للمعلمين ألف تحية

 

 

خالد بن علي الخوالدي

عاد في بداية هذا الأسبوع من يحملون الخير والسعادة والفرح والنور والضياء والمُستقبل والأمل والإشراق والمحبة والوفاء والتضحية،عادوا بعد أخذ استراحة قصيرة جددوا فيها نشاطهم لتحمل أعباء سنة دراسية طويلة تحتاج إلى صبر وعطاء وبذل وجهد وعناء،عادوا وهم يحملون الشموع المضيئة في أيديهم وقلوبهم لينيروا أفئدة وعقول وأفكار أبناء عمان ومستقبلها.

 عودة مباركة لكم يا فخر عمان وزهورها اليانعة دائمًا،عودًا حميدًا يا بساتين العلم والفكر ونبراس العطاء ومصابيح النور ومبددي الظلام وربيع العطاء، لقد عدتم وستعود معكم حياة أبنائنا الذين سيشربون من كؤوس معرفتكم وعلمكم وإخلاصكم ووفائكم، متمنين لكم ولهم عاماً دراسياً زاخراً بالإنجازات والتفوق والرقي والتقدم.

 

إننا ونحن نفرح بعودتكم لن نُذكركم بما قيل فيكم في القرآن الكريم ولا في السنة المشرفة ولا على ألسنة الشعراء والكتاب والمفكرين، فأنتم أدرى وأبصر فمقامكم عالٍ ودوركم الذي تقدموه للأمة من أشرف وأعلى الأدوار، بل إنني شخصيًا لا اعتبركم موظفين، لأنَّ الموظف ينتهي عمله بانتهاء الفترة التي كلف فيها، بينما أنتم حاملو رسالة تقدمونها في كل وقت وحين وأنتم المثل والقدوة والرسل الذين تتواصل بكم منابر العلم والمعرفة والهداية والنور لكل الكون.

 وإذا كنتم بهذا القدر من الأهمية فمسؤوليتكم بلاشك ستكون عظيمة والحمل ثقيل فأنتم من تقودون الأمة إلى المستقبل المشرق المنير إذا أحسنتم استغلال طاقاتكم ووجهتم بوصلة اجتهادكم إلى بذل الجهد والعطاء وقدمتم كل ما لديكم من علم ومعرفة وخبرة وتجربة لأبناء عمان أما إذا قصرتم فحتماً أنكم السبب الأول في قيادة الأمة إلى الظلام الدامس الذي يهوي بالجميع إلى أسفل سافلين.

 وبما أنَّ المسؤولية المُلقاة على عاتق المعلم كبيرة لذا يجب أن تتهيأ له كل سبل الراحة والاهتمام والرعاية لا أن يحرم من حقوقه ويطالب بالواجبات فقط، وعلى الوزارة المختصة أن تدرك أهمية المعلم فعلاً لا قولاً فهناك فئات تطالب بحقوقها المالية المتمثلة في الترقيات والتي طال عليها الأمد، وهناك من يسمع الكثير من الأقوال وحينما يرى الواقع يصيبه الذهول من التصرفات الإدارية التي تقدم صنوف الذل والمهانة فهناك مُعلمات ومعلمون يقبعون منذ سنوات في دهاريز الظلام حيث نسيتهم الوزارة أو تناستهم لأكثر من ست سنوات وها هم يدخلون السنة السابعة وهم بعيدون عن أسرهم وعوائلهم خاصة تلكم الأمهات اللواتي قلوبهن مع أبنائهن وفلذات أكبادهن ولا يتمتعن برؤيتهم إلا في نهاية الأسبوع لمدة يوم أو يومين فهل الوزارة عملت لهؤلاء المعلمات خاصة خطة فاعلة ليكنَّ قريبات من أسرهن أم أنهن سينتظرن حتى يحين موعد التقاعد، فكل عام ينتظرن بشغف حركة النقل الخارجية بدون جدوى ولا يجدن الأمل في معرفة متى سيتم نقلهن لأنَّ الوزارة ليس لها دراية بما تقوم به، ومن واقع تجربة سيتم نقلهن بشرط أن تأتي أوامر عليا بنقلهن لتتم العملية في لحظات أما والحال كذلك فليس لهن إلا الصبر.

 لكم جميعاً أيها المعلمون نقول كل عام وأنتم بخير وسعادة وصحة وعافية ولكم منا ألف ألف ألف ألف تحية، كل عام وأنتم للعطاء عنوان، كل عام وأنتم للوفاء برهان، كل عام وأنتم الشموع التي تحترق علمًا ومعرفة لأجل عمان وأبنائها، كل عام وأنتم البلسم الشافي والسراج المُنير والضياء الوضاء الذي ينير دروبنا للخير، ودمتم ودامت عُمان بخير.

Khalid1330@hotmail.com