إصرار على نفي التنسيق بين الجانبين حفاظا على المساعدات الأمريكية

الجيش اللبناني وحزب الله يهاجمان مقاتلي "داعش" على الحدود

 

بيروت - رويترز

بَدَأ الجيشُ اللبنانيُّ هجومًا، أمس، على منطقة خاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية على الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا، في الوقت الذي أعلن فيه حزب الله اللبناني عن هجوم على التنظيم من الجانب السوري للحدود. وقال مصدر أمني لبناني: إنَّ عملية الجيش اللبناني تستهدف مواقع الدولة الإسلامية قرب بلدة رأس بعلبك بالصواريخ والمدفعية وطائرات الهليكوبتر. والمنطقة هي آخر جزء من الحدود اللبنانية السورية يسيطر عليه التنظيم المتشدد.

واستهدفتْ عملية حزب الله والجيش السوري مُسلَّحي الدولة الإسلامية في المساحة الواقعة عبر الحدود في منطقة القلمون بغرب سوريا. وجاء في بيان لـ"حزب الله" إنَّ الحزب يفي بوعده "بإزالة التهديد الإرهابي الجاثم على حدود الوطن"، وإنه يقاتل "جنبا إلى جنب" مع الجيش السوري. ولم يُشر البيان إلى عملية الجيش اللبناني. وقال الجيش اللبناني إنه لا ينسق الهجوم مع حزب الله أو الجيش السوري.

وأيُّ عملية مُشتركة بين الجيش اللبناني من جهة، وحزب الله والجيش السوري من الجهة الأخرى، ستكون حساسة من الناحية السياسية في لبنان، وقد تعرض للخطر المساعدات العسكرية التي يتلقاها لبنان من الولايات المتحدة. وتصنِّف واشنطن "حزب الله" -المدعوم من إيران- بأنه منظمة إرهابية. وقال مدير التوجيه بالجيش اللبناني العميد علي قانصوه -في مؤتمر صحفي تليفزيوني- "الوضع الأمني ممسوك في الداخل، وقد دخلنا المعركة ونحن متأكدون أننا سنربح. ولا تنسيق بيننا وحزب الله أو القوات السورية، ولا خوف على أولاد المنطقة أبدا، والمنطقة معنا ولبنان كله معنا". مضيفا بأنَّ الجيش بدأ تضييق الخناق على الدولة الإسلامية في المنطقة قبل أسبوعين. وتابع: "هي أصعب معركة لحد الآن يخوضها الجيش اللبناني ضد التنظيمات الإرهابية". وقال إن بالمنطقة 600 "من الانتحاريين".

وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في كلمة في الآونة الأخيرة، إنَّ الجيشَ اللبنانيَّ سيُهاجم تنظيم الدولة الإسلامية من جانبه الحدودي، في حين أن حزب الله والجيش السوري سيهاجمان التنظيم بشكل متزامن من الجهة الأخرى. وأفاد قائد في التحالف العسكري الذي يقاتل دعما للرئيس بشار الأسد بأن من الطبيعي أن يكون هناك تنسيق بين العمليتين.

وفي الشهر الماضي، أجبر حزب الله مسلحي جبهة النصرة ومقاتلين من المعارضة السورية على مغادرة معاقل قريبة من الحدود في عملية مشتركة مع الجيش السوري. ولم يُشارك الجيش اللبناني في العملية التي جرت في يوليو، لكنه كان يستعد للهجوم على الجيب الخاضع للدولة الإسلامية في نفس المنطقة الجبلية. وأظهرت لقطات بثتها قناة "المنار" -التي يديرها حزب الله- مقاتلين من الحزب مسلحين بالبنادق وهم يتسلقون تلا شديد الانحدار في القلمون.

ويتابع الرئيس اللبناني ميشال عون العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم "فجر الجرود"، في إشارة إلى منطقة الجرود الجبلية القاحلة بين لبنان وسوريا. ويقدم "حزب الله" دعما عسكريا مُهمًّا للرئيس السوري خلال الصراع المستمر منذ ستة أعوام في سوريا. ويعارض بعض اللبنانيين دور الحزب في الحرب السورية. وشهدت منطقة شمال شرق لبنان واحدة من أسوأ تداعيات الحرب السورية في العام 2014 عندما هاجمت الدولة الإسلامية وجبهة النصرة بلدة عرسال. ولا يزال مصير تسعة جنود لبنانيين أسرتهم الدولة الإسلامية في 2014 غير معلوم.

ويضغط حزب الله وحلفاؤه على الدولة اللبنانية لتطبيع العلاقات مع دمشق في تحد لسياسة لبنان الرسمية القائمة على الحياد تجاه الصراع السوري. ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حزب الله بأنه "تهديد" للبنان والمنطقة، خلال اجتماع مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في واشنطن الشهر الماضي، وتعهد بمواصلة الدعم الأمريكي للجيش اللبناني.

 

تعليق عبر الفيس بوك