نِسْيَان

وفاء سالم - مسقط
(1)
لَسْتُ بريئةً كبراءةِ الذِّئبِ من دمِ يوسفَ،
لا قلبي ولا حَرْفي؛ فقلبي الذي وَقَعَ في المحظورِ وخانَكَ معَكَ مئةَ ألفِ مرةٍ..
وكرِهَكَ، ومزَّقَ كلَّ ما يخصُك، عادَ لِيُلَمْلِمَ بَقَاياكَ، ويضُمَّكَ خمسين ألفَ مرةٍ..
لَسْتُ بريئةً كبراءةِ الذِّئبِ من دمِ يوسفَ،،
فخَوفِي عليكَ يجعلُني أُغلِقُ عَليكَ أَبوابَ قَلبي وأُميطُ عنكَ الأذَى بِصلوَاتي وأَقمُطُكَ بدعواتي..
فكيفَ أكونُ بريئةً، وحَرفي الذِي أَعرفُه لا يعرِفُ غَيرَكَ ولا يُجِيدُ الكتابةَ لغيرِكَ وكلُّ سَطرٍ أُحاوِلُ أنْ أَخونَكَ فيهِ يعودُ ليُنْصِفكَ ويَستَقْطِعُ حَقَّكَ منّي..
لَسْتُ كَذَلِكَ...
وأَنَا التي كُلَّمَا سَافَرَتْ عَنكَ مسَافَةَ أَلْفَي عامٍ.
وَجَدَتُكَ فِي أَسْفَارِي، ورَأَيتُكَ في كُلِّ العَالمينَ!..
فكَيفَ أَكُونُ البَرِيئَةُ حَقًّا..
و لِي معَ كُلِّ شَجَرةٍ أَغْرِسُهَا سِرًّا لكَ؟!
وكُلُّ ابْتَسَامَةٍ أُخَبِئُهَا "ذِكْرَى لكَ"..
لَسْتُ بريئةً...
صَدِّقْنِي.. فَأنَا لَو تَدِري "أكْتُبُ"اِسمَكَ عَلَى كُلِّ طَاولَةِ مَقْهَى أَجْلِسُ فِيهِ،
وعَلى مَنَادِيلِ المقْهَى أَكْتُبُ رَسَائِلَ لَنْ تَقْرَأَهَا،،
(2)
أَستغْفِرُ اللهَ مِنكَ ومِنْ حُبِّكَ
الَّذِي جَعلَني وَحِيدةً كَوحدَةِ يُوسِفَ في الجُبِّ..
ومِنِّي حِينَ يَنْتَشِلُني القَلَقُ كَمَا انْتَشَلَتْ السّيَّارةُ يُوسُفَ..
ومِنْ قَلبي حينَ يؤزُهُ الحَنينُ
وتَسْكُنُه وساوسُ الجَحِيمِ..
أَستغْفِرُ اللهَ
عَدَدَ إِخْوةِ يوسفَ في رُؤيَاه وعدد ما ضاق به صَدْرِي
 أَستغْفِرُ اللهَ عدد ما "رَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ"
وعَدَدَ ما لَبِثَ في سِجْنِهِ
أَستغْفِرُ اللهَ
مِنكَ ومِنْ ومن ميم ومن قلبٍ لا "يستكين".
(3)
ماذَا تُساوي مدينة لسْتَ فيها؟
أنَا التي عَشِقَتْ مدينةً هي أنتَ وأسكنتُ أَحْرُفي فيها..
ومَزجْتُ أَلوَاني وعلَّقتُ لوحاتي على جدرانِها..
وتماديتُ كثيرًا كثيرًا حتى "نسيتني"حيث أنتَ ولم تدرِ بها!..
ماذا تساوي مدينة وضعتْ بين يديها عُمري..
وسَطَّرْتُ بين أعمدِتها اسمك "كـ....."..
وغطيتُ هَفَوَاتِها لاُرقيكَ دَهْرًا؟..
يا مُسْتَبِدُّ
لماذا أُضيعُ عُمري وأشيائي "الجميلةَ" فِيكَ
 وأَنْسَانِي وأَنْسَى بأَنَّكَ دائمُ النِّسيانِ لي ؟..
(4)
لِنَبْقَ أَصْدِقَاءَ
 فَلا تَزِرُ وَازِرَةُ الحُبَّ بِوَازِرَةِ الصَّدِّ..
لِنَبْقَ أَصْدِقَاءَ، أَتْبَعُكَ بِدَعَواتِي، وأَذْكُرُكُ في قَلبي وصَلَوَاتِي..
لَنْ نَرْمِي عَلَى وَجْهِ الحُبِّ وُعُودًا كاذِبَةً
يَا وَجَعِي الَّذِي فَتحْتُ لَه أَسَوارَ مَمَلَكَتي لِنَبْقَ أَصْدِقَاءَ..
حِينَها لَنْ تُعَفِّرَ قلبي بترابِ الصَّدِّ والهجْرِ
يا حبيبي: فلْنَبْقَ أَصْدِقَاءَ....

تعليق عبر الفيس بوك