الآمال العربية معقودة (بشروط) على سوريا والسعودية في يوم الفصل الآسيوي لكأس العالم

 

الرؤية - أحمد السلماني

اقتربت التصفيات الآسيوية المُؤهلة لكأس العالم 2018 من نهايتها، وتتبقى جولة واحدة فقط لتحديد المتأهلين بشكل مُباشر إلى الأراضى الروسية، ومن سيدخل الملحق من أجل الحفاظ على أمل التأهل إلى المونديال، وبالرغم من وجود آمال كبرى فى بداية التصفيات لأن يكون هناك حضور عربي في ملاعب روسيا، إلا أن الأمور تطورت بشكل مخيب للآمال في الجولة قبل الأخيرة.

وما زال هناك أمل في التأهل المباشر إلى كأس العالم خاصة لمنتخبي سوريا بالمجموعة الأولى، والسعودية بالمجموعة الثانية، ولكن لن يعتمد الفريقان على نتائجهما فقط، بل سينتظران معاونة الآخرين من أجل التأهل للمونديال، أو الدخول فى الملحق الآسيوى على أقل تقدير.

 

وتتكون المرحلة الثالثة لتصفيات آسيا من مجموعتين، يتأهل منهما المُتصدر وصاحب المركز الثاني بشكل مباشر إلى كأس العالم، في حين يتأهل صاحبا المركز الثالث إلى ملحق آسيا، وتحسم مواجهتان (ذهاب وإياب) فائزاً واحداً فقط منهما، يتأهل إلى المرحلة الأخيرة حيث يواجه رابع منطقة أمريكا الشمالية والوسطى «كونكاكاف»، في مباراتي ذهاب وعودة أيضاً، ومن يحسم مجموع المباراتين يقطع تذكرة السفر إلى موسكو.

 

* المجموعة الأولى: سوريا تقترب من تحقيق المستحيل

 

تأهل مُنتخب إيران بعدما ضمن صدارة الترتيب إلى كأس العالم ويملك 21 نقطة، ويليه مُنتخب كوريا الجنوبية بـ14 نقطة، ثم المنتخب السوري والأوزبكستاني بنفس الرصيد 12 نقطة لكل منهما ثم الصين 9 نقاط، وتتذيل قطر الترتيب بـ7 نقاط.

 

المنتخب السوري حصد في آخر جولتين 4 نقاط من تعادل مع التنين الصيني، وفوز على قطر بثلاثة أهداف مُقابل هدف، وخدمته نتائج منافسيه، خاصة بعدما فقدت أوزبكستان 6 نقاط بعد الخسارة 0-2 من إيران و0-1 أمام الصين، بينما أهدر المنتخب الكوري 5 نقاط بعد الخسارة 2-3 من قطر، وتعادل سلبي مع إيران.

وفي الجولة الأخيرة اليوم الثلاثاء يحل المنتخب السوري ضيفاً على إيران المتأهلة رسمياً، في حين تستضيف أوزبكستان منتخب كوريا الجنوبية وتحل الصين ضيفاً على قطر، ويحتاج السوريون إلى تحقيق الفوز على إيران والوصول إلى 15 نقطة وانتظار نتيجة أوزبكستان وكوريا بالتحديد وربما تساعدها النتائج على التأهل المباشر إلى روسيا 2018 بتعادل الفريقين أو فوز المنتخب الأوزبكى، والنظر إلى فارق الأهداف.

 

* المجموعة الثانية: الإمارات تهدد الحلم السعودي

 

تأهل منتخب اليابان بشكل مباشر إلى كأس العالم بعدما وصل إلى 20 نقطة وضمن صدارة المجموعة بعد فوز مستحق على أستراليا بهدفين دون رد، في حين تسبب منتخب الإمارات في إرباك حسابات شقيقه السعودي بعدما حول تأخره أمامه إلى فوز بهدفين مقابل هدف، ويتساوى منتخبا السعودية وأستراليا في رصيد النقاط بـ16 لكل منهما، ويحل منتخب الأبيض الإماراتي رابعاً بـ13 نقطة.

 

وفى جولة الحسم تستضيف أستراليا منتخب تايلاند متذيل الترتيب بنقطتين فقط، ويسعى الكانجارو الأسترالي إلى تحقيق الفوز وبعدد وافر من الأهداف أملاً فى خطف المركز الثانى والتأهل مباشرة إلى المونديال، فى حين يحل منتخب اليابان المتأهل رسمياً ضيفاً ثقيلاً على المنتخب السعودي، ويتوجب على الأخضر السعودي تحقيق انتصار على الكمبيوتر الياباني، وسيتم الاحتكام لفارق الأهداف مع الفريق الأسترالي فى حالة فوزه بدوره على تايلاند، أما منتخب الإمارات فيملك حظوظاً ضعيفة في نيل المركز الثالث والترشح عبر الملحق بشرط تحقيقه الفوز على مضيفه العراقي، وانتظار سقوط أستراليا أو السعودية في فخ الهزيمة، وسيكون فارق الأهداف حينها هو الحاسم.

