مبادرات تستحق الشكر

 

 

خالد الخوالدي

مبادرات تطوعية وخيرية متعددة ومتنوعة تنطلق هنا وهناك في أرض الخير والمحبة تستحق منا الشكر، والوقوف معها وتشجيعها وتطويرها وتنظيمها بحيث تخرج بالصورة اللائقة بها التي تجعلها تحقق أهدافها والغايات النبيلة التي نظمت لأجلها.

ولن أتحدث عن مبادرة بعينها إلا أنّي سأضرب أمثلة خاطفة على بعض المبادرات حتى لا أظلم المبادرات الأخرى، وسيكون التركيز بلاشك على المبادرات الإيجابية التي تخرج من أفراد المجتمع بالذات ومؤسسات المجتمع المدني بصورة عامة خاصة المؤسسات الخاصة التي تقع عليها مسؤولية مجتمعية لا تنفك عنها أبدا حتى لو تهربت واعتذرت سنوات إلا أن عليها أن تعود لهذا الأصل الذي يتشبث بها تشبث ملاصق لعملها وفوائدها المالية التي تجنيها من المجتمع وعلى حساب المجتمع.

ومن الأمثلة على المبادرات المؤسسية الفاعلة والمثمرة والتي تمثل روح العمل التطوعي المؤسسي ما تقوم به مؤسسة جسور للمسؤولية الاجتماعية والتي تعد الذراع المحرك للأعمال الخيرية والتطوعية لشركات (أوربك وصحار ألمنيوم وفالي) ونذكر من الأعمال التي قامت بها موخرا المساهمة في إعادة الروح لحديقة فلج القبائل بصحار وإنشاء المبنى الاستثماري لمركز الوفاء الاجتماعي للأطفال المعاقين، وإنشاء حديقة لوى العامة وصيانة العديد من الأفلاج وغيرها الكثير، ومن بين الأمثلة الفردية ما شهدته ولاية صحار يوم السبت الماضي من مبادرة سعادة الدكتور محمد بن إبراهيم الزدجالي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية صحار؛ لتكريم المجيدين من طلبة الدبلوم العام الذين تحصلوا على نسبة 90% وما فوق من أبناء الولاية؛ والذين وصل عددهم 152 طالبا وطالبة وتكريم عدد من المعلمين العمانيين الأوائل في سلك التدريس بالولاية، وقد تكررت هذه المبادرة للعام الثاني على التوالي، وهناك مبادرات أخرى لا يