ندوة دولية حول الشيخ سالم بن حمد الحارثي

المضيبي - العمانية

احتفاءً بذكرى أحد أعلام عمان الأجلاء واقتداء بالإرث الحضاري الإسلامي الذي يُعلي ويُكرم العلم والعلماء ويجل مكانتهم يفتتح مركز سناو الثقافي الأهلي 25 سبتمبر الجاري ندوة لإحياء ذكرى الشيخ العلامة سالم بن حمد الحارثي تُشارك فيها نخبة من الباحثين المتخصصين ليطوفوا بنا في فكر ومخطوطات وحياة هذا العالم الجليل رحمه الله وخدمته للعلم والمُجتمع.

وستتناول الندوة التي ستُقام بمقر المركز بنيابة سناو بولاية المضيبي وتستمر يومين، نشأة الشيخ العلامة سالم بن حمد الحارثي وحياته وعلاقته بعلماء عصره وإنتاجه الفكري في العقيدة والفقه والتاريخ والأدب وعنايته بجمع المخطوطات وتحقيقها ونشرها وتأسيس مكتبة وتوليه القضاء ودوره الشرعي والاجتماعي.

وأكد الدكتور محمد بن ناصر المحروقي عضو اللجنة العلمية بالمركز في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أنَّ هذه الندوة تأتي تقديرا للدور الكبير الذي قام به الشيخ سالم بن حمد بن سليمان بن حميد الحارثي في المجال العلمي والديني والثقافي والمجتمعي وإنتاجه الفكري في العديد من المجالات خدمة للفكر الإنساني حيث تعد هذه الشخصية من الشخصيات التنويرية المهمة في التاريخ العماني نظرا لما له من أدوار مختلفة ومهمة في المجتمع العماني خاصة وللإنسانية عامة، فله مؤلفات في العديد من الجوانب العلمية والفقهية والأدب والشعر والنثر وأدوار في الإصلاح الاجتماعي وأهم دور قام به هذا العالم هو عنايته بالمخطوطات العمانية جمعًا ونشرًا وتحقيقاً والتي تعتبر أحد الكنوز التاريخية الثمينة.

وأوضح المحروقي أنَّ برنامج الندوة يتضمن جلسة افتتاحية يلقي خلالها الأستاذ الدكتور مبارك بن عبد الله الراشدي رئيس مركز سناو الثقافي الأهلي كلمة المركز إضافة إلى كلمة لأسرة الشيخ الحارثي ثم سيعرض فيلم وثائقي بعنوان "عاشق المخطوط"، ويقدم الدكتور فرحات بن علي الجعبيري كلمة بعنوان "الشيخ سالم بن حمد الحارثي كما عرفته" ثم يتحدَّث سعادة الشيخ زاهر بن عبد الله العبري حول "الشيخ الحارثي عالماً وفقيهًا ".

وأضاف أن اليوم الأول من الندوة يتضمن جلستين علميتين حيث سيقدم في الجلسة الأولى التي تتحدث حول /حياة الشيخ الحارثي وشخصيته/ الدكتور أحمد بن ناصر الراشدي ورقة حول نشأة الشيخ سالم الحارثي وحياته وعلاقته بعلماء عصره، ويقدم الدكتور عبد الله بن سالم الحارثي ورقة بعنوان /ذكرى بنوّة لأبوّة/ ، ثم يتحدث الدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي ورقة بعنوان /قراءة في حياة الشيخ الحارثي ومكونات شخصيته ومعالمها/ ويتناول الأستاذ الدكتور علي بن هلال العبري في ورقته التواصل العلمي بين الشيخين إبراهيم بن سعيد العبري وسالم بن حمد الحارثي.

