"الصحة العالمية" تشيد بجهود السلطنة في الحد من الأمراض غير السارية وتطوير الأنظمة الغذائية

 

جنيف - العمانية

أشادت منظمة الصحة العالمية بالجهود التي تبذلها السلطنة للحد من الأمراض غير السارية مثل أمراض القلب والرئة والسرطان والسكري.

وقالت المنظمة- في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني- إنه منذ عام 2015 نجحت السلطنة في تحقيق خفض بنسبة 10 بالمائة في محتوى الملح بالخبز في المخابز الرئيسية، وفي عام 2016 وضعت هذه المبادرة هدفًا أكثر طموحًا يتمثل في خفض بنسبة 20 بالمائة في محتوى الملح بالخبز، مع توسيع الأمر ليشمل الجبن أيضًا. وأشارت إلى أنّ وزارة الصحة في السلطنة شكلت فريقًا وطنيًا لرصد التقدم المحرز في خفض الملح والدهون في المنتجات الغذائية، ويؤمل أن يساعد ذلك على وضع مقياس أساسي لاستهلاك الملح. وقالت المنظمة إنّ استهداف عوامل الخطر مثل النظام الغذائي والتبغ التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالسرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة أمر حيوي في السلطنة مثل العديد من البلدان الأخرى في إقليم شرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية يقدر متوسط استهلاك الملح بها بنحو 10 جرامات للشخص الواحد في اليوم وهو ضعف توصيات منظمة الصحة العالمية. وذكرت أنّ السلطنة هي واحدة من عدة بلدان اختارتها منظمة الصحة العالمية لتلقي الدعم المتكامل من أجل إحراز تقدم سريع في تحقيق تسعة أهداف عالمية للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها بما في ذلك خفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية بنسبة 25 بالمائة بحلول عام 2025، وكذلك تحقيق الأهداف المتعلقة بالأمراض غير السارية في جدول أعمال للتنمية المستدامة 2030.

وقالت المنظمة في بيانها إنه استرشادًا بمشروع نزوى الصحي لأنماط الحياة الصحية- الذي يعد أقدم مشروع لتعزيز صحة المجتمع في عمان والذي تأسس في عام 1999- انضمت جهات عديدة من المجتمع كالهيئة الوطنية لحماية المستهلك والسلطات البلدية والشركات إلى جهود الحد من المخاطر التي تسببها الأمراض غير السارية وبالتالي تحسين الصحة. وأضافت أن مشروع نزوى أطلق في وقت سابق من هذا العام نشاطين جديدين لتعزيز الصحة هما السوق الخالية من التبغ وذلك في السوق التقليدية في مسقط، إضافة الى مبادرة المطاعم الصحية. وأفادت أنّ مبادرة المطاعم الصحية في نزوى هي الأولى من نوعها في السلطنة وهي واحدة من عدد قليل من نوعها في إقليم شرق المتوسط مؤكدة أن 3 مطاعم قد تطوعت لتجربة مبادئ توجيهية محلية وضعت محليًا لخيارات الغذاء الصحي على القوائم بحيث تكون منخفضة في الملح والدهون والسكر، مضيفةً أن المبادرة تشمل أيضًا تقديم دروس حول العادات الغذائية الصحية للموظفين.

وأشارت المنظمة إلى تأكيد الدكتور زاهر العنقودي رئيس قسم الأمراض غير السارية في وزارة الصحة أنّ كل شيء يسير على ما يرام وأن الوزارة تضع هدفًا لنشر هذه المبادرات وتدشين المزيد من النماذج في جميع أنحاء السلطنة، مبينةً أنّ وزارة الصحة تركز على الأماكن الشعبية لمعالجة عاملين رئيسيين من عوامل الإصابة بالأمراض غير السارية هما النظام الغذائي والتبغ. وتابعت المنظمة قائلة إنّ الدعم الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية كان أساسيًا في التقدم الذي أحرزته السلطنة في خفض استهلاك الملح وتعزيز النشاط البدني كما ساعدت المنظمة أيضًا على إرساء الأسس للأولويات الاستراتيجية الخمس للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها وهي مكافحة التبغ واتباع النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني والأقاليم الصحية وإدماج الأمراض غير السارية في الرعاية الصحية الأولية. وأضافت المنظمة أنّ الدعم الذي قدمته مختلف القطاعات في السلطنة أدى إلى تخفيضات كبيرة في استهلاك الملح على سبيل المثال وكان الحد من محتوى الملح في الغذاء تدبيرًا يدعمه العديد من منتجي الأغذية المحليين ولا سيما المخابز الرئيسية في السلطنة الذين يزودون السوق بـ90 بالمائة من جميع منتجات الخبز ونتيجة لذلك تلتزم حكومة السلطنة بتشريعات إضافية لتنظيم الدهون والسكريات.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنّه لضمان وصول هذه التدابير إلى الشباب أدرجت السلطنة التثقيف الصحي في جميع المناهج الدراسية وذلك اعترافًا منها بأنّ الشباب يمكن أن يكونوا عوامل فاعلة قوية للتغيير مع الاستفادة أيضًا بشكل كبير من رسائل تعزيز الصحة لافتةً إلى أنّ السلطنة تقوم حاليًا بالنظر في اقتراح آخر لتقليل الدهون المشبعة وخاصة زيت النخيل في الأغذية العمانية. واعتبرت المنظمة أنّ النجاح المتواصل في السلطنة لمكافحة الأمراض غير السارية سيعتمد على القيادة القوية والنهج الشامل لعدة قطاعات بما في ذلك جميع مستويات المجتمع مؤكدة أن ذلك سيتطلب أيضًا الصبر والدعم لضمان أن توسيع نطاق المشاريع التجريبية يمكن أن يحدث بالوتيرة الصحيحة.

وقال الدكتور أسموس هامريش مدير قسم الأمراض غير السارية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أنه من المشجع أن نرى هذا الالتزام الحقيقي من صناعة الأغذية والمشروبات في السلطنة محاولة للعمل من أجل إحداث تغيير لتحسين الصحة.

تعليق عبر الفيس بوك