بهلا - الرُّؤية
نظَّمتْ مكتبة الندوة العامة في ولاية بهلا، محاضرة بعنوان "يسألونك عن المحاماة"، ألقاها المحامي خليفة الهنائي، واستهلها بوجود دلالات من القرآن الكريم على وجود مهنة المحاماة منذ زمن الأنبياء، وأنَّ هناك مواقف للصحابة -رضوان الله عليهم- فيها تأصيل واضح لهذه المهنة السامية التي لها من الأصول والثوابت ما يحكمها كغيرها من المهن الشريفة السامية. متناولا قصة الفاروق عُمر بن الخطاب الخليفة الراشد -رضي الله عنه- التي ورد ذكرها في كثير من كتب سير الصحابة والتاريخ الإسلامي، وأنه من تلك القصة يمكن تأصيل ما يعرف بقانون الإجراءات الجزائية اليوم.
وأضاف الهنائي بأنَّ التعامل مع الوقائع والأحداث محكوم بالضوابط والقوانين وليس متروكا للتقديرات التي تسوقها أهواء الشخص، وأنَّ المحامي عندما تعرض عليه واقعة نشأت أو جريمة حدثت يقوم بدراستها وينظر في مدى قيام السلطة المختصة بتطبيق صحيح القانون، ومهنة المحاماة مهنة تقوم على الدفاع عن حقوق المجتمع والوطن وليس المصلحة الشخصية للفرد، وإنْ كان في ظاهرها كذلك لأنَّ الدفاع عن مصالح الأفراد هو دفاع عن مصالح المجتمعات بصورة عامة.
واختتم الهنائي بتوجيه رسالة للمحامين.. قائلا: إنَّ الذي يستغل مهنته مهنة المحاماة أو أي مهنة أخرى ويحيد فيها عن الطريق المستقيم إنما يظلم نفسه ومجتمعه؛ لأنَّ مهنة المحاماة مهنة سامية. مؤكدا أنَّ الثقافة القانونية ذات أهمية كبيرة، وفي المقابل من الأهمية بمكان أن نلجأ إلى المحامي للحصول على الاستشارة القانونية الصحيحة عندما يشكل علينا أي أمر قانوني، مُشبِّها ذلك بلجوء المريض للطبيب عندما يحدث ما ينغص صحته، وأن كلاهما المحامي والطبيب مسؤول عن بذل العناية لتحقيق النتيجة.. وفي نهاية المحاضرة، فُتِح الباب للنقاش في الكثير من الجوانب القانونية.
