تمكين المرأة وصناعة الفارق

مع تدشين جريدة الرُّؤية لمبادرة ملتقى التمكين المالي للمرأة، بدا جلياً القدر الكبير من الاهتمام الرسمي بهذه القضية المحورية، لاسيما في ظل توجه الدولة ومؤسساتها نحو دعم مشروعات ريادة الأعمال والتوسع في إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لما تُسهم به من دور فاعل في تعزيز النمو الاقتصادي وتحريك عجلة الإنتاج.

الملتقى الذي دشنته الرؤية أمس، شهد حضوراً لافتاً من رائدات أعمال وفتيات يأملن أن يبدأن مسيرة العمل الريادي، حضرن جميعهن بغية الاستفادة من قصص النجاح التي تم استعراضها، بجانب التعرف على تفاصيل المبادرة وكيفية الاستفادة منها في تلقي المعارف عن ريادة الأعمال.

الحديث عن التمكين المالي للمرأة دائماً ما يستدعي الإشارة إلى أهمية دخول النساء إلى مجال الاستثمار وريادة الأعمال، من خلال البحث عن أفكار المشاريع البناءة، وصياغتها بصورة يمكن من خلالها أن تتحول إلى واقع يلتمس النجاح في طريق ليس مفروشاً بالورود. فالجميع يعلم حجم التحديات التي يواجهها رواد الأعمال بصفة عامة، سواء كانوا رجالا أم نساء، وهذه التحديات تتمثل في الدعم المالي المقدم للمشروع بتسهيلات مصرفية تساعد رائد الأعمال على أن يبدأ مشروعه دون أعباء مالية كبيرة، وهنا نشير إلى ما تقوم به المؤسسات المعنية من دعم ميسر لرواد الأعمال، بجانب ما تقدمه من استشارات ودراسات جدوى للمشاريع المزمع تنفيذها.

لكن اللافت للنظر في مسألة الاهتمام بتمكين المرأة، أن النساء أثبتن قدرة هائلة على تحقيق معدلات نجاح وتميز في مختلف مجالات العمل، ومن هنا تتزايد الحاجة نحو الدفع بالمرأة إلى ميدان ريادة الأعمال والمشروعات المرتبطة بالقطاع المالي والاستثمار والبورصة، وغيرها من المجالات ذات الصلة.

وتنظيم المبادرة بالتعاون مع شركة فيرجن إنترناشيونال ماركتس الكويتية، والمالكة للعلامات التجارية "في آي ماركتس" و"ياسمين"، من شأنه أن يوسع نطاق المبادرة، من خلال الاستفادة من الخبرات الإقليمية والدولية في هذا الشأن، خاصة وأن هذه الشركة تمتلك مبادرات مماثلة في عدد من الدول العربية والتي حققت نجاحات غير مسبوقة في تحفيز النساء على العمل وتشجيعهن على خوض غمار ريادة الأعمال.

إنَّ التمكين الاقتصادي للمرأة يتحقق من خلال توفير عناصر التدريب والتأهيل اللازمين لاكتساب المهارات، وتوفير الدعم المالي المطلوب لتنفيذ المشروعات والأفكار، علاوة على تعزيز التمكين الإداري والاجتماعي في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.

 

تعليق عبر الفيس بوك