باسم فرات "يهزُّ النسيان" في القاهرة

...
...
...


"أهـز النسيان" أحدث إصدارات الشاعر الرحّالة "باسم فرات" والديوان في تكويناته يشبه "سيرة أدبية" عابرة للحدود كتب الشاعر نصوصها ما بين عامي 2013 و2016م، توثيقًا لرحلته وتطوافه الدائم حول العالم وهذا الديوان يتخذ من الرحلة متكأ، ويحتفي بالإنسان في إطار تأثير فلسفة المكان؛ عليه في"العراق، والأردن، ودبي، والبحرين، وقطر، والسودان، والإكوادور، ونيوزيلندا، وهي أمكنة تركت طابعها وتاريخها وآثارها ومفرداتها الحضارية على نصوص الديوان التي بلغت واحدًا وأربعين نصًّا نثريًّا. والجديد في هذا الديوان أن الشاعر الرحّالة طرق باب الحب؛ وهو أوسع أبواب الشعر، في عصر الحزن العربي، لعل الحب يمسح تلك الأحزان، وتتجلى عراقية الشاعر وأصالته بوضوح؛ من خلال عتبات بعض عناوين قصائد الديوان الجديد الذي صدر في القاهرة عن دار "صهيل للأنباء والنشر". ، حيث نقرأ له: "خيبة جلجامش"، "أذينة بن خيران"، "جلجامش يعبر الأنديز"، "أُغريهنَّ بأساطير بابل". ومن بعض نصوصه (لبياضِكِ/ دهشةُ طفْـل/ وخريرُ فراتٍ يمسَحُ عن البلادِ أحزانَهَا/ لبياضِكِ/ إسراءٌ نحوَ مَلَكُوتِ القصيدة .. /أَقْطِفُ العَسَلَ مِنْ شَفَتَيْكِ/ فيغَـارُ العِطْــرُ/ وترتَبِـكُ شَـهقةُ العُصفور).
"باسم فرات" اسم يملأ مساحة كبرى من المشهد الثقافي العراقي والعربيّ وعلامة أدبيّة عراقيّة المنشأ، عربيّة الملامح، حداثويّة الرؤى، انتقلت من (المحليّة) الضيّقة، إلى (العالميّة) المنفتحة على كل الجهات، وتحرّرتْ من النمطيّة والانكفاء على الذات، وأسقط عن كاهله كل ما يعيقُ حركته، أو يفرض السكونيّة على فكره بلا استثناء، وخلافا لمشروعه الشعريّ ، وقصيدته العابرة لكل الثقافات؛ فإنكَ سوف تقرأ له في (الانثربولوجيا)، و(تطبيقات حوار الحضارات)، و(تاريخ الشعوب)، و(الفلكلور)، وغيرها من (الفنون)، وعندما تحاوره سوف تكتشف من الجملة الأولى أنّ الرجل تحرَّر من كل القيود البالية، ونجا بأعجوبة من شرنقة (الثقافة الإلغائية والانتقائية المدمرة والمؤدلجة)، وخرج إلى العالم الرحب الواسع، ونفض عن عقله غبار الطائفيّة المقيتة، وركزّ في كتاباته على أهمية "التبحر في قراءة تاريخ تنوعنا اللغوي والعقائدي"؛ "مخافةَ أنْ نتحول إلى مُكرّسين لسرديات مملوءة بالتهويل والمظلومية المبالغ فيها والمبنية على وهم وكذبة الحق والوجود التاريخي"، ومن أهم كتبه في أدب الرحلات" الحلم البوليفاري.. رحلة كولومبيا الكبرى"، وحول تقاطع حياته الشعرية بحياته كرحالة: يقول:"أحلم دائماً أن أعيش للشعر، وأن أتنقّل بين البلدان والشعوب والمجتمعات والثقافات. الرحلات والمغامرات لم تأخذني من الشعر، بل قد لا أبالغ إن قلت إنها عمّدتني في ملكوته أكثر. فبفضلها، كتبت ديوان "بلوغ النهر"، وفي حوزتي قصائد لرحلات ومغامرات أخرى في أميركا الجنوبية". ومن أهم مجموعاته الشعرية "أشد الهديل”، و”خريف المآذن”، و”أنا ثانية”، و”إلى لغة الضوء”، و” بلوغ النهر” و"أشهق بأسلافي وأبتسم"ـ وفي نيوزيلندا صدر له بالإنجليزية “هنا وهناك” و”القمر الذي لا يجيد سوى الانتظار” و”لا قارب يجعل الغرق يتلاشى”، وصدر له أيضا في إسبانيا “تحت ظلال المنافي”. وباسم فرات يرى أنّ الشعر همّ فرديّ، ومشروع لا ينتهي، لأنه مشروع حياة. ولأنه مشروع حياة فهو مستمر ما زال الشاعر يتنفس؛ ومن المشاريع الأخرى التي في طريقها للنشر، كتاب عن إقامته ورحلاته في (زي الجديدة/ نيوزلندا)، ويكتب كتابا آخر عن السودان، وربما خلال عامين ينجز كتابًا عن إقامته في هيروشيما (اليابان) وجنوب شرق آسيا، وقال لينا في حديث سابق إنه إذا سنحت له الفرصة ربما يُصدر كتابًا يتضمن بعضًا من مقالاته التي تتناول (الهوية والسرديات الثقافية، ورؤيته كقارئ لهذه السرديات).

تعليق عبر الفيس بوك