقيق متطلبات الامتثال بخفض ووقف استخدام أهم المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في السلطنة؛ حيث وصلت الكمية المستهلكة إلى مستوى الصفر بالنسبة لمواد الهالونات والكلوروفلوروكاربونات ورابع كلوريد الكربون وكلوروفورم الميثيل ومادة بروميد الميثيل منذ بداية العام 2010م؛ مما يعد إنجازا جيدا للسلطنة. ولخفض مواد الهيدروكلوروفلوروكاربونات التي حدَّد لها بروتوكول مونتريال جدولا للخفض التدريجي يبدأ بالتجميد اعتباراً من العام 2013م وينتهي بوقف الاستخدام في العام 2030م، فقد قامت السلطنة -ممثلة في وزارة البيئة والشؤون المناخية- باتخاذ العديد من البرامج والإجراءات؛ مثل: توزيع حصص استيراد المواد المستنفدة لطبقة الأوزون على جميع الشركات المستوردة، وكذلك تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع إستراتيجية التخلص التدريجي من مواد الهيدروكلورو فلورو كاربونات خلال الأعوام من 2012-2015م، والتي تمَّ خلالها التخلص من معظم مواد الهيدروكلوروفلوروكاربونات المستخدمة في قطاع الرغاوي، كما تم تحديث لائحة مراقبة وإدارة المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، وتم إصدار اللائحة الجديدة لحماية طبقة الأوزون بموجب القرار الوزاري رقم (107/2013)، ثم تعديلها أيضا بموجب القرار الوزاري رقم (67/2015) لتتماشى مع إجراءات التحكم المطلوبة لهذه المواد خلال المرحلة القادمة، وتقوم الوزارة ببذل جهود عديده لتعزيز برامج ومبادرات التوعية والتثقيف لحماية طبقة الأوزون، كان آخرها قيام الوزارة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم وتدشين الدورة الأولى لمبادرة (مظلة الأوزون تحمي مستقبل أبنائنا)؛ تزامنا مع احتفالات السلطنة باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون للعام 2016م، والتي تستهدفُ في قسمها الأول إجراء مسابقة للرسم في مجال حماية طبقة الأوزون بين ثلاث فئات من طلاب المدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم في محافظات السلطنة، والتي لاقت نجاحاً وتفاعلاً كبيراً، وذلك إنْ دل فإنَّما يدل على وعي المجتمع في مجال حماية طبقة الأوزون وجميع المواضيع البيئية.

وأشار مدير عام الشؤون المناخية إلى أنَّ الوزارة تعمل في الوقت الحالي على تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع إستراتيجية التخلص التدريجي من مواد الهيدروكلوروفلوروكربونات، بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية؛ حيث يهدفُ المشروع إلى تنفيذ العديد من الأنشطة في مجال التدريب والتوعية والإعلام، ومراجعة وتطوير الإجراءات واللوائح الوطنية بما يتفق ومتطلبات بروتوكول مونتريال، إضافة لمراجعة وتقييم نظام تراخيص المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، ودراسة إنشاء وتشغيل نظام تراخيص مزاولة المهنة للعاملين في قطاع صيانة وخدمة أجهزة التبريد والتكييف، وكذلك تنفيذ حملات توعية للجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص ذات العلاقة.

واختتم العجمي بالإشارة إلى أنَّ السلطنة رحَّبت بالاتفاق الذي توصلت إليه أكثر 150 دولة، ويهدف للحد من استخدام مركبات الهيدروفلوروكربونية (HFCs)، والتي تستخدم على نطاق واسع في المبردات وأجهزة التكييف وعبوات الآيروسول؛ حيث اتفقت الوفود في العاصمة الرواندية كيغالي على إدخال التعديلات المقررة على البروتوكول. ومن المرجح أن تؤدي الاتفاقية إلى التخلص من قرابة 90 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول 2050، ويعد اتفاق كيجالي ملزما قانونيًّا، ويشكل بالتالي تقدما كبيرا في مكافحة الاحتباس الحراري.

