شباب: التعليم الإلكتروني يساعد الطلاب على التخلص من قيود التلقين.. والانطلاق نحو الإبداع

≤ يوفر الوقت والتفاعل الإيجابي بين الطالب والمعلِّم وإمكانية تحديث المناهج

≤ عدم توافر الخبرات أو الصيانة السريعة للأجهزة في بعض الأماكن البعيدة والافتقار للوعي المجتمعي أهم المعوقات

 

الرُّؤية - إبراهيم الجساسي

خَطَتْ السَّلطنة خُطوات واسعة على طريق التعليم الإلكتروني الذي صَار يوفِّر للدارسين إمكانية التعلُّم والحصول على شهادات علمية عن بُعد؛ استثماراً للتقدُّم الذي شهدته التقنيات الإلكترونية والاتصال بوجه عام، والتحول بالطلاب من نمط التعليم التقليدي إلى نمط التعليم الإلكتروني، والتحرُّر من تقليدية التعليم وإكساب الطالب خبرات ومعلوماتٍ منهجية وتعليمية وثقافية عامة.

وفي السياق، استطلعتْ "الرُّؤية" آراء وانطباعات بعض الطلاب حول التعليم الإلكتروني وفوائده؛ حيث طالبوا بدعم العملية التعليمية وتحويلها من التلقين إلى التفاعل الذاتي، وتوفير الدعم الفني الإلكتروني من ناحية الحماية من التعرُّض للاختراقات أو ما شابه.

ويقول عبدالله الهنائي: أنا أحد طلاب التعليم الإلكتروني، وهو من وجهة نظري تطور تعليمي كبير من حيث النظام وسرعة الوصول، والجميل أنَّ الطالب يحصل على كل المعلومات بيسر وسهولة ودون عناء؛ حيث إنه يتلقى الدروس والمحاضرات التى يشرحها ويفصلها مُعلِّم كل مادة من المواد المقرَّرة عبر الوسائل التقنية الحديثة مباشرة، وهو بذلك يكون مواكبا للعصر الحديث من حيث السرعة في الحصول على المعلومات المطلوبة من مصدرها الموثوق.

وتقول طماعة الربيعية: بمجرد سماعك لكلمة الإلكتروني سريعا سيتبادر إلى ذهنك كل ما هو جديد ومتطور، والتعليم الإلكتروني يتميز عن التقليدي بقدرته على توظيف التكنولوجيا في خدمة التعليم؛ فيقوم بتوصيل ونقل مختلف أنواع المعرفة والعلوم المختلفة إلى الدارسين في مختلف أنحاء العالم بعكس التعليم التقليدي الذي يعتمد فقط على الكتاب، إضافة إلى وجود تفاعل بين الطالب والمعلم، ومن خلاله يُمكن تحديث المنهج بسهولة وبتكلفة قليلة عكس التقليدي الذي لا يمكن التعديل فيه بعد النشر.

ويقول أيوب بني عرابة: التعليم الإلكتروني يتمتع بالعديد من المزايا؛ منها: توفير الوقت للمتعلم؛ حيث لن يكون مضطراً للخروج وقطع مسافات كبيرة للوصول إلى المؤسسة التعليمية، وأيضاً استخدام طرق حديثة لدعم العمليّة التعليميَّة وتوابعها، كما تحقِّق هذه الطريقة قدراً كبيراً من الإبداع، وتساعد على تنمية المهارات لدى المتلقي، وتقلّل من التلقين، كما أنه يتضمن استخدام كافة الأدوات والبرامج الالكترونية مثل الاعتماد على الأدوات المرئية والمصورة والمسموعة، ويمكن للشخص حفظ المحاضرة ومتابعتها في أي وقت يناسبه.

وفي السياق، يُكْمِل سامي المجرفي بالقول: إنَّ المتعلم بإمكانه أن يتابع دروسه ومحاضراته وهو في مكتبه أو منزله ومع أسرته، بل بإمكانه أن يتابع دروسه ومحاضراته وهو في نزهة أو رحلة؛ فالأمر متاح، والمتعلم يطالع دروسه في أي وقت شاء، ولا يلتزم بجدول معين.

ويذكر الهنائي أنَّ هناك مُعوِّقات التعليم الإلكتروني؛ منها: الوقت؛ حيث إنَّ الطالب الموظف في جهة من الجهات لا تتوافر له الإجازة الكافية إلا في فترة الاختبارات، والحقيقة أنَّ إجازة الاختبارات منحت ونحن في السنة الثالثة من مرحلة التعليم الإلكتروني لا نجد الوقت الكافي للمذاكرة والمطالعة بكل دقة. طبعا يختلف الأمر من طالب لآخر على حسب الوظيفة. أيضا في بعض المواد المنهج طويل والطالب لا يستوعب بعض الدروس، والصعوبة أيضا تكمن في البحوث والتقارير من حيث فرز المعلومات.

ويضيف إبراهيم المياسي بأنَّ من أبرز المعوقات: عدم توافر ذوي الخبرات والكفاءات في مجال إدارة التعليم الإلكتروني، إضافة لعدم القدرة على توفير الصيانة السريعة للأجهزة في بعض الأماكن البعيدة، والافتقار للوعي المجتمعي حول التعليم الإلكتروني. نحن بحاجة لتمكين المتعلمين والمعلمين وتدريبهم على كيفيّة استخدام الإنترنت، إضافة لعدم توافر الأمان اللازم للمواقع الإلكترونية، وبالتالي التخوُّف من استخدامها في التعلم والتعليم، حيث تكون معرَّضة للاختراق بأيَّة لحظة.

ويرى الهنائي أنَّ فكرة تعميم التعليم الإلكتروني تصلح للمستوى الجامعي من البكالوريوس وحتى الدكتوراه لنضوج الطلاب في هذه المرحلة، وأيضا كونهم أكثر تفرغاً. أما طلاب المدارس، فلا يصلح في نظري تعميم التعليم الالكتروني عليهم في هذه المرحلة العمرية.

وضمن المقترحات، يقول المياسي: توسيع دائرة الثقافة الإلكترونية ونشرها، وكذلك خلق بنية تحتية وتهيئتها لتخدم التعليم الإلكتروني، إضافة إلى ضرورة الاستفادة من تجارب الدول الأخرى.

أما بني عرابة، فيقترح توفير الدعم الفني الإلكتروني من ناحية الحماية من التعرض للاختراقات، وابتكار أحدث البرامج التي تساعد الطالب أو الباحث في عملية البحث عن المعلومات وسرعة إيجادها.

تعليق عبر الفيس بوك