هايكو أندلسيّ

عائشة بنيس – مدريد


(1)
الزورقُ الذي لا تحرِّكُه الرِّيحُ،
ينخرُهُ الموجُ!
(2)
لو يعرفُ القطارُ
سِحْرَ الالتفاتةِ
و رِقَّة الأكُفِّ الملوِّحَة!!
(3)
مَذْهُولَةٌ،
كـ(فَرْدَةِ حِذَاءٍ)
سَقَطَتْ مِن قَدَمِ طِفْلٍ
تَحْمِلُهُ أمُّهُ وتَرْكُضُ
هَرَبًا مِنَ الحَرْبِ!!
(4)
يُطَأْطِئُ رَأْسَه خَجَلًا
مِنْ ظِلالِ انْكِسَارِهِ
عَمودُ الإِنَارَةِ
(5)
مُرْتَبِكَةٌ..
كَـ(وَرَقَةٍ وَحِيدَةٍ)
مُعَلَّقَةٍ في غُصْنٍ يَابِسٍ
تَحْتَ سَمَاءٍ غَائِمَة!!
(6)
حِينَ كانتْ عَلى فِرَاشِ الموتِ
لمْ تَقُلْ: أنَا أَمُوتُ؛ بَلْ قَالَتْ:
أَشْعُرُ أَنِّي سَأَتَوَقَّفُ عَنِ الحُبِّ!!
(7)
كَأَنَّني أُمِّي
والأيَامُ آلاتٌ نَاسِخَةٌ!!
(8)
كُلُّ مَسَاءٍ أَرْسُمُ طَرِيقِي إلى هُنَاكَ..
وَ كُلُّ صَبَاحٍ تَرسُمُني الطَّريقُ هُنَا!!
(9)
كُلَّمَا غَلَيتُ إِبْرِيقَ الشَّاي
سَأَلَني النَّعْنَاعُ عَنْ أُمِّي
(10)
البَردُ الَّذِي يَدْخُلُ مِنَ الأبْوَابِ الموَارِبَةِ
يَمْلأُ بُيُوتَنَا بِوَسَائِدَ ضَخْمَةٍ..
تَبْتَلِعُ رُؤُوسَنَا فِي المسَاء!!
(11)
ليْسَتْ أَضْلُعِي
هَذِه العَوْجَاء
إنَّمَا هي نَايَاتٌ خَرْسَاء
لمْ تجد مَن يُـنطِقها!!
(12)
وَحْدَهُ النَّدَمُ
يَتَفَنّنُ في نَقْشِ حُرُوفِهِ
عَلَى الصَّفْحَةِ الأَخِيرَةِ!!
(13)
مَا حَيَاتُنَا إلاّ....
حِوَارُ حِذَاءٍ،،
و رَصِيــف!!
(14)
يُدْهِشُني حَرْفُهُ
وهُوَ يَكْتُبُني الأَلَقُ..
كَمْ يَكْذِبُ الحِبْرُ
كَمْ يَكْذِبُ الوَرَقُ؟!!

تعليق عبر الفيس بوك