[ظِلالٌ علَى المَاءِ]

حمود السَّعديّ – سلطنة عُمان


................
ليلٌ علَى الشجَرِ الكثيفِ وبَرْدُ
ودمٌ تقبّلُه الدروبُ .. ووَرْدُ

ياقوتةٌ تُغري المكَانَ بصمْتِها
وكَأنَّها لغةُ الندَّى .. إذْ تَبْدو

والأرضُ ليستْ غيرَ ضَوءٍ مُتعَبٍ
وقصيدةٍ يَغفو علَيها النّرْدُ

يمْتدُّ هذا الوهْمُ مُنكسرًا مدًى
لكنَّما هذا المدَى هُو لَحْدُ

نَمشي علَى ثَلْجِ الكلامِ ونحنُ لم
نَعْتَدْ علَى جوِّ التزلُج بَعْدُ

ونظّلُ نَرْحلُ غيرَ أنَّ رحِيلَنا
كالبحْرِ فِينا، نَحْنُ جزْرٌ مَدُّ

منْ قريةٍ في الريحِ جِئنا وحْدَنا
ودَويّنا _مثْلَ السّماءِ_الرّعْدُ

نقْتاتُ منْ وَرَقِ الفراغِ ونَرتدي
رمْلَ السِّنين .. وليسَ فِينا زُهْدُ !!

فِي الوقتِ سافرْنا ..
يراقبُ نحلةً دَمُنا ..
إلى أنْ ذابَ منْها
الشّهْدُ؟

لم نَرْضَ أنْ تَبقى الدّموعُ حجَارةً
هل للدموعِ إذا تَمادتْ حَدُّ ؟

يا غارقًا في الطِّينِ ! خُذنا رِيشةً
في لوحةِ الرسّامِ ينمو المَهْدُ

خُذْنا على سَعَفٍ، إلى يقطينةٍ
حيثُ المسَافة بالمسَافة تَشْدو

وَدَعِ الربيعَ يُعيرنا قمْصَانه
يَمضي بِنا وردًا إلَينا الوَرْدُ

مِثلَ الظلالِ نَسيرُ في أعمَاقِنا
زمنًا ضَبابيًّا ! مَداهُ الخُلْدُ !!

تعليق عبر الفيس بوك