 

السعودية تواجه اليابان، البلد المتصدر للمجموعة، في مباراة لا بد لها من الفوز فيها. مهمة النسور الخضر أصعب من مهمة أستراليا، بالنظر إلى أنهم لم يفوزوا أبداً على الساموراي الأزرق في تصفيات مؤهلة لكأس العالم، بما في ذلك خسارتهم (2-0) في الجولة الأولى من هذه التصفيات الحالية. أما الإمارات العربية المتحدة فتحتاج إلى معجزة لكي تتحقق آمالها، إذ إنَّ عليها هزيمة العراق بفارق كبير في الأهداف مع الأمل بأن تخسر كل من السعودية وأستراليا مباراتيهما.

 

أما أستراليا التي تأتي خلف المملكة العربية السعودية بفارق الأهداف في المجموعة الثانية، فتدرك أن خيارها الوحيد هو أن تسجل فوزاً كبيراً على أرضها ضد تايلند إذا ما أرادت التقدم إلى المركز الثاني بعد اليابان. بعد أن خسر مباراته ضد اليابان الأسبوع الماضي، يشعر فريق أنجي بوستيكوجلو بأن عليه تحسين أدائه. في المباريات الست الماضية ضد تايلاند فازت استراليا بخمسة مباريات وتعادلت بمباراة واحدة، وبالتالي فإن فوزاً مريحاً لها على تايلاند في استراليا يبدو في متناول اليد. لكن سيظل الاستراليون قلقين من كابتن الفريق الضيف تيراسيل دانجدا، الذي سجل الهدفين في المباراة التي تعادل فيها الفريقان 2-2.

ملعب بونيودكور بطشقند، سيكون على موعد مع لقاء كسر العظام الذي سيجمع أوزبكستان المستضيفة بكوريا الجنوبية التي تراجعت في اخر جولتين وباتت على شفا الدخول في معترك الملحق اذا خسرت وذات المصير سيواجه الأوزبك.

ويدرك فريق شين تاي يونج الزائر، المتقدم بنقطتين، أن مصيره بين يديه، حيث سيكون الفوز في طشقند كافياً له للوصول لكأس العالم للمرة العاشرة بغض النظر عن نتائج المباريات الأخرى. إذا كان سجل كوريا الجنوبية المشرف في المواجهات الثنائية شيئاً يعتدّ به، فسيفعلها محاربو التايجوك هذه المرة أيضاً. وفي الواقع، ظل الكوريون بدون خسارة في مباريات التأهل السبع الأخيرة ضد جمهورية الاتحاد السوفييتي السابقة، حيث تعادل في اثنتين وفاز بخمسة منها، بما في ذلك فوزه بهدفين مقابل هدف في الجولة الأولى من هذه التصفيات بعد أن كان منتخب أوزبكستان متقدماً بهدف.

 

أما أوزبكستان التي تأتي بعد سوريا بفارق الأهداف، فإنها تحتاج إلى الفوز، ويمكن أيضاً بهدفين. ولتحقيق ذلك يدرك المدرب صامويل بابايان أن على فريقه تحسين أدائه بعد أن خسر مباراتين متتاليتين. سيركز بابايان على قدرات تسجيل الأهداف لدى مارات بيكماييف، الذي افتتح التسجيل في مباراة الفريقين في الجولة الأولى. أما مهاجم روستوف الشاب إلدور شومورودوف فلديه القدرة على إزعاج الخصم. ويظل الكابتن الجديد كيم يونجوون اللاعب الرئيسي في دفاع كوريا الجنوبية، بينما سيسعى كل من كو جاش يول وسون هيونج مين لاستكشاف قدرتهما على تسجيل الأهداف.

ولم يسبق لسوريا في تاريخها أن اقتربت من كأس العالم كما اقتربت منه هذه المرة، حيث يمكن للفوز في طهران أن يؤهلها مباشرة للمشاركة في العرس العالمي. لكن سوريا تحتاج ليس فقط إلى الفوز في مباراتها ضد إيران، ولكن إلى الأمل أيضاً في أن تخسر كوريا الجنوبية بفارق بسيط لكي تظل محافظة على تفوقها الضئيل بفارق الأهداف على أوزبكستان. ومع أن احتمال تأهل السوريين يلوح في الأفق، إلاّ أن دونه عقبة كبيرة تتمثل في الفوز على ايران التي لم يسجل في مرماها أي هدف خلال مباريات المجموعة. ومن زاوية ما، يمكن النظر إلى المباراة بوصفها صداماً بين نجمين صاعدين، يحمل فيها اللاعب المتألق عمر خريبين أمل السوريين في تسجيل الأهداف ويقود فيها اللاعب مهدي تاريمي خط الهجوم لإيران.

وبالنسبة للصين، الثانية من الأسفل في ترتيب المجموعة الأولى، فإن الأمل ضعيف، وهي حقيقة اعترف بها ليبي. فعلى الصين الفوز في المباراة ضد قطر، التي اقصيت الآن من التصفيات، بفارق كبير، مع الأمل بأن تخسر كل من سوريا وأوزبكستان مباراتيهما. عندها فقط يمكن أن تلعب الصين مباراة تأهل نهائية. يظل جوا لين، الذي سجل هدف الفوز ضد أوزبكستان الأسبوع الماضي، اللاعب الأساسي في المقدمة. لكن قطر التي ستستضيف كأس العالم 2022  لن تستسلم بسهولة، وتحت قيادة الكابتن حسن الهيدوس سيكون هدفها اختتام جولة التصفيات بتسجيل فوز شرفي على أرضها.

تعليق عبر الفيس بوك