مِنْ خرافةٍ للرِّيح

يونُس البوسعيدي – سلطنة عُمان

مِلْئي فراغٌ من محيطِ الدائرَةْ
أو نوتَةٌ مِـنْ سُلّمٍ مُتناثِرةْ
في الماءِ أرسمُ خطَّ بِدْءٍ،
بينما
خطُّ الكفوفِ يَقُولُ: أُخرى خَاسِرِةْ
أنا خارجَ التوقيتِ، آتي آخرًا
 سِرٌّ  يُؤجلني ليومِ الآخرةْ
الرحلةُ ابتدأتْ، وتوشكُ تنتهي
والظِلُّ يسألُ: أين تلكم سادرة؟!
لا تسألُ الأشجارُ :
مِـنْ أيّ الجهاتِ الريحُ تأتيها،
             زوابعَ ثائرَةْ
عبثيّةٌ تجري الحياةُ بزاهدٍ
فيها،
ويحياها بِروحٍ فاترة
والحائكُ النسّاجُ يغزلُ حظَّها
ونعيشُ يُوهِمُنا: الخيوطُ مقامرة
حذِرًا يبوحُ بِشجوِه لِيمامَةٍ
يا شجوُ  لا تبعثْ عليهِ مقابِرَهْ
هذي المرايا ذات وجهٍ واحدٍ
لو أنَّها كالماءِ ينسى واتِرهْ
لو أنها غيمٌ يدغدغُ إصبعَ بْـ
ـيانو ، لكانتْ نحو  رَبٍّ ناظرة
الصولجانُ،
الملحُ،
سيرةُ أهليَ القدماء مَن قفروا كواكبَ غابرةْ
والذارياتُ،
وشرفةُ السجنِ المُطِلِّ على المشانقِ،
والأماني الغادرة
والجريُ كالحلزونِ يحملُ تيهَه في بَيْتِه،
وكذا الحياة مغامرة
هذي الملامحُ ملء فنجاني الذي
نظرتْ له كُلُّ الكواكب ساخرة
مَنْ روّضَ الأرواحَ أُوتِيَ كُنْهَها
والرُوحُ - سِرُّ  الله - ليست سافرة
سأموتُ أتبعُها، وأتبعُ حكمةً
مخبوءةً، مثل السرابِ مسافرة
سقط القناعُ عن القلوبِ،
نحبّها هذي الحياةِ
وندّعيها عاهرة

تعليق عبر الفيس بوك