الجامع الكبير بالرقة في قبضة "سوريا الديمقراطية"

الجيش السوري على مرمى حجر من دير الزور.. والأهالي يستعجلون الاحتفال بكسر الحصار

بيروت - رويترز

قال التلفزيون السوري أمس إن الجيش السوري والقوات المتحالفة معه أصبحوا على بعد ثلاثة كيلومترات من جيب خاضع لسيطرة الحكومة يحاصره تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة دير الزور.  واقترب الجيش وحلفاؤه من تحرير المدينة الواقعة على نهر الفرات حيث يحاصر التنظيم قاعدة تابعة للجيش و93 ألف مدني منذ سنوات.

وتقترب قوات الجيش السوري من مدينة دير الزور شرقي البلاد، التي يحاصر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية منذ ثلاثة أعوام منطقة تخضع لسيطرة الحكومة فيها. وأصبحت القوات - مع تقدمها السريع عبر الصحراء - على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من منطقة في غرب المدينة، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام سورية رسمية.

وأفاد نشطاء بأن القوات السورية وصلت إلى أطراف قاعدة اللواء 137 التي تقع تحت سيطرة الحكومة. ويسيطر مسلحو التنظيم على نصف دير الزور، وعلى جزء كبير من المحافظة.

وتعد دير الزور آخر أكبر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، في الوقت الذي تحاصر فيه مدينة الرقة - التي يصفها التنظيم بأنها عاصمة الخلافة - مقاتلو تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة.  ولا يزال يعيش في المنطقة المطوقة التابعة للحكومة في دير الزور نحو 93000 مدني. ويعتمد هؤلاء السكان على الإمدادات التي يوفرها الجيش السوري لهم، والمساعدات التي تلقيها لهم من الجو الأمم المتحدة. وقيل إن سوء التغذية بدأ ينتشر في أوائل 2016 بين السكان، وتفيد تقارير غير مؤكدة بأن بعض الناس يموتون جوعا.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، سانا، عن محافظ دير الزور محمد إبراهيم سمرة، قوله إن السكان احتفلوا مساء الأحد في الشوارع بعد علمهم باقتراب جنود الحكومة والقوات الموالية لها من المدينة.

وقال "إنهم ينتظرون بفرحة غامرة ترحيبهم بأبطال الجيش، الذين سيكسرون الحصار". وأذاعت وحدة الإعلام الحربي التي يديرها حزب الله اللبناني، الذي أدى مقاتلوه دورا أساسيا في التقدم نحو دير الزور، مقطع فيديو لما وصفته بالاحتفالات.

وأفادت الوحدة أيضاً بأن القوات الموالية للحكومة سيطرت على التلال الواقعة في ضواحي المدينة الغربية، وقطعت طرق الإمدادات الأحد عن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان - وهو جماعة معارضة تتخذ من بريطانيا مقرا لها - وقوع اشتباكات عنيفة وقصف مكثف في المنطقة. وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، في وقت لاحق إن جنود الجيش والمقاتلين الموالين للحكومة وصلوا إلى أطراف قاعدة اللواء 137، وإنهم اشتبكوا مع المسلحين بالداخل.

ونقلت وكالة فرانس برس عنه قوله "إذا تغلب جنود الحكومة، فإنهم سيكسرون الحصار المفروض على القاعدة وعلى منطقة الجورة المجاورة لدير الزور". ولم ترد بعد أي تأكيدات لهذا من قبل وسائل إعلام حزب الله، أو غيره من القوات الموالية للحكومة.

وفي سياق آخر، يساعد مركز توظيف افتتح حديثا في مخيم الزعتري اللاجئين السوريين على العمل ويمكنهم من الحصول على تصاريح عمل وإيجاد وظائف. وقالت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة إنَّ المركز سيفتح فرص عمل في مختلف أرجاء البلاد لآلاف المُقيمين في أكبر مخيم للاجئين السوريين في الأردن.

وتقول المنظمة إنَّ أكثر من 800 لاجئ من المخيم الذي يضم نحو 80 ألف لاجئ طلبوا تصاريح عمل من المركز.

وتقول الحكومة الأردنية إنَّ البلاد تستضيف نحو 1.4 مليون سوري منهم 660 ألف مسجلين كلاجئين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وقالت منظمة العمل الدولية إن هناك خططا كذلك لفتح مركز توظيف آخر في مخيم الأزرق القريب. ويقول مسؤولون من الأمم المتحدة إن السماح للاجئين بالعمل في الدول المضيفة يخفف من الضغوط على الخدمات العامة ويدعم الاقتصاد المحلي ويعطي اللاجئ الفرصة لتأمين حياته ماديًا.

وفي سياق آخر قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أمس إن فصائل سورية مدعومة من واشنطن سيطرت على المدينة القديمة في الرقة ومسجدها التاريخي مع تقدمها في الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من فصائل كردية وعربية، قالت الأسبوع الماضي إنِّها طردت التنظيم من آخر أحياء المدينة القديمة بالرقة.

وتسعى قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على مدينة الرقة بمساعدة طائرات وقوات خاصة بقيادة الولايات المتحدة. وتتخذ الدولة الإسلامية الرقة قاعدة لعملياتها في سوريا. وبدأت قوات سوريا الديمقراطية في دخول المدينة في يونيو بعد قتال دام شهورا لمحاصرتها.

وتقع المدينة القديمة المسورة في قلب الرقة لكن لا يزال يسيطر التنظيم على أحياء في غرب المدينة. وتقول قوات سوريا الديمقراطية إنها تسيطر على 65 في المئة من الرقة في المجمل.

وقال الكولونيل الأمريكي ريان ديلون المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "حققت قوات سوريا الديمقراطية مكاسب إضافية متماسكة في المنطقة الحضرية من المدينة وتقاتل في بناية تلو الأخرى".

وذكر بيان المتحدث أن قوات سوريا الديمقراطية طهرت الجامع الكبير بالرقة وهو أقدم مساجد المدينة ووصف التقدم بأنه "علامة فارقة" في معركة الرقة. وخاض مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية معارك شرسة شهدت تقدما بطيئا ضد التنظيم في المدينة القديمة بالرقة منذ مطلع يوليو تموز عندما تمكن التحالف الأمريكي من خرق أسوارها بضربات جوية.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال في الأسبوع الماضي إن قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على 90 في المئة من المدينة القديمة بالرقة.

تعليق عبر الفيس بوك