إيماءات

د. ناريمان إبراهيم – غزة - فلسطين
في شمعةٍ مركونةٍ
على زاويةِ الرفِّ
هناكَ تحتَ لسانِ النَّارِ
أرقبُ ظلَكَ
أتابعُ مساقطَ أنفاسِكَ
المرتَّلةِ بالدَّمعِ
شاخِصةٌ عبراتُ المسافةِ
تقتاتُ على أنينِ الانتظارِ
ما أصعبَ أنْ تبقى الكلماتُ
مهموزةً في الحَلْقِ لأيامٍ
ثُمَّ التي تليها
أنْ تعقدَ مواعيدَ مع الصمت
كمْ صعبٌ ألا تجهشَ صارخةً
أزهارُ  الليمونِ ودَقَّاتُ القلبِ !!
قطراتُ الماءِ التي تَدلُفُ من السَّطحِ
وَحْدَها تتناهى في الهَمْسِ...
تهشُّ بِـ(عَصا الوقتِ) على عِظامِكَ...
تَربِتُ على كتفِ الحُزنِ ...
مَمْشَايَ أَنتَ
حين اختلاطِ الرُّوحِ بالرُّوحِ
والوجهِ بالوجهِ
أنْ أَفرِشَ سُجَّادةَ  قلبِكَ سَاعةَ وَصْلٍ
أربعُ أشواقٍ في الطَّلّ
أُصالحُ أشياءَك المنفيَّةَ في رُوحي
أُهادِنُ أصابعَك المبتورةَ
في ظلامِ الليلِ
أيُّها القلبُ النَّاشئُ
في مُنحنياتِ خُشُوعي
لا شيءَ يُغري في رَحِيلِكَ
سوى قَطْعِ جِسرِ  الأمَاني عِنوةً
أو هِجرةِ النَّوارسِ لهذا المسَاءِ
****

السَّخاءُ العَفويُّ الذي أَسكبُه
على شواطىءِ هَذَياني
هذا الطفلُ البريءُ الذي أحملُه
بين دِمَقْسِ ثِيابي
سَعَادتي الغَامضةُ اللامتناهيةُ
التي أُغمِضَها عليكَ
وكأني أُغمضُ كَفّي
على نجمةِ آشورَ
أو  أناشيدِ غِرناطةَ
يا أنتَ يا غِبطةَ وهمي
يا شمسَ وَدَاعَتي
وانْغِراسَ ثِمَاري
في طينةٍ ملونةٍ
كمثلِ أقواسِ قُزَحٍ الفَاتنةِ
في أَجواءِ غَزَّةَ
حين ينفدُ المساءُ من الغِنَاءِ
في وضحِ عِشقٍ
لِسَامِقاتِ النَّخيلِ...
في مَهبِّ الشُّوقِ
هذا الحبُّ المتَّقِدُ
أَقبلَ مع جناحِ الصُّبحِ
قَوسٌ يتَأَجَّجُ في اشْتعَالي
عندَ انشدادِ الصَّوتِ
للبَحَّةِ المخمليةِ
تَصطفُ مشاعلي
وينشطر القلب
في غفوةِ ذهولٍ سرمدية
هكذا أومأت
ودون ترددٍ اسميتك حلمي

....................
في مراكب رئتي أخبئك
تغشاني سلوة ..
ألهجكَ...
وكلعنة محمودة
أشرب يداك
لا اقصصُ على أحدٍ
جمرَ التعلق بخواتمِك
تلك قصائدي كلُّها لك
ولك الصلواتُ الباقياتُ
مسبوكةٌ بعناية الروح
ثانيةً ثانيةً تعوذك
والجذوعُ القريباتُ
مهيأةً كلَّ دقيقةٍ
لاحتضان لحظاتِك الليلكية
وقبالةَ هسيس خطواتك
عبر مسارب حديقتي
الناضخة بما طابَ
توقدُ الأشواقُ وتكبُرْ
فيا حلاوة النزيف
في شعري المُسطّرْ
لك ما تشاء مثلما تشاء
وأكثر
       ثم أكثرَ
                 بل أكثر وأكثر..!

تعليق عبر الفيس بوك