فرقة هواة المسرح تستعد لتقديم مسرحية "بنت الصياد"للأطفال في افتتاح ملتقى "أدب الناشئة"25 سبتمبر

 

الرؤية – محمد قنات

دخلت فرقة "هواة خشبة المسرح" سباقاً مع الزمن لتحقيق النجاح من خلال تقديمها لعروض تجذب المشاهدين بعد أن استطاعت أن تحجز لها مساحة مقدرة في العمل المسرحي الذي يتطلع له المشاهد العُماني، وتعمل فرقة هواة خشبة المسرح في صمت وبعيداً عن الأضواء لتجويد أعمالها وذلك عن طريق البروفات اليومية التي تستمر لساعات متأخرة من الليل، حيث يُعد الشباب عماد الفرقة التي تطرق أبواب النجاح عن طريق القبول الكبير الذي وجدته أعمالها المقدمة.

وتعكف الفرقة هذه الأيام على تقديم "بنت الصيّاد" وهو عمل مسرحي جديد للأطفال للمؤلف والشاعر والكاتب عبد الرزّاق الربيعي الذي عرف بعمق الفكرة وتقديم الأعمال الناضجة والذي يحرص على مُتابعة البروفات يوميًا حتى يكتمل العمل بالصورة النهائية حيث من المقرر أن يتم العرض يوم الإثنين 25 الجاري في افتتاح ملتقى "أدب الناشئة" الذي يقيمه النادي الثقافي، ومن المنتظر أن تشارك الفرقة به في مهرجانات عربيّة.

 

ويقول الشاعر والكاتب عبد الرزاق الربيعي إنَّه مؤمن بأنَّ مسرح الطفل له دور وظيفي وبنائي ما تم تحديد  آليات العمل والأهداف بصورة سليمة  تعزز مكانة الأطفال في الحياة الإنسانية باعتبارهم الأمل والضمان الأساسي لمستقبل الشعوب

 

ويضيف : " سعيد بهذه التجربة التي هي الأولى لي مع فرقة هواة خشبة المسرح"، ورئيسها مخرج العرض الفنّان خليفة الحراصي، ومن خلالها أعيد علاقتي بالكتابة للأطفال بعد توقّف دام سنوات بسبب عدم وجود حاضنة تتبنّى ما يكتب للطفل، فحين شاهدت عرض الفرقة"قرية السنافر" وجدت نفسي منقادا إلى كتابة نص موجّه للطفل ناهلا من الموروث الشعبي العماني، الذي هو نتاج مخيّلة نشيطة نظرا لغنى هذا الموروث، واحتوائه على مادّة دراميّة خصبة، يمكن أن تشدّ الطفل إليها، لو قدّمت على المسرح بعد إعادة إنتاجها، وإضافة خطوط تثري الفكرة الرئيسة، وشحنها بمحمولات فكريّة، وجماليّة، ورسائل تربويّة، وتعليميّة"

الربيعي دفع للمطابع كتابه المسرحيّ الثالث (حلاق الأشجار) الذي سيصدر عن مؤسسة "بيت الغشّام" بعد كتابيه (الصعاليك يصطادون النجوم) و(على سطحنا طائر غريب) ويقول: خلال تتبّعي للحكايات الشعبيّة العمانيّة، الشفاهيّة، والمكتوبة سألت نفسي: لم لا نضع تلك الحكايات على خشبة المسرح؟ بالطبع بعد نخلها، وإعادة صياغتها، وتخليصها مما علق بها من مُبالغات، وجوانب تدخل في باب الخرافات، والخزعبلات، وتوظيفها في قالب فني، ومشوّق يقدّم للأطفال، ليبثّ رسائل تربويّة، تنسجم مع العصر، ومستجدّاته، تخاطب عقل الطفل العماني، ووجدانه؟ فوقع اختياري على حكاية معروفة في ولاية (نزوى) "