 

تنشئة الأجيال

واشار سعيد بن جمعة البطاشي إخصائي نشاط ثقافي -في كلمة وزارة التربية والتعليم- إلى مبادرة "مظلة الأوزون تحمي مستقبل أبنائنا" ومسابقة الرسم التي أقيمت بمناسبة اليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون، وتدشين الدورة الثالثة للمبادرة؛ حيث قال: إنَّ الجائزة -والتي نجتمع هاهنا اليوم لتكريم من تميَّزوا فيها- ذات دلالات وأبعاد وأهداف نبيلة ستؤتي ثمارها على المدى القريب، والمتمثل في تنشئة الأجيال على حُسن التعامل مع البيئة والمحافظة عليها من الأخطار المحدقة بها، وقد مرَّت الجائزة بمراحل متعددة بدءًا من طرح المسابقة المتمثل في وزارة البيئة والشؤون المناخية، وتحديد فئاتها من طلاب المدارس والذي تبنته وزارة التربية والتعليم -ممثلة بدائرة الأنشطة- حيث شارك عدد كبير من الطلاب من محافظات السلطنة؛ حيث بلغ عدد المشاركات 300 عمل فني، تم فرزها من قبل دائرة الأنشطة بالوزارة واختيار 51 عملا.

بينما أكَّد المهندس خالد الكلالي مسؤول السياسات والإنفاذ ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة -المكتب الإقليمي بغرب آسيا- على أنَّ الدول الأطراف في بروتوكول مونتريال نجحت أخيرا في التوصل للاتفاق التاريخي في كيجالي لإدخال تعديلات على البروتوكول للتخفيض التدريجي من مركبات HFC؛ وذلك لاستكمال الإنجازات التي تحققت حتى الآن للوصول للهدف المرجو في التعافي الكامل لطبقة الأوزون والتخفيف ما أمكن من الانعكاسات السلبية على المناخ. وبذلك أثبتت الحكومات أنها لا تزال مُصمِّمة على مواصلة الطريق لتحقيق أهداف بروتوكول مونتريال، ويتضح ذلك جليا أيضا من خلال إصرار دول العالم كافة على المصادقة على البروتوكول وتعديلاته؛ الأمر الذي حَظِي بإشادة واسعة من الجميع؛ وعلى رأسهم: معالي الأمين العام للأمم المتحدة، الذي ذكر في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للأوزون لهذا العام ما نصُّه: "إنَّ الذكرى السنوية الثلاثين لبروتوكول مونتريال حدثٌ بارزٌ بالنسبة لجميع الناس ولكوكبنا. فعندما وجد العلماء أن المنتجات اليومية تدمر طبقة الأوزون الهشة، استجاب العالم بوضع بروتوكول مونتريال. وهو يضم الحكومات والشركات والأطباء والعلماء والمواطنين؛ سعياً لإصلاح ما حصل من ضرر. وهذا ينقذ الملايين من الناس من سرطان الجلد وإعتام عدسة العين كل عام. ويساعد البروتوكول على مكافحة الفقر والتصدي لتغير المناخ وحماية السلسلة الغذائية. وتتيح هذه المعاهدة فرصا تجارية جديدة، وستمكن الاقتصاد العالمي من توفير ما يزيد على 2 تريليون دولار بحلول عام 2050. وها نحن اليوم نحتفل بالذكرى الثلاثين لإبرام بروتوكول مونتريال. ونهنئ أبطال الأوزون في جميع أنحاء العالم. ولكم جزيل الشكر".