وفي الجلسة الثانية التي تتركز حول جهود الشيخ في القضاء والتربية والعناية بالمخطوطات وخدمة المجتمع يتحدث الدكتور حسن بن خلف الريامي حول الشيخ الحارثي قاضيا، ويقدم الدكتور حاج إبراهيم موسى ورقة بعنوان القاضي العادل عند الإباضية، الشيخ الحارثي أنموذجا ويتناول الدكتور سعيد بن مسلم الراشدي المنهج التربوي لدى الشيخ الحارثي، بينما تتحدث الدكتورة خديجة علي محمد كرير عن مكتبة الشيخ الحارثي، كما يتحدث الأستاذ يعقوب بن سعيد البرواني حول عناية الشيخ بجمع المخطوطات والوثائق وتأسيس مكتبة ويختتم الدكتور راشد بن علي الحارثي الجلسة الثانية بورقة حول دور الشيخ الحارثي في الإصلاح الاجتماعي.

وفي اليوم الثاني ستتطرق الجلسة الثالثة للندوة إلى إنتاج الشيخ سالم الحارثي الفكري في العقيدة والفقه حيث سيقدم الشيخ عبد الله بن راشد السيابي ورقة حول تعليقات الشيخ الحارثي على كتاب "العقد الثمين"

ويقدم الأستاذ الدكتور المبروك الشيباني المنصوري ورقة حول القضايا العقدية في فكر الشيخ الحارثي، كما يقدم الأستاذ الدكتور مصطفى باجو ورقة حول الشيخ سالم الحارثي فقيها، ويتناول الأستاذ الحاج أحمد بن حمو كروم منهج تحقيق السنة عند الشيخ الحارثي من خلال مؤلفاته ويقدم الأستاذ رأفت سيد حسين عليان قراءة في منهجية الشيخ الحارثي من خلال كتابه "المسالك النقية".

وفي الجلسة الرابعة التي ستركز في أوراقها على إنتاج الشيح سالم التاريخي والأدبي سيقدم الأستاذ الدكتور محمد بن ناصر بوحجام "الحسّ الوجداني في شعر الشيخ الحارثي" ويتناول الأستاذ الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي منهجية الشيخ الحارثي التاريخية في كتاب "العقود الفضية"، وتقدم الدكتورة سناء مهني الباروني تأملات نقدية في عقود الحارثي الفضية، وتحت عنوان ما نزل في القرآن مطابقًا للغة أهل عُمان من خلال كتاب "العقود الفضية" يقدم الدكتور سعيد بن راشد الصوافي ورقته في الجلسة، ويتحدث الأستاذ يوسف بن سليمان المعمري حول الحسّ الوطني في ديوان الشيخ الحارثي.

يذكر أنَّ الشيخ سالم بن حمد بن سليمان بن حميد الحارثي ولد ليلة الرابع من شهر ذي القعدة سنة 1351هـ الموافق للثامن والعشرين من فبراير سنة 1933م، ببلدة المضيرب التابعة لولاية القابل بمحافظة شمال الشرقية من السلطنة وتوفي عام 2006 وهو واحد من سلسلة العلماء الأفذاذ الذين ينحدرون من الشيخ راشد بن سعيد بن رجب الحارثي صاحب كتاب "جامع ابن رجب" الذي تولى منصب القضاء في إبراء في عصر الدولة اليعربية في فترة الإمام سلطان بن سيف اليعربي، وله مكتبة تضم ما يقرب من 450 مخطوطاً إضافة إلى الكتب المطبوعة والوثائق في العديد من المجالات. وللشيخ الحارثي ديوان شعر مطبوع باسم ديوان الحارثي ومن بين مؤلفاته العقود الفضية في أصول الإباضية والمسالك النقية إلى الشريعة الإسلامية، كما جمع فتاوى الإمام الخليلي في كتاب أسماه الفتح الجليل من أجوبة أبي خليل، كما جمع أجوبة الإمام نور الدين السالمي في كتاب العقد الثمين وللشيخ كتاب مهم اسمه النخلة.

 

تعليق عبر الفيس بوك