بطء وعشوائية.. وفوز لا يرضي الطموح

الرُّؤية - وليد الخفيف

رَغْمَ الفوز العريض الذي حققه المنتخب الوطني الأول، غير أنَّ أداءه لم يُرض الطموح، لا سيما في الشوط الأول؛ فالفارق النوعي والتاريخ كان يرجح كفة صاحب الأرض لظهور أفضل بعد فترة إعداد طويلة لم يكن لها أثر على أرضية الميدان.  فبأداء عشوائي مُتواضع، أنهى مُنتخبنا الوطني الشوط الأول مُتقدِّما بهدف وحيد أهداه حارس مرمى المالديف محمد فيصل وخط دفاعه الساذج، عندما أودع ركنية جوهر في شباكه بغرابة، فربما كان الشوط الأسوأ للأحمر منذ عُقود؛ فالعشوائية العنوان العريض لخمس وأربعين دقيقة من الأداء الكروي الممل بامتياز.

واعتمد الهولندي فيربيك على طريقة لعب 4-4-2، معتمدا على مهاجمين صريحين: الهاجري والغساني، وربما كانت الطريقة المثالية لمواجهة واحد من أضعف منتخبات القارة، ولكن شكل الأداء وانتشار اللاعبين وزمن إنهاء الهجمات لم يعكس أبدا مساعي المدرب ونزعته الهجومية القاصدة لحسم الأمور من البداية قبل أن يكتسب منافسه الثقة.

البطء الشديد عاب أداء "الأحمر"، فضلا عن استخدام التمريرات السلبية في وسط الميدان؛ الأمر الذي زاد من رتابة اللقاء، ومنح منافسه فرصة التراجع والتكتل في منطقة جزائه، وعاب الأداء التحول البطيء وغياب الانطلاقات وافتقاد الفريق للحلول أمام خط دفاع ساذج ولاعبين عديمي الخبرة.

مُحسن جوهر قام بدور حامل الأختام ومسؤول الركلات الثابتة، ونجح إلى حدٍّ كبير في تنفيذ مهمته، مستفيدا من غياب الضغط عليه من لاعبي خط وسط المالديف.

 خلا الشوط الأول من الجمل الفنية والتكتيك المتَّفق عليه لاستغلال الكرات الثابتة التي نفذت بشكل تقليدي.

ورغم السيطرة العُمانية على مجريات الشوط، غير أنَّ الهجمة الوحيدة للمنافس كشفت سوء تمركز خط دفاع الأحمر والتدخل الخاطئ من محمد فرج، وكادت رأسية المالديف "الطائشة" أن تعانق شباك فايز الرشيدي.

اختفى علي البوسعيدي -الجناح الأيسر- عن المشهد الهجومي خلال الشوط الأول. وفي المقابل، كانت الجبهة اليمني أكثر نشاطا بفضل تحركات جميل اليحمدي، وتقدم سعد سهيل للمساندة الهجومية، قادما من مركز الظهير الأيمن.

لم يكُن لدى الهجوم العُماني أنياب في الشوط الأول لابتعاد خالد الهاجري ومحسن الغساني عن منطقة الـ18؛ فالفريق عاني من نقص الكثافة العديدية الهجومية رغم السيطرة دون الاستفادة من الأخطاء الكارثية لخط دفاع المالديف؛ سواء في التمركز أو على مستوى الرقابة.

تحسَّن الأداء بشكل واضح مع انطلاق الشوط الثاني، واستمر فيربيك على نفس طريقة اللعب، وقام بتغيير مبكر بخروج علي البوسعيدي وإشراك صلاح اليحيائي الذي أحدث انتعاشة هجومية أثمرت عن إحرازه للهدف الثالث.

تعليمات فيربيك باستخدام الهجوم المتنوع جنت ثمارها في الدقيقة 57 عندما نجح خالد الهاجري من إحراز الهدف الثاني، مستفيدا من عرضية سعد سهيل، ومستغلا التمركز الدفاعي الساذج لخط دفاع المالديف. وفي مشهد مماثل، أحرز جميل اليحمدي الهدف الرابع في الدقيقة 85، مستفيدا من عرضية سعد سهيل أيضا، ثم توقيع الهدف الخامس عبر البديل سامي الحسني في مشهد مطابق أيضا للأهداف السابقة.

سعد سهيل كان كلمة السر في اللقاء؛ حيث صنع الأهداف الاربعة عبر الجبهة اليمنى مركز خطورة "الأحمر".

الفوز العريض ليس مقياسا لمستوى منتخبنا الوطني؛ فالمنافس خارج التغطية.

تعليق عبر الفيس بوك