امْرَأَةٌ غَيرُ صَالِحَةٍ للحُبِّ

رشا أحمد – مسقط


لَسْتُ نَقيةً تَمَامًا كَمَلاكٍ
كَانَتْ يَدِي تَلْعَنُنِي
عِنْدَمَا تَضُمُ فَرَاغَكَ
امْرَأَةٌ غَيرُ صَالِحَةٍ للحُبِّ
كُلُّ أَحِبَّتِهَا يَهْجُرُونَهَا
تُشْرِعُ للحُبِّ بَابًا
فَيَهْرُبُ مِنْ نَافِذَتِهَا
تُوصِدُ المَسَافَاتِ
فَيَأْتِيهَا الغِيَاُب
شَاهِرًا سَيفَه
العَاصِفَةُ التي زَرَعَتْنِي
ذَهَبَتْ ولَمْ تَنْتظرْنِي
المَنَاجِلُ التي انْتَظَرَتْ
مَوسِمَ الحَصَادِ
لَمْ تُصَدِّقْ أَنِّي مِنْ جَلِيدٍ
كُنتُ أَحْلُمُ
أَنْ تُورَثَنِي الأرضُ بَعْضًا مِنْ تُرَابِهَا
لَعَلَّ البَنَفْسَجَ يَنْمُو عَلَى كَفِّي
لَعَلَّ ظِلِّي يَصِيرُ غَابَةً
لَعَلَّ قَلْبِي يَعودُ إِلَيَّ
لا أَمْتَلِكُ عَصَا مُوسى
لأَشُقَّ بَحْرَ الغِيَابِ بَيننا
فَقَط أَنَا هَذِه الأرُضُ
التي تُغْرِقُ البَحْرَ كُلَّ جَزْرٍ
لمْ يُبْقِ لِيَ الحُبُّ لُفَافَةَ تَبْغٍ أَحْرِقُهَا
لِأَكُونَ رَمَادَهَا
ومَعَ هَذَا لا يُحْضِرُ أَميرِي الحِذَاءَ
لَرُبَّمَا ضَلَّ الطَّرِيقَ إِلَيَّ
لازِلْتُ عَالِقَةً فِي حَقِيقَةِ الأَسْلاكِ
الشَّائِكَةِ بينَ الحُدُودِ
الأشْوَاكِ الَّتِي صَلَبْتُ قَلْبِي
على مَعْدِنَهَا البَارِدِ
ومَعَ هَذَا
لا أَشْعُرُ بالبُرُودَةِ فِي أَصَابِعي
لا زَالَ كَفِّي يَحْضِنُ وَجْهَكَ المُخَبَأَ
حُبُّكَ الذِي جَرَفَنِي كَطُوفَانٍ
ونَسِيَنِي عَلَى قِمَّةِ جَبَلِ الصُّدَفِ
صُدْفَةً أَنْ أَرَاكَ الآنَ
فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ الَّتِي تَقْرَؤُنِي فِيهَا
صُدْفَةً أنْ تَتَصِلَ بِي
الَّتِي يَسْتَبِدُ بِي الحَنينُ لِصَوتِكَ
صَوتُكَ المُنْسَابُ كالمَطَرِ
المِطَرُ الَّذي يُخَبِيءُ مَعَه قَوسَ قُزَح
الَّذي كُلَّمَا لَوَّنَ سَمَائي أَعُودُ طِفْلَةً
تتمنّى فقط أنْ تتعلقَ بيدِكَ إلى الأبدِ!!
ككلِّ الحَالمين
أكتبُ عَبثًا على الرَّملِ لأخَادِعَ قَدَرِي
وأُنَاجِي الرِّيحَ
مَا يضرُّكِ أيتها الرِّيحُ
لَو تَأخُذِينَ قَلْبِي وتَتَرُكِينَه يَاسمينةً بين يَدَيهِ

تعليق عبر الفيس بوك