أعمال تمهيده تضمَّنت نقل 130 مليون مترمكعب من الرمال

ترقب وانتظار لموعد افتتاح المنفذ الحدودي بين السلطنة والسعودية.. وتوقعات بعوائد اقتصادية متنامية

...
...
...
...
...
...

≤ انتعاش التبادل التجاري بين البلدين وتسهيل الحج والعمرة والسياحة إلى صلالة.. أبرز الفوائد المتوقعة

≤ مطالب بتوفير محطات كافية للوقود وإصلاح السيارات ومطاعم واستراحات ومراكز صحية

يتطلَّع الجميعُ في السَّلطنة والمملكة العربية السعودية لمَوْعِد افتتاحِ المنفذِ الحدوديِّ بين البلديْن الشقيقيْن؛ لما يَعْنِيه ذلك من تحقق فوائد اقتصادية واجتماعية ودينية أيضاً؛ حيث سيُسهِّل الطريق لأداء مناسك الحج والعمرة، إضافة لتسهيل حركة التجارة.

وقد تمَّ الانتهاء بالفعل من مُعظم مراحل الطريق، رغم التكلفة العالية بسبب مروره بمنطقة صحراوية تغطيها كثبان رملية هائلة، وشملتْ أعمالُ تمهيده رفعَ وإزاحة وتسوية ونقل كميات كبيرة من الكثبان تقدر بنحو 130 مليون متر مكعب، إلا أنَّ الأعمالَ الإنشائية نُفِّذت وفق المواصفات المعتمدة.

وينطلقُ الطريقُ البريُّ الطويلُ من الجانب العُماني من دوَّار تنعم بولاية عبري بمحافظة الظاهرة، وحتى منطقة رملة خيلة على الحدود السعودية، ويبلغ طوله 155 كيلومترا تقريبا. ومن الجانب السعودي، يبلغ طول الطريق نحو 566 كليو مترا عبر منطقة الربع الخالي، يبدأ بالاتصال بطريق حرض-بطحاء، ويستمرُّ باتجاه حقل الشيبة السعودي بطول 319 كيلومترا، ثم من حقل الشيبة حتى المنفذ الحدودي مع السلطنة بطول 247 كيلو مترا.

الرُّؤية - ناصر العبري

وقال الشيخ عبدالعزيز بن حمدان بن عبدالله البلوشي عضو المجلس البلدي ممثل ولاية عبري: من الجانب العُماني، تمَّ الانتهاء من العمل بالطريق من ولاية عبري إلى الحدود العمانية-السعودية رملة خيلة. وأيضا تم إنشاء المنفذ الحدودي مركز الفرجة من قبل شرطة عُمان السلطانية، كما تمَّ تحديد عِدَّة مواقع لمحطات الخدمات على الطريق. وبتاريخ 19 مارس 2017 تمَّ التوقيع على اتفاقية إنشاء أول محطة خدمات على الطريق الدولي العُماني-السعودي، وذلك بحق انتفاع لشركة أرض الكنوز الأهلية للاستثمارات التي تضم العديد من الخدمات؛ مثل: المطاعم والمحلات التجارية وورش تصليح الإطارات والسيارات وعيادة مجهزة بسيارة إسعاف وخدمات أخرى. وسوف يكون هناك المزيد من هذه المحطات التي تم اختيار مواقعها من قبل المسؤولين بالسلطنة. أيضا تمَّ اختيار موقع للمنطقة الاقتصادية؛ الأمر الذي سيُسهم في انتعاش التبادل التجاري بين البلدين، كما نطمح لبذل مزيدٍ من التسهيلات للمستثمرين الراغبين في توفير الخدمات على امتداد هذا الطريق الدولي والحيوي في نفس الوقت.

وأضاف البلوشي: التحدي الأكبر يتمثل في فتح الطريق من الجانب السعودي نظرا لصعوبة التضاريس وجغرافية المناخ لديهم. وحسب التصريحات الأخيرة، فقد تمَّ إنجاز 97 بالمائة من المشروع. علما بأنَّهم يبذلون جهودا جبارة في هذا المشروع الذي يمرُّ عبر كثبان رملية ورمال متحركة في وسط صحراء الربع الخالي، ونأمل افتتاحه في القريب العاجل.

بينما يقول سيف بن سالم الغريبي: يحتاج الطريق إلى الكثير من الخدمات؛ كونه يقطع أراضي صحراوية بعيدة عن المدن، فلابد من توفير محطات الوقود وصيانة المركبات وأماكن للراحة والطعام، إضافة لاستراحات الإيواء في حالة الحاجة لمبيت، خاصة وأنَّ هذا المشروع حيوي ومهم، ولكن لا يمكن إنجاز كل هذه الخدمات دون أن يُكمل الطرف الاخر التزاماته، ونتمنى أن يكون هناك أكثر من مشروع في الجزء الواقع ضمن حدود السلطنة، وكذلك في المملكة العربية السعودية الشقيقة؛ لتسهيل حركة المسافرين.

شريان حيوي

ويقول راشد بن سباع بن زياد الغافري: ننظر إلى هذا الطريق باعتباره شريانا حيويا يُزيد من أواصر العلاقة بين أبناء الخليج، ويُسهِّل تحركات الحجيج، إضافة لدوره الاقتصادي، وهناك آمال كثيرة معلقة على الطريق الذي سيحقق فوائد اقتصادية جمة. ومن المتوقع أيضا أن يشتمل على كافة الخدمات التي يحتاجها المسافر من محطات وقود ومساجد واستراحات تعين على قطع المسافات بين المدن بكل أريحية، هذا بالاضافة إلى أهمية إنشاء تجمعات سكانية لتنشيط الحركة التجارية وتوفير الاحتياجات الضرورية لمرتادي هذا الطريق من البلدين. ومن الضروري أيضاً توفير الخدمات الصحية تحسُّبا لمفاجآت الطريق التي قد تحدث، خصوصا وأنَّ الشارع يمتد لمئات الكيلومترات، ووجود مخافر أو دوريات للشرطة في الجانبين من الأهمية بمكان. ونأمل أيضا ألا يتم إغفال جانب الصيانة لهذا الطريق؛ كونه يشق الصحراء وهو عُرضة لتكوينات وتجمعات رملية بسبب حركة الرياح والرمال المتحركة.

أمَّا سالم بن عبدالله المنظري، فقال: نشكر الجهات المعنية التي بذلت جهوداً كبيرة من أجل هذا الإنجاز المتحقق لتنفيذ الطريق، والذي سيساعد على تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية للسلطنة بشكل عام ولمحافظة الظاهرة بشكل خاص. ولتحقيق النتائج المرجوة من إنشاء هذا المنفذ والشارع، يجب توفير الخدمات لمستخدمي الطريق، والتي تتمثل في إنشاء محطات وقود ومحلات تجارية ودور عبادة واستراحات، كما أنَّ للجانب الإعلامي دورا مهما لتسليط الضوء على هذا الطريق، والتعريف به، بما يُسهم في تشجيع المجتمع على استخدمه. ولكي تستفيد ولايات محافظة الظاهرة، يجب توسعة الطريق وازدواجيته وإنارته بداية من دوار مكتب والي عبري حتى دوار مسروق على أقل تقدير؛ مما سيجعل من هذا الطريق مقصدًا للكثير من سكان دول مجلس التعاون. كذلك الإسراع في إنشاء وتنفيذ المنطقة اللوجستية المزمع إقامتها؛ لما لها من دور كبير في تعزيز اقتصاد السلطنة، بما يعود بالنفع على الوطن والمواطن.

حلم طال انتظاره

وقال حمود بن سيف الشندودي رئيس فريق عُمان للمواهب: الطريق الذي يربط السلطنة بالمملكة العربية السعودية هو حُلم طال انتظاره، لكن تواجهه العديد من التحديات؛ حيث إنه يفتقد لأبسط الخدمات والمرافق المهمة؛ مثل: محطات الوقود والمحلات التجارية والمرافق العامة. ومن جهة أخرى، فإنَّ الطريق جاهز من جانب السلطنة، ولكن للأسف الشديد غير جاهز من الجانب الآخر. هذا الطريق سيكون من الأهمية بمكان؛ حيث إنه سيقرب المسافة إلى المملكة، وسيسهل على حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين، ويختصر الجهد والوقت والمال.

وقال. سليمان بن عوض بن محمد الساعدي: يمكننا التأكيد على جاهزية واكتمال الطريق والمباني التابعة لشرطة عُمان السلطانية بنسبة 100%، ويأتي هذا ضمن اهتمام الجهات المعنية بالسلطنة بتسهيل حركة النقل والمواصلات بين البلدين ودفع عجلة التقدم الاقتصادي وتوطيد الأواصر الاجتماعية، وتقليص المسافة بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية. إلا أنَّ هناك العديد من التساؤلات حول تأخر افتتاح الطريق واختلاف الأقاويل والأسباب؛ فالبعض يرجح عدم جاهزيته من قبل السلطات السعودية، والبعض الآخر يفسر بعدم التنسيق بين السلطنة والمملكة للعمل في المنافذ الحدودية؛ لهذا فإنَّ الجميع ينتظرون بيانا أو تصريحات من الجهات المعنية حول موعد افتتاح الطريق، ومن الضروري وضع بدائل متكاملة لمواجهة أية احتمالات أو ظروف خارجة عن الإرادة قد تتزامن مع تشغيل المشروع؛ سواء اقتصادية أو جغرافية أو جوية، وحتى هذه اللحظة الكلُّ يرسم في مخيلته الأبعاد المستقبلية التي من المؤكد ستخدم المواطن في الدرجة الأولى واقتصاد السلطنة، لكن يبقى السؤال: متى يتحقق ذلك؟!

وقالت مروة بنت هلال المعمريَّة: المشروع بدأ بفكرة وانتهى بإنجاز قريب المنال، يربط أكبر بلديْن في مجلس التعاون الخليجي لأول مرة، وسيوفر فرصًا لتوظيف الشباب الباحثين عن عمل، ويزيد فرصَ التنمية السياحية والتجارة بين البلدين وتشجيع الاندماج الاجتماعي؛ فالسلطنة تولي اهتماما واسعا لرصف الطرق على المستوى الداخلي أو مع دول الجوار؛ لما في ذلك من عوائد إيجابية لمختلف المجالات، ونحن هنا في محافظة الظاهرة نشهد مشروع الطريق الرابط بين السلطنة والمملكة العربية السعودية، وقبل فترة وجيزة تابعنا وشاهدنا صورًا على بعض وسائل التواصل الاجتماعي حول اكتمال رصف الطريق الرابط بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية. فأنا كمواطنة أنتظر اللحظة التي يُفتتح فيها الطريق على أمل أن تسرع الجهات الحكومية في افتتاحه وتنظيم انسيابية الدخول والخروج من السلطنة.

من جانبه، قال المهندس عمر بن سالمين بن هويشل النعيمي: المشروع في غاية الأهمية؛ لأنه يربط سلطنة عُمان -وبالتحديد محافظة الظاهرة- بالمملكة العربية السعودية، ولكن الطريق جاهز فقط من على حدود عُمان، والأجزاء المتبقية ضمن حدود المملكة؛ حيث واجهت السلطنة في إنجازه صعوبات وتحديات؛ منها أنَّ الطريق متأثر بالرمال المتحركة؛ كونه واقعا على حدود الربع الخالي، وهذه أبرز التحديات التي واجهت إنجاز الطريق. ثانيا: الطريق حديث الإنشاء ويفتقد للخدمات والبنية الأساسية كالمطاعم ومحطات البترول والاستراحات لخدمة المارة والمسافرين، وبغضِّ النظر عمَّا إذا كان الطريق يخدم المملكة فإنه يخدم السلطنة والمناطق النفطية الحدودية بشكل أكبر.

وقال سليمان بن سعيد بن خلفان الغافري: تم تنفيذ الطريق وفق المواصفات المعتمدة، ولا تزال السلطنة تترقب افتتاح الطريق لتسهيل الحركة من وإلى المملكة، خاصة لأداء مناسك الحج والعمرة، كما يترقب السعوديون افتتاحه لتسهيل الوصول إلى صلالة للسياحة. إلا أنَّه ينقص هذا الطريق بعض الخدمات العامة؛ مثل: الاستراحات ومحطات الوقود وورش إصلاح السيارات والمحلات، ويجب إطلاق حملات توعوية بعدم التهور في القيادة والمجازفة لنقص وجود هذه الخدمات؛ لأنَّ أيَّ مُشكلة ستتعرض لها السيارة، فإنَّ ذلك يعني توقفها ووجود خطورة كبيرة على ركابها؛ فالطريق لن يمر في مناطق مأهولة بالسكان وهو ما يؤكد أهمية تقديم تسهيلات كبيرة للمستثمرين، وتحفيزهم من أجل إنشاء محطات وقود وخدمات مرافقة.

تعليق عبر الفيس بوك