مهرجان الفن الأصيل

كلّما تمسكت الأمم بتراثها وفنونها زادت رقياً، واكتسبت احترام واهتمام العالم، وهكذا تسير السلطنة منذ عقود، وهكذا تحتضن تراثها وتعكف على حمايته ووجوده من جيل إلى جيل، ولهذا تكتسب مسابقة الولايات في مهرجان صلالة السياحي أهمية كبيرة؛ حيث تتوافد مختلف الفرق من الولايات والمحافظات لتقدم فنونها الأصيلة بحناجر وكفوف وتمايلات شباب يحفظون تراث أجدادهم كأسمائهم، يتفننون في تقديم أفضل إبداعاتهم أمام جمهور متعطش للفن الأصيل ولجنة تحكيم لا تترك ثغرة ولا خطأ دون ملاحظة ومحاسبة، فالأمر شديد الأهمية ولا يمكن تجاهل أي تقصير في إجادة تقديم فنوننا الشعبية الجميلة.

ما أكثر البهجة التي كانت ترفرف على الجمهور والفرق الفنية المختلفة بينما تتصاعد الأنغام وتؤدى الوصلات والرقصات المختلفة، وكل ولاية تذهب من أجل تقديم رسالتها إلى زوار المهرجان والى العالم، هذا تراثنا وهذه فنوننا التي تشربناها ونعمل على تسليم رايتها إلى الأجيال القادمة.

وهكذا عزف مهرجان صلالة السياحي أحلى الأنغام مع تواصل ولايات السلطنة منافساتها من خلال تقديم فنونها، وعرض منتجاتها المختلفة أمام زوار مركز البلدية الترفيهي ووسط هذه الأجواء جاءت إطلالات مسابقة الولايات العمانية على مسرح الولايات ضمن المنافسات التراثية لمهرجان صلالة السياحي، من خلال نافذة المهرجان التراثية والمتمثلة بمسابقة الولايات العمانية مجسدة بفنونهم الأصالة العمانية بطابعها التراثي الجميل الذي يؤكد للعالم كيف هو التمازج بين الإنسان العماني ومفردات بيئته.

وكما كانت العروض والمعروضات التراثية الحرفية مبهجة ومهمة، كان الحضور الجماهيري الكبير كذلك، حيث حرص جمهور المهرجان على الحضور، وليس ذلك فقط بل والمشاركة والتفاعل فهو جزء من هذا الفن وينتمي إلى هذا التراث ويرتبط بكل قوة بعاداته وتقاليده الراسخة.

ولهذا قد نشعر ببعض الأسف لأنّ هذا المهرجان الفني الرائع اختتم فعالياته بمشاركة ولاية سدح التي قدمت مختلف فنونها أمام الزوار وسط تفاعلهم ومشاركتهم، كما قدمت مثل غيرها من الولايات مختلف أنواع الحرف اليدوية التراثية التي حظيت بإقبال من الجميع.

فكل الشكر والتحية إلى الفرق والولايات الثلاثة عشر التي أسعدتنا بفنونها، وأبهجت الزوار من كافة محافظات السلطنة، وترجمت بصدق العمق الحضاري لعمان وفنونها.

تعليق عبر الفيس بوك