وأشار الكلالي إلى أنَّه من المسلَّم به على نطاق واسع أن بروتوكول مونتريال المتعلق بالمواد المستنفدة لطبقة الأوزون من أنجح المعاهدات البيئية في التاريخ. فهو يضع ضوابط ملزِمة قانونا تحكم إنتاج واستهلاك المواد المستنفدة للأوزون على الصعيد الوطني، ويحظى بتصديق عالمي من 197 طرفا". وقد نجحنا ليس فقط من خلال التزام جميع الأطراف ولكن أيضا من خلال الممارسات اليومية لجميع الأفراد في جميع أنحاء العالم، للتخلص التدريجي من أكثر من 98% من المواد المستنفدة للأوزون".

واختتم مسؤول السياسات والإنفاذ ببرنامج الأمم المتحدة بالإشارة إلى أنَّ برنامج المساعدة على الامتثال التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، يُشعر بالفخر والإعتزاز؛ إذ يقوم بالتنسيق والتعاون مع دول العالم والمنظمات الدولية الشقيقة والإقليمية ذات العلاقة لتشخيص التحديات التي تواجه دول المنطقة الأطراف في بروتوكول مونتريال وتقديم الدعم والمساندة لهذه الدول لتتمكن من مواجهة التحديات والتغلب على الصعوبات التي تعترضها عند تنفيذ خططها ومشاريعها الوطنية للتخلص من المواد المستنفذة لطبقة الاوزون؛ وبالتالي الحفاظ على ما حققته من إنجازات بشأن الامتثال لبروتوكول مونتريال. ومن أهم هذه التحديات التي تواجهنا في المنطقة: اختيار البدائل طويلة الأمد التي يمكن الاعتماد عليها بصورة كفؤة ودون القلق من إمكانية التوقف عن استخدامها مستقبلاً لمساهمتها في الإضرار بالمناخ أو غيره. ومن هذا المنطلق، يتابع برنامج المساعدة على الامتثال ومن خلال الصندوق متعدد الأطراف بتقديم الدعم اللازم للمساهمة بتطوير البنية التشريعية والتنظيمية والتقنية وبتنفيذ المشاريع والمبادرات الهادفة جعل عملية الالتزام بأهداف بروتوكول مونتريال، والتحول نحو البدائل الملائمة سلساً بما يحقق أهداف التنمية المستدامة والخضراء على حدٍّ سواء، خاصة ما يتعلق برفع مستوى الأداء وتنظيم قطاع الصيانة والخدمة؛ كونه يعتبر القطاع المستهلك الرئيس لهذه المواد في السلطنة.

 

الأعمال الفائزة

كما تضمَّن الحفل عرض فيلم عن الأعمال الفنية الفائزة في الدورة الأولى ضمن مبادرة "مظلة الأوزون تحمي مستقبل أبنائنا"، وتكريم الطلاب الفائزين في مسابقة الرسم، إضافة لتدشين الدورة الثانية من المبادرة، مع استيضاح أهداف الدورة وشعارها وأقسامها ومعايير الاشتراك بها.

وتتواصل فعاليات الحفل لليوم الثاني من خلال عرض مرئي عن تعديلات كيجالي على بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون والبدائل المتاحة، وعرض مرئي عن مشروع الإستراتيجية الوطنية للتخلص التدريجي مواد الهيدروكلوروفلوروكربونات بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون بالسلطنة، واستعراض نظام تراخيص العاملين الفنيين في مجال التبريد والتكييف، وتجربة شركة سمارت تكنو المتطورة الطلابية في مجال التبريد والتكييف، وعرض مرئي عن دور نظام بيان للتخليص الجمركي في تبسيط إجراءات تراخيص حماية طبقة الأوزون، وآليات التفرقة والكشف عن غازات التبريد الأصلية والمغشوشة ومدى تأثيرها، واستعراض تجربة شركة فالي عُمان بشأن تحويل أنظمة التبريد والتكييف إلى المواد البديلة، وآلية تقديم تراخيص حماية طبقة الأوزون في نظام بيان الجمركي، والتعرف على بدائل المواد المستنفدة لطبقة الأوزون.

تعليق عبر الفيس بوك