عنها تبوحُ الصورُ

صفاء البحيري – مصر
(1)    
في أضيق نطاق للتخيُّل
لا تتعمَّد أن تقرأ مسافات النُّورِ العابر
في كفِّ ليل الأرض
إذْ لا رائحة تصعدُ كرهًا
إلا حين تعتزلُ الموسيقى الرُّوح
ويعيش المحذوفُ فوضى القدر المنظم.
(2)
هي قصةٌ قصيرةٌ
بملمسٍ شمعيٍّ
ومضمونٍ حار.

(3)
في مقام اللا امرأة
تحيا نساءٌ كالقصائد
التي مات قبل كتابتها الشُّعراء.
(4)
لأنه استعذب الكذبَ
أفسد على نفسه
ما أعدَّه من مفرداتٍ
لموائد تعرفه ولا تعرفه
أظنُّه الخاسر الأول
وراعي شبح خياله الوحيد .
(5)
كنتُ في كلِّ مرةٍ أزرعُ فيها أزهارَ الشَّمع
أعرفُ أنها تحت سحب التعارف ستسيلُ منتحرةً
لكنَّ عزائي أنها تلتحمُ بأرض الوجدان
لتعزفَ لحنًا عبقريًّا لي .
(6)
كأنَّ البدايات البيضاءَ تكفي
كلما رسمت ما تراهُ
تعلمتُ شيئًا عن القُدرة
وكلما رسمت ما لا تراه
أدرك غيرك عنك أشياء.
(7)
لا ليل للعارفين
سهوًا تعلَّق القمرُ
وارتبك النُّورُ في النابضِ
وعليك أن تمضي
فالمرأة التي جاءت سرقتْ بدايةَ القصة.
(8)
ذات ماء
تعَلمتِ الأرضُ أشكالَ الغرق
تظاهر الصباحُ بأنه يبتسمُ
بدا العقلُ فريسةً للظواهرِ
غدا القلبُ يمارسُ الحياةَ
وبلا قناعةٍ يسجدُ في منفاه.
(9)
ومنهم عازبٌ في قفصِ النساء
يلهو بحزنه
ومنهم من يقلِّمُ أظافر الأسئلة
كي لا يتورطَ في الردِّ على رسائل النُّور
ومنهم الكاتب القاموس
يهوى السباحة إلى اللا شاطئ
وببعض النفُوذ يفوزُ فقط.
ومنهم من يدَّعي الكمَالَ
وملف الأيام في عيونه ينقصه الترتيب .
(10)
تحريفُ الطبائع
يجعلنا كالدُّمى
في اللاسيرة نتمايلُ .
(11)
امرأةٌ ليس لها تاريخٌ
إلا قص أظافرِ الوقتِ
وتمشيط أنوثة الشمسِ لمن يراها
لا حرف الباء في البدءِ يُبقيها
ولا حرف الياءِ في النهايةِ يقصيها.
(12)
أكثرُ من حياةٍ
في فريضةٍ واحدةٍ إنْ صحَّتْ .

تعليق عبر الفيس بوك