"جسور" تدعم صيادي شمال الباطنة بشعاب مرجانية صناعية

...
...
...

الرؤية - خالد الخوالدي

نفذت المديرية العامة للثروة السمكية بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة بالتعاون مع مؤسسة جسور الممثلة لشركات (أوربك وفالي وصحار ألمنيوم) عددا من المشاريع لدعم قطاع الصيد الحرفي في ولايات محافظة شمال الباطنة، منها تنفيذ مشروع إنزال الشعاب المرجانية الصناعية في بعض ولايات المحافظة، لتشجيع الصيادين على المحافظة على مهنة الصيد التقليدي بما يسهم في زيادة مصادر الدخل لديهم.

وقال المهندس سالم بن عبدالله الراسبي مدير عام المديرية العامة للثروة السمكية بمحافظتي الباطنة إنّ الشعاب المرجانية الصناعية هي عبارة عن مجموعة من المواد والمجسّمات بأشكال مختلفة يصنعها الإنسان ويقوم بإنزالها إلى البحر لتنمو عليها الشعاب المرجانية الطبيعية وتكون بيئة ملائمة لتجمع الأسماك والكائنات البحرية الأخرى لغرض الحصول على الغذاء والحماية، كما أنّها مناطق للتزاوج ولتوفر العوامل المناسبة من غذاء ومكان مناسب لوضع بيوضها ومن ثمّ مناطق حضانة لصغار الأسماك والكائنات البحرية الأخرى. موضحا أنّ معظم الشعاب المرجانية الصناعية تتواجد بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة بسبب طبوغرافية بيئتها البحرية، حيث تتميز بقاع رملي طويل تتناثر فيه تجمعات صخرية قليلة جداً، مما أدى لقلة توفر الأسماك القاعية والأحياء البحرية الأخرى وانعكس هذا بدوره على الأحوال الاقتصادية للصيادين في المحافظة وبالتالي اللجوء إلى إقامة الشعاب الصناعية والتي تسمى محلياً باسم الشدود. وأضاف الراسبي: تبنت وزارة الزراعة والثروة السمكية فكرة إنشاء الشعاب الصناعية الحديثة من واقع التجارب والدراسات العلمية في هذا المجال وتم إنزالها في مواقع مختلفة بمحافظتي الباطنة وذلك لزيادة المخزون السمكي، وبلغ عدد المواقع التي تم إنزالها حوالي (115) موقعا منتشرة على طول بحر محافظتي الباطنة وهي عبارة عن قوالب إسمنتية نصف كروية الشكل وبعضها أهرامات بمواصفات خاصة تلائم طبيعة البيئة البحرية وتعتبر نموذجية من حيث فاعليتها لزيادة المخزون السمكي ولجذب الأسماك للنمو والتكاثر فيها وعدم تأثيرها على البيئة البحرية بالإضافة إلى عدم تأثرها بالتيارات البحريّة.

وقال المهندس سلطان بن حسن المرزوقي المكلف بأعمال مدير دائرة الثروة السمكية بمحافظتي الباطنة نظراً للدور الذي يساهم به القطاع الخاص في العملية التنموية بالسلطنة ومساهمته لخدمة المجتمع وللسمعة المرموقة التي تتميز بها مؤسسة جسور في خدمة المجتمع وللأهميّة البالغة للشعاب الصناعية في تدعيم المخزون السمكي وحمايته وذلك بتوفير المأوى لصغار الأسماك وللتكاثر ومواقع ملائمة لوضع البيوض، فقد قامت الوزارة بتنفيذ مشروع إنزال مجموعة من الشعاب الصناعية بولاية صحار (قرية مجيس) وبتمويل من قبل مؤسسة جسور، وذلك خلال عام 2015م وتتمثل هذه الشعاب على شكل هياكل ضخمه يصل ارتفاعها (7) أمتار تقريباً تم إنزالها في (4) مواقع مختلفة على عمق (27) مترا، وشعاب صناعية أخرى على شكل خرسانات إسمنتية (أهرامات) والبالغ عددها (60) أهراماً تم توزيعها على (10) مواقع مختلفة على عمق (16) مترا، وبعد المتابعة الدورية لهذه المواقع تلاحظ لدينا تطور في نمو الشعاب الطبيعية والأعشاب البحرية حول هذه المواقع وبالتالي أدى إلى تكاثر الأسماك والأحياء البحرية الأخرى وتنوعها وبالتالي كان له الأثر الإيجابي على الصيادين لتعزيز مداخلهم من المصيد، وللقطاع الخاص الدور الفّعال من أجل خدمة الوطن وذلك بالنهوض بالجانب التنموي بالسلطنة وزيادة المخزون السمكي واستدامته، وتعزيز الدعم لمثل هذه المشاريع التنموية سواء متمثلة بإنزال الشعاب المرجانية الصناعية (الشدود) أو بدعم الصيادين بمعدات وتقنيات الصيد الحديثة التي تسهل عليهم عمليات الصيد وتوفر عليهم الوقت والجهد.

وأضاف المهندس سلطان المزروعي: لتكامل العمل وضمان تحقيق الأهداف المرجوة من هذه المشاريع فإنّه لابد من التكاتف والتعاون المستمر بين الوزارة والقطاع الخاص من جهة، ومن جهة أخرى ندعو إخواننا الصيادين التعاون للحفاظ على بيئتنا البحرية وذلك بعدم استخدام الشباك والأقفاص على مواقع الشعاب المرجانية الطبيعية والصناعية، والاكتفاء بالصيد بالصنارة (الحداق) فقط كما نصّت عليه لائحة تنظيم الصيد على الشعاب المرجانية.

تعليق عبر الفيس بوك