حُيّيتَ يَا "قَابُوسَنَا" ذُخْرَا

شعر: جمال الرواحيّ – سلطنة عُمَان

ذَرَفَــــتْ تَسِّحُّ دُمُـــــوعَهـا الحَـــــرَّى
عَينُ المُحبِّ،  فَسَحَّتِ الأخرى
وَبَكَــــى الــــــيَرَاعُ فَـــــسَالَ مَدْمَعُهُ
حُـــــبــــــــًّا تَجَــــــــــــــلَّى نــَــــــزْفُهُ شِــــعْــــــــــرَا
وَعَلَى الغُصُونِ تَمَايَلَتْ طَرَبًا
صَــــــــدَّاحَــــــــــــةً وبــــــَلابـــــِــــلُ حَــــــــــــــــيرَى
لمَّا رِيــــَـــــــــــــاحُ السَّعْــــــــــــدِ عَـــاطِـــــــرَةً
هَبَّتْ تَزِّفُ نَسَـــــــــائِمَ البُشْــــــــرَى :
"قَابـــــــــــوسُ أَشْــــــــرَقَ نورُ طَلْعَتِهِ
يَـــــا للـــسُّـــــــرورِ، فَنَبْضُـــــنَا يَـــــبْرَا "
وَتَسَابَــــقَ البَاكُـــــــونَ في شَغَفٍ
مُستبشرين وعَانقُوا اليُسْرا
ومُرَدّدِين بِصــــــــدِقِ بهجــــــــتهم :
حُيّيتَ يا "قــــابـــوسـنا" ذُخْــــــــرا
حَمـــــــــــدًا لِــــــرَبّ إذْ بــزغْتَ لنَـــــــا
فَجْرا تُناغِي شَمْسُه البَـــــدْرا
أَكْرِمْ بِهــــا مِنْ طَلْــــعَةٍ سَـــلَبتْ
كُلَّ القُلوبِ وأَجْـــــبَرتْ كَسْرَا
أَثْلجْـــــــــتْ يا "مولاي" أَفْئِدَةً
مُشْتَاقَةً،  فَتَنَفَسْتْ طُهرَا
و رُؤى البَشَاشَةِ في النُّفوسِ بَدَتْ
لكَأَنَّــــــــما قَــــــــدْ كُلِّلـَــــــــــت نَصْــــــــرَا
وعُمَانُ كالغَيــدَاءِ قَدْ رَفَلَـتْ
يكْسُو الجَمالُ رُبوعَهَا سِحْرَا
فــــــــــرحٌ تمكَّنَ من جَــــــــوارحَنا
وبِنَشــــــــوَةِ زَفْـــــــــــــــــــــــــرَاتِه تَتْــــــــــــــرَى
فَكَأَنَّما شَــــــــــــــقَّ السُّـــــــرورُ بِـــهِ
صُمَّ الجِبالِ فَأيقَظَ الصَّخْرَا
وجَرَى الغَدِيرُ، فَيَا لِفَرحَتِنَا
نِعْمَ الغَديرُ،  و طِبْ بِهِ مَجْرَى

وتـــَــــرَى الـــــــرِّمَــــــــــالَ كأنَّه خَـــــــــــــــــــــرَزٌ
قَدْ خُضِّــــــــــبَتْ حَبــَّــــــــاتُه تِبْــــــــــــرَا
والزُّهـــــــــرْ يَلْثــــــــــــمُ عِطَــرَه فَرَحَا
فَانْسَابَ كُلُّ فَضَائِنَا عِطْرَا
و سَرَى النَّسِيمُ مُعَتَّقًا بِشَذَا
كالأقْحُوَانَةِ، يَنْفَحُ النَّــــشْرَا
وتَبْسُمُ الآفَــــــــــــــــــــــــاقُ تَحْسَبُهُ
فَصْلَ الرَّبيعِ يُفتقُ الزَّهرَا
والنَّبْضُ - كُلُّ النَّبْضِ- فِي دَمِنَا
وكَـــــــذَا الجَمـــَـــــــادُ، تُقَلِّدُ البَشَرَا
والمنْجَــــــــزَاتُ تَجَــــــــــدَّدَتْ فَلَــــــــــــــهَا
ثَوبٌ قَشِيبٌ يَبْعَثُ الفَخْرَا
مَولاي عُذْراً: مَا مَلَكْتُ مَدَى
في الحُـــــــــبِّ مَا أَسْمُو بِهِ فِكْــــرَا
فَلَقَدْ مَلَكْتَ شِغَافَ مُهجَتِنَا
ولَكَ الــــــــــوَلاءُ مَحَبــــــَـــــــةً كُــــــــــــــــــــبْرَى
ولَكَ الزِّمَامُ فَسِــــــــرْ عَلَـــــــى ثِقَـــــةٍ
بالمجْـــــــــدِ مَا نَسمُــــــــو بِهِ مَسْرَى
مُسْتَكْمِلينَ بِنَـــــــــــــــاءَ نَهْضَـــــــــــــــــــــــتِنَا
وخَطَا الفَخَارُ تُسَطِّرُ السِّفْرَا
و يَدُ الرَّجَاءِ إلى السَّمَا ارتَفعَتْ
بِدُعَائِها أَنْ تُرْزَقَ الأجْرَا
يَا ربِّ واحْفَـــــــــــــــظ نـُــــــورَ عِزِّتِنَا
بِعِـــــــنَايةٍ يَحْـــــــــــــيَا بِهَـــــــــــــــــــــا دَهْــــــــــــرَا
كُلُّ القُلوبِ تَضَرَّعَتْ ولَهَا
فَيضُ الدُّعَاءِ عَلَى المدَى شُكْرَا

تعليق عبر الفيس بوك