تُرِيدُ أنْ تَكْتُبَ

ريم اللواتية - مسقط
(1)
تُرِيدُ أنْ تَكْتُبَ عَنِ الهَشَاشَةِ!
الوَرْدَةِ التي سَقَطَتْ مِنْ جَيبِ مِعْطَفٍ
و دَهَسَهَا عَابِرٌ لا يَنْظُرُ إِلى الأَسْفَلِ
الدَّمْعَةُ، التي وَأَدَتْهَا مَحْرَمَةٌ نَاعِمَةٌ
و مُعَطَرَةٌ
الضِّحْكَةِ وهي تَبْحَثُ عَنْ شِفَاهٍ مُنَاسِبَةٍ!
لَكِنَّهَا تَسْقُطُ فِي شَرَكِ وَجْهٍ غَاضِبٍ
أَنْتَ حِينَ تُصَدِّقُ أَنَّهَا تُجِيدُ الكِتَابَةَ
بينَما تَلْتَصِقُ بِالكُتُبِ التي يَسْرِقُهَا الوَقْتُ
ولا تُجِيدُ غَيرَ البُكَاءِ!
تَرْقُصُ القَصِيدَةُ فِي رَأْسِكَ
تَدُورُ
بَيَاضُهَا صُوفِيٌ مُنْسَجِمٌ
فِي الرَّقْصِ
عَلَى الخَيطِ الّذِي بينَ الأرْضِ، و السَّمَاءِ!
تُرِيدُ أنْ تَكْتُبَ عَنِ الخَيبَةِ
تَتَذَكَّرُ أَنَّهَا هِي الأُخْرَى خَذَلَتْكَ.
تُرِيدُ أنْ تَكْتُبَ دُونَ صَوتٍ، دُونَ اعْتَرَافَاتٍ مُوجِعَةٍ
و دُونَ أَنْ تُفْهِمَ و دُونَ أَنْ تَضَعَ عَلَى الحَائِطِ آثَارَ سُخْرِيَتِكَ المرَّةِ.
تَجْلِسَ عَلَى طَاولَةٍ بَاهِتَةٍ في مَقْهَى مَدِينَتِكَ العَادِيَّةِ
تَشْعُرَ أَنَّكَ خَارِجُ سِيَاجِ المكَانِ
خَارِجُ مَرَاجِيحَ الحُدُودِ و الأَزْمِنَةِ
مُنْطَلِقًا مِثْلَ قَذِيفَةٍ تَعْبُرُ القَلْبَ
و تَسْتَقِرُ
تَرْفُضَ الخُرُوجَ، و تَرْفُضَ الاعْتِرَافَ بِدْفءِ الموتِ النَّاضِجِ دَاخِلَ دَوائِرِ الرُّوحِ...
تَتَهالَكُ عَلى مِقْعَدٍ يَشْتِهي الحَسْنَاوَاتِ
و رِفْقَتُه أَورَاقُ الخَرِيفِ الذَّابِلَةِ
لَمْ تَعُدْ بِحَاجَةٍ إِلى سَرْدِ المزِيدِ مِنَ الخَسَائِرِ
أَنْتَ تُمْسِكُ بالخَيبَة طُوَالَ الرِّحْلَةِ!
إِلى مَاذَا يَحْتَاجُ الشَّاعِرُ بَعْدَ تَبْغِ الكِتَابَةِ؟
و زَفِيرِ الحَقِيقَةِ؟
الكَائِنُ الهَشُّ الّذِي يَتَنَاثَرُ عَلَى يَدِ امْرَأَةٍ تُدَخِنُ!
(2)
لا تَندَمْ على موتِكَ سِرًا
لا تَخَفْ على الوَقتِ الذي تَرَكْتَهُ لِي مُهْتَرِئًا
وعَلَى الجَمْرَةِ التي انْطَفَأَتْ قَبْلْ أنْ تَشْتَعِلَ
نحنُ نَمْلِكُ في الموتِ مَوتًا
لا تُؤْلمنَا تَطَلُّعَاتُ الأحْيَاءِ
تَسَاؤُلاتِهمْ
لَقَدْ كَذِبْنَا كَمَا يَجِبُ
وخَلَّفْنَا إِرْثًا مِنَ الظِّلالِ
تِلكَ التي تُنَادِي
ريم،، ريم،،
هُنَا دَرْبٌ ضَاعَتْ بُوصَلَتُهُ
خِذِي الرَّيحَ في يَدِكِ
 لا تَتْرُكِي فِي الغِيَابِ رَائِحَةً
تُوقِظُ الوَرْدَةَ، وتَقْتُلُ الحَوَاسَ!

تعليق عبر الفيس بوك