مغزى تجاوب الوزير مع أحد المغردين!

عبد الله العليان

في الأسبوع المُنصرم تابع الكثيرون الكثير من التغريدات، والتفاعل معها، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر)، وغيره من وسائل الإعلام والصحافة، ووصلت هذه التغريدات بالمئات، في خلال ساعات، وهذه الحيوية الشبابية في حراك التواصل الاجتماعي، تستحق الاهتمام والمُتابعة، من جهات الاختصاص التي يهمها ما يطرح من هؤلاء الشباب واهتماماته بقضايا الوطن وتطلعاته في مختلف المجالات، وأن يتم النظر بإيجابية لوعي شبابنا بما يدور حوله من موضوعات وقضايا تهم الوطن في عمومه، ويتطلع إلى ما يحقق رفعته وتقدمه ونجاحه، وهذه الحادثة لاقت الاهتمام والمتابعة كثيراً بعد ذلك من وسائل أخرى أكثر تفاعلاً مع ما طرح، وبدأ التفاعل عندما قام الشاب المُغرد المعتصم المعمري، بزيارة إلى مُحافظة ظفار، وقام بجولة في بعض المناطق بالمحافظة للاطلاع على معالمها الطبيعية والسياحية، ومن خلال هذه الجولة، سجّل العديد من الملاحظات والمقترحات التي تسهم في الاستفادة من هذه المواقع لجهة الاختصاص المعنية، وهي وزارة السياحة، لكي تستفيد بلادنا من كل الأماكن التي يُمكن استغلالها سياحياً، وهذا المغرد المعمري: كما أشار في هذه التغريدات أن الدولة تكلفت عشرات الملايين أو ربما المئات، لشق الطرق، إلى تلك الأماكن الطبيعية الجميلة، لكن ليس بها ما يجعلها مناطق جذب سياحي عند زيارتها، إذا لا توجد بها أيّ مقومات لقضاء أوقات مُمتعة وجميلة، سوى المناخ الرائع بها، أو الطبيعة الخضراء التي لاشك أنها تسعد أي زائر، لكنها تظل ناقصة وتحتاج للكثير مما ينشده الزوار والسياح لقضاء وقت أطول، وهذا صحيح وواقع، والجميع يتفق معه، سواء من بلادنا الذين هم أكثر الزوار، أو من خارجها خصوصاً من دول مجلس التعاون، وقد سمعت ذلك من الكثيرين الذين يزورون تلك المواقع عن الحاجة إلى ما يجعلها أكثر جذباً للزائرين.

وتجاوب معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، مع تغريدات المعتصم ومقترحاته، واتصل به هاتفياً كما قال، بعد هذه التغريدات. وفي حديث الشاب المغرد المعتصم المعمري لجريدة (أثير) العمانية الإلكترونية: أن معالي أحمد المحرزي وزير السياحة، تحدث معه عبر الهاتف حول مقترحاته عن السياحة في محافظة ظفار. وأن"معاليه أكد حرصه على مُتابعة كل ما يكتب حول قطاع السياحة، وأنه يرحب بهذا الحراك الشبابي ويفخر به" موضحًا المغرد المعتصم المعمري ـ (أنَّ معاليه قال له حرفياً):" لقد أكملنا مسيرة من سبقونا، بكل ما أوتينا من جهد، وأنتم من سيتقلَّد زمام الأمور قريباً. لذلك لا أدعوكم أبداً للتوقف عن النقد البناء".

 وأذكر أنني في العام المنصرم، كتبت تعليقاً على ما قاله معالي أحمد المحرزي، عن خطط الوزارة المستقبلية، وفي نفس اليوم، جاءني اتصال منه شخصياً، موضحاً جهود الوزارة في هذا المضمار، وشاكراً اهتمامي بما يطرح في هذا الجانب، بكل رحابة صدر، وأسعدني هذا التجاوب الذي يأتي من أعلى هرم في الوزارة، وكان المعتاد ـ وهذا عايشناه سنين طويلة ـ أن الردود تأتي من قسم الإعلام والعلاقات العامة للرد على ما يكتب توضيحاً، أو تفنيداً لما كتب، وهذه رؤية جديدة، اختلفت عما سبق، ونراها جديرة بالتقدير، ولاشك أنَّ هذا التجاوب من منطلقات الحوار، والاستجابة له لكل مقترح، والاستفادة منه في الخطط، خطوة بناءة ومهمة لنجاح المشروعات التي تؤسس من خلال مثل هذه الرؤى التي تفتح الباب للحوار والنقاش والاستماع لكل الآراء دون حواجز أو تجاهل، خاصة التي تقدم من منطلق المعايشة الواقعية والميدانية ـ كما قالها هذا الشاب المغرد ـ ومن خلال الانفتاح على كل الآراء، فهذا الاهتمام من قبل معالي وزير السياحة، جديرٌ بأن يحتذى من الكثير من المؤسسات والهيئات في بلادنا، وأن تفتح الأبواب للأفكار والمقترحات من كل الشرائح الاجتماعية بعيداً عن البيروقراطية والروتين، وخصوصاً ما يقدمه الشباب من مقترحات وملاحظات، فهذا الجيل هم من سيُدير هذا المؤسسات مستقبلاً، وهم أحق أن يسمع لهم وينتبه لأفكارهم الجديرة بالتطبيق، وهذا ما نود أن يكون واقعاً ملموساً، وليس كلاماً لتسكين الحماس وتلطيفاً للأجواء.