أنيسة الزدجالية تحديث على هامش التراث

الأزياء سفيرة الثقافة العُمانية

...
...
...

مازالت الأزياء العمانية النسائية تشكل ظاهرة استثنائية في التراث العالمي بوجه عام والموروث الشعبي العماني بوجه خاص ولذلك تحرص كثيرات من بنات السلطنة وصاحبات الأعمال على تقديمه بتصميمات متابينة تجمع بين التراث والحداثة والتحديث في إطار الموروث وفي هذا الإطار شاركت المصممة العمانية العالمية أنيسة الزدجالي في العديد من الفعاليات خارج السلطنة وخاصة في احتفالات السلطنة بالعيد الوطني وكثيرا ما كانت فقرتها الاحتفالية تأتي في صورة (عرض أزياء) لتصميمات عُمانية وبحضور، كبار الشخصيات العمانية والدبلوماسية العربية والأجنبية، وقد نالت الزدجالية إعجاب حضور عروضها حول العالم حيث تستند في خطوطها على العديد من التصميمات المشتقة من التراث العُماني والتي تمثل مختلف مناطق ومحافظات السلطنة.
وفي مقابلة معها قالت أنيسة الزدجالي: "إن تصميماتي تتميز بالخطوط العصرية التي تمازج بين الأصالة والحداثة وتتكأ على التراث العماني الذي هو هدفي الأسمى الذي أسعى للحفاظ عليه وأنا مؤمنة بأن من يتخلى عن تراثه يتخلى عن هويته الوطنية ثم ينقطع عن سياق حضارته فلا حضارة بدون تراث، وتراثنا الشعبي العماني الموجود لدينا في الوقت الحاضر هو ما تجمع وتبلور من ممارسات الحياة الشعبية في الماضي، وممارسات الحياة الشعبية في الوقت الحاضر هي الأخرى ستصبح يوما ما تراثا شعبيا لأجيالنا القادمة".
وأكدت أنيسة الزدجالية أنها "تعتمد في جميع التصميمات التي تعرضها خارج وداخل السلطنة على ثيمة أساسية تسعى من خلالها إلى (تقديم التراث من خلال رؤية حداثية)" لإيمانها بأن "الحداثة هي حركة دائمة الوثوب إلى الأمام لا تتوقف؛ فالحديث اليوم ستزيله حداثة في المستقبل وتدمره". أي بمعنى آخر، "إنّ الحداثة هي الفعل الخلاق للحياة النابع من داخلها". "لذلك فهي لا تستمر على حال، وإنما دائمة الحركة والتبدل".
وأضافت الزدجالية: "إن الهدف من سعيها الدائم لإقامة عروض أزيائها في مختلف أنحاء العالم هو إيصال ونشر التراث العماني وما يحمله من جمالية وإبداع في جميع البلدان التي تزورها والشعوب التي تلتقيها بالإضافة إلى تعميق الحس الوطني من خلال إشراك الطلاب العُمانيين الدارسين في هذه البلدان في هذه العروض بمناسبة العيد الوطني وإحياء التراث من خلال الفعاليات المتنوعة التي تقيمها القنصليات والسفارات العُمانية حول العالم وسط حضور كبير من الزوار المعجبين بتنوع الأزياء العمانية وثراء تراثنا العماني".
الجدير بالذكر أن جميع الأزياء النسائية العُمانية "تتعدد بحسب المناطق والمحافظات، إلا أنها إجمالاً تتكون من ثلاث قطع أساسية: القطعة الأولى وهي عبارة عن حجاب للرأس (لحاف - وقاية - ليسو - فتقة)، وتتفنن النساء في تزيينه بالنقوش عن طريق (الترتر والخرز الملون)، وقد يضاف إليه عند الأطراف ما يعرف (بالحضية أو الشلاشل) وهي عبارة عن خيوط ملونة بثلاثة أو أربعة ألوان)، أما القطعة الثانية: فهي (الثوب أو الدشداشة أو الكندورة)، وتتكون من (الردون، وهي الأكمام المطرزة يدوياً بالسيم والغولي)، إضافة الى الخرز والترتر بتشكيلات مختلفة"، "أما الشق الذي يتوسط الصدر فتستخدم في تطريزه (السفة والسنجاف) وهي أنواع من النقوش الجاهزة، وعادة ما تكون باللون الأحمر والبنفسجي. والثوب الظفاري (أبو ذيل) فهو طويل جداً لدرجة أنه يحمل أو يجر على الأرض خلف المرأة، وهو يطرز بأحجار لامعة)"، "أما القطعة الثالثة: فهي (السروال)، وهو يكون واسعاً وضيق من القدمين مع تنوع من النقش والتطريز بحسب المناطق".

تعليق عبر الفيس بوك