بَصِيرةٌ

الشاعر: سالم الرحبيّ – جامعة السلطان قابوس
أَيَا أيها القلبُ ماذا تَرى؟
أرى حُزنَها، دمعَها الأحمَرا
أراني بها.. لا أرى آخرا
أرى كلَّ شيء بها لا يُرَى
وأسمعُ تنهيدةً سافرَتْ
مع الليلِ، تغزو سكونَ القُرى
يُؤاخي صدَاها حُداءَ المغني
يسوقُ النجومَ بليلِ السُّرَى:
ستولدُ في حُبها مرتين
وتُقتلُ في حُبِّها أكثرا
***
أيا أيها القلبُ هلَّا تراها
لقد غادرَ الضوءَ مُذْ غادرا
وقد ضاعَ مني قميصُ الضِّياءِ
فكيفَ لعيني أنْ تُبصرا
تحسس تفاصيل هذا المكان
فثَمَّةَ عطرٌ هنا سافرا
ترى هل ستقرأُ هذا المساء؟!
لعلِّي أَكتبُني أسطرا
أُبعثرني في بياضِ الكتابِ
حروفًا تألفُ ما بُعْثرا
على صدرِها يخدعُ الليل، يبكي
كطفلٍ أَبى الدهرُ أنْ يكبرا
تغيبُ عن قلبٍ حتى تحوكَ
لنا الفجرَ من خلفِ تلك الذُّرا
أيا أيها القلبُ خُذني إليها
جريحًا..ذبيحًا..ضريحًا..كَرى
لأرقدَ حتى صباحي الأخير
وأبعثُ من رِمْشها مُبصرا
هو الحبُّ ما لم تكن خائفًا
فحاذرْ من الحب أن تحذرا

تعليق عبر الفيس بوك