وعن الخطّ الرئيس لتلك الحكاية قال الربيعي الذي قدّمت له العديد من العروض المسرحيّة داخل السلطنة، وخارجها، وشاركت أعماله في مهرجانات دولية من بينها" مهرجان مسرح المضطهدين الثامن " الدولي بتورنتو 1996، ومهرجان المسرح العماني وأيّام الشارقة "تتحدّث عن فتاة جميلة تعيش مع والدها الصياد، وزوجته، وابنتها، التي تتمتع بقسط متواضع من الجمال، تلك الفتاة(جوهرة) عندما تضحك تتساقط اللآلئ من فمها، وعندما تبكي تتساقط الأمطار، فينتشر صيتها حتى يصل مسامع الحاكم الذي يطلب يدها من والدها، فيوافق على الفور، وفي يوم العرس تحدث العديد من المفارقات، والوقائع، التي أتركها لمن سيشاهد العرض الذي تتخلّله العديد من الأغاني، والرقصات الشعبيّة "

وحول توقّعاته عن العرض قال الربيعي "أتابع التدريبات مع فريق العمل بشكل يومي، وأرى أن الفريق رغم معاناته من عدم وجود الدعم اللازم لتقديم عرض متكامل، كما رسمته في مخيّلتي، ويسعى لترجمته المخرج على الخشبة، يبذل كلّ ما يستطيع من أجل نجاح عرضه الأول الذي سيقدّم صباح يوم الإثنين 25 الجاري في افتتاح ملتقى "أدب الناشئة" الذي يقيمه النادي الثقافي، ومن المتوقع أن تشارك الفرقة به في مهرجانات عربيّة، ودوليّة، ونأمل أن تصل الرسائل التي يحملها العرض، لأنّ أمثال هذه العروض تنطلق من البيئة، وتعود إليها بقالب جديد، يولي الإبهار السمعي، والبصري، وعناصر العرض، وصولاً لدرجة من درجات التفاعل الحي مع المتلقّي.

 

 

التثقيف والترغيب

وقال رئيس فرقة هواة خشبة المسرح ومخرج المسرحية خليفة الحراصي إنَّ ما يقدمه المسرح للشباب يندرج تحت عملية التثقيف والترغيب باعتبار أنَّ الشباب طاقة إيجابية موجودة في مسرحنا العماني ومشاركاتهم موجودة والدليل على ذلك عدد الفرق المسرحية في السلطنة ومعظمها تعمل بطاقات شبابية، كل ما ينقصنا هو ترغيب المتلقين لحضور ما يتم عرضه على خشبات المسارح.

وأضاف: يقع علينا نحن كمسرحيين أن نبذل مجهودًا أكثر وأن تكون هناك مخاطبة لذهن الطفل وتحبيبه في المسرح ويتوجب علينا توجيه أعمال مسرحية بما يسمى مسرح الطفل وتوجيهها نحو الطفل، ولدينا قاعدة في الفرقة تنص على أن (المسرح للجميع) وهذه إحدى النقاط الأساسية منذ تأسيس الفرقة. نفكر كيف يمكن أن نصل لكل شخص في أعمالنا المسرحية وكيف نصل أيضًا لكل شخص موهوب ونقدم له كل المعرفة والثقافة المسرحية من خلال الورش والملتقيات واحتضانهم، كما لدينا الكثير من المشاريع المستقبلية والموجهة لمسرح الطفل وذوي الاحتجاجات الخاصة ولمسرح الكبار.. ولأنّ المسرح ثقافة فإننا نسعى لإعداد جيل مسرحي مؤهل ومثقف فالمسرح أبو الفنون.

 

وتابع: في آخر سنتين انصب تركيزنا على الورش التي ننظمها بشكل سنوي وعلى مسرح الطفل، وذلك للتثقيف ولنكون حاضنين لهذه الطاقات الشبابية التي هي بحاجة إلى حلقات تدريبية متخصصة في المسرح، كلما بذلنا جهدنا في تقديم ورش أكاديمية احترافية، وهنالك تطور ملحوظ لدى الشاب المسرحي العماني وسنكثف من مثل هذه الأنشطة والملتقيات لتنمية القدرات والتثقيف المسرحي واستدرك من خلال الورشة الأخيرة التي أقيمت في شهر أغسطس الماضي والمعنية في توظيف الفلكلور في المسرح العماني بداخل هذه الورشة كانت هناك طاقات شبابية من مختلف الخبرات من أكاديميين وهواة واستطعنا أن نحتضن هذه الطاقات ضمن خطتنا المستدامة وقمنا بالتنسيق مع بعض الجهات المعنية بالثقافة والمسرح تقديم ثمرة الورشة ضمن فعاليتهم وملتقيات الثقافية والآن بصدد تجهيز عمل مسرحي جديد موجه للطفل والمشاركين فيه من الطاقات الشبابية التي شاركت في الورشة السابقة.

وقالت الممثلة عالية البلوشي: لدينا نجوم ومواهب عمانية في المسرح إلى جانب وجود كتاب ومخرجين على مستوى عال جداً وكل إنتاج مسرحي تضخ فيه دماء شبابية جديدة.

وأضافت أن هناك معاناة عامة في دول كثيرة من وجود أزمة تمويل مسرحي، ولهذا فإنّ أغلب الذين يعملون على المسرح هم متطوعون بطبيعة الحال، ويمكن أن يتم تجاوز مسألة التمويل بالدخول في شراكات مع جهات عديدة، إلى جانب السعي إلى كسب رعايات من قبل مؤسسات كبيرة يكون لديها إيمان بما يقدم من أعمال خلال المسرح.

وتابعت: لابد من وجود خطة تسويق تُبين أوقات العرض وإتاحة فرصة للبحث عن رعاة وإيجاد التمويل المادي واللوجستي للمادة المعروضة. وتشير إلى أن هناك حراكا مسرحيا متواصلا في جميع ولايات السلطنة يبدأ من المدارس والنوادي وغيرها من المسارح المُنتشرة في جميع الولايات

وأضافت إنني لا أميل كثيراً إلى التصنيفات في العمل المسرحي والإبداعي مثل المسرح الشبابي والنسائي وغيرها ولكن في رأيي أنّ المسرح غائب بشكل كبير لغياب شغف العمل في المسرح وحب الفن بشكل عام مع أنه توجد لدينا طاقات شبابية وإبداعية كبيرة جدًا ولكن بحاجة إلى استراتيجية ورؤية واضحة ومؤسسة تتبنى جميع المبادرات الإبداعية.

وأشارت إلى أنَّ السلطة بها كثير من الشباب على الساحة المسرحية ولكن للأسف ينقصهم تبني الإعلام لهم وتسليط الضوء عليهم، بشكل خاص لا توجد لدينا صناعة نجم في عمان وهذه للأسف من الأشياء التي لم أستطع فهمها حتى الآن، هناك إيمان قوي بالشباب وقدرتهم الإبداعية.. ويجب علينا تبني هذه الطاقات ونجعلها تسافر بعيدا لرؤية المهرجانات والعروض المختلفة لنتعلم منها.

وهنالك إيمان من قبل فرقة هواة الخشبة عميق بوجوب تنظيم ودراسة أي خطوة مستقبلية ووجود طاقات شبابية جميلة وراقية في التعامل حفزتني على الاستمرار معهم وسنكون معاً يدًا بيد للمستقبل الأجمل.

 

صقل الموهبة

فيما تقوم الممثلة بلقيس البلوشية - في مسرحية "بنت الصياد " بدور جوهرة ابنة الصياد فتاة جميلة وصاحبة موهبة تعيش مع والدها وزوجته التي تعمل على تعذيبها بطرق مختلفة.

وقالت البلوشية إن العمل مع فرقة مسرح هواة الخشبة فيه صقل للموهبة وتطوير للقدرات وهذه المشاركة الثانية مع الفرقة حيث إنني أميل دوماً إلى المسرحيات لاكتشف قدراتي أكثر، وهذه أول مشاركة لي في مسرحية للأطفال واعتبرها تجربة رائعة، ومسرح الطفل يحتاج جهدا متواصلا وكبيرا، وأنا أومن بأن في داخل كل منّا طفل صغير وهذه فرصة لأن نحرر الأطفال بداخلنا لنرسم الابتسامة والأمل على وجوه من يشاهدنا. وطبعًا للمسرح دور في تربية الطفل وتثقيفه وتحبيبه وترغيبه في التعليم.

وأضافت: لدي طموح أن أشارك في عروض مسرحية كبيرة مسرحيات وفي "بنت الصياد" ستكون لنا مشاركة في أحد المهرجانات خارج السلطنة بهذا العرض (بنت الصياد) وهذه المشاركات ستضيف لنا خبرة تراكمية وأطمح في الحصول على جوائز .

 

تعليق عبر الفيس بوك