"الرُّؤية" تقدِّم "مبادرة احترافيّة لتمكين المرأة العمانية

ناصر أبو عون
ما زالت محاولات "تمكين المرأة العربيّة" في سائر المناشط الحياتيّة آخذةً في النمو على صعيد سائر الأقطار العربيّة وخاصةً في "مشاريع التنمية المستدامة"، وفي منطقة الخليج هناك حركة تمكين اقتصادي نشطة للمرأة تستهدف دمجها في مشاريع التنمية المستدامة، ومحاولة تحقيق تقدّم ملموس في سباق التمكين الدوليّ للمرأة فإنه وِفقَ أحدث دراسة لمنظمة العمل الدولية حول مدى التقدم المحرز في مجال تمكين المرأة اقتصاديًا جاءت مشاركة "المرأة الشرق أوسطيّة" في المركز الثاني وفي ذيل القائمة العالمية للتمكين، بمعدل 39 امرأة مقابل كل 100 رجل. أمَّا عن انخراط النساء في مجال "ريادة الأعمال" عالميًا فقد جاء تقرير  forbesmiddleeastمتفائلا وإيجابيًا وقال بأنّ عدد رائدات الأعمال من النساء حول العالم في تزايد مستمر؛ ففي "مقابل كل 10 رجال ممن يؤسسون لأعمالهم الخاصة، توجد 8 نساء يفعلن الشيء ذاته. ويهيمن الرجال في معظم بلدان العالم على القطاعات الاقتصادية، باستثناء دول مثل سنغافورة وتايلاند، حيث تفوق أعداد رائدات الأعمال من النساء أعداد الرجال، ومناطق أخرى مثل سويسرا، وغواتيمالا والبرازيل، حيث تتساوى أعداد رواد الأعمال من الرجال والنساء".
وفي سلطنة عُمان  كشفت تقارير المركز الوطنيّ للإحصاء والمعلومات أن الإناث في السلطنة يشكلن نسبة 49% من إجمالي عدد السكان متبوعة بزيادة ملحوظة في عدد الملتحقات بالقطاعين العام والخاص. ومع تصاعد حدّة الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها السلبيّة على الرساميل الوطنية بدأت المؤسسات في القطاعين العام والخاص السعي حثيثًا نحو "تمكين المرأة العمانية اقتصاديًا" والاستفادة من طاقاتها إلى أقصى حدٍّ ممكن، ومحاولة إدماج قطاع كبير من النساء في "برامج ريادة الأعمال" وتشجيعهن على الانخراط في قطاع "الاستثمار الماليّ".
ومن هذا المنطلق أطلقت جريدة الرؤية "مبادرة "التمكين الماليّ للمرأة العمانية"، وهي مبادرة جديدة تأتي في إطار استراتيجية "إعلام المبادرات" التي تَنفُذُ منها إلى خدمة المجتمع، وتتخذها كبوابة واسعة للمشاركة الفاعلة في "التنوير والتثقيف والأخذ بيد المبدعين والمبادرين والمساهمة في الحراك التنمويّ.
 وجاءت هذه المبادرة في شكل شراكة وتعاون مثمّر مع شركة "فيرجن انترناشيونال ماركتس" الكويتية والمالكة للعلامات التجارية VI Markets وYASMEEN، وهي شركة مسجلة ومراقبة تحت هيئة مراقبة الإجراءات المالية البريطانيةFCA، والتي تعمل في مجال التداول بالأسواق العالمية. ويستهدف التعاون بين المؤسستين تمكين المرأة "اقتصاديا"ويمثل ثمرة الشراكة في العمل مع مختلف المؤسسات المحلية والإقليمية، بما يضمن تنفيذ الأفكار البناءة والداعمة للنهوض بمختلف فئات المجتمع، لاسيما فئة المرأة". وهو مبدأ أشار إليه جيم كليفتون، رئيس مؤسسة غالوب ومديرها التنفيذيّ، بقوله: "على العالم أن يعمل على تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في العمل. ليس من أجل المرأة فقط، بل ولمصلحة البشرية جمعاء."
وتتخذ مبادرة "جريدة الرؤية" نحو تمكين المرأة اقتصاديا بعدين: "الأول العمل تثقيفيّ لتمكين المرأة من مواجهة التحديات التي تقف حجر عثرة في طريقها نحو النفاذ إلى عالم المال والأعمال، والثاني تطبيقي في صورة برامج (تأهيلية وتدريبيّة" تدعم مشاركة المرأة وزيادة فرصها، سواء على صعيد تشكيل القدرات أو استخدام وتوظيف تلك القدرات في الحراك التنمويّ الفاعل. ومن الناحية الإجرائية فقد تمَّ تعريف مصطلح "التمكين" بأنه برامج تطبيقية تساهم في "توفير الوسائل الثقافيّة والتعليميّة والماديّة حتى يتمكن الأفراد من المشاركة في اتخاذ القرار والتحكُّم في الموارد"
وقد ناقش المؤتمرون والمشاركون في ملتقى "التمكين الماليّ للمرأة العمانية" والذي بدأ أعماله مساء أمس العديد من القضايا في مقدمتها: "قواعد الذكاء الماليّ"، و"مفهوم ريادة الأعمال والفرق بينه وبين إدارة الأعمال"،و"وسائل التمويل الشخصي" و"استراتيجيات الإدارة والقيادة"، و"برامج التمكين الإداري والاجتماعي"، وعلى هامش الجلسات والمناقشات سيتم عرض العديد من "قصص رائدات الأعمال الناجحات في سلطنة عُمان ودولة الكويت، والتعريف بـ"منتدى الياسمين" الخاص بالنساء والمصمم لدعم برامج "تمكين المرأة العربيّة" في القطاع الاقتصاديّ، وهو منتدى تثقيفي وتدريبيّ  يقدّم برامج توعوية وتثقيفية ودورات تدريبيّة مكثفة لرائدات الأعمال والمنخرطات حديثا في قطاع "استثمار الأموال".
ويناقش المؤتمر عددا من المحاور أبرزها الذكاء المالي، وريادة الأعمال، إلى جانب التمويل الشخصي والإدارة والقيادة، والتمكين الإداري والاجتماعي، إلى جانب عرض لعدد من قصص النجاح لرائدات أعمال من الجانبين العماني والكويتي، والتعريف بمبادرة الياسمين.

تعليق عبر الفيس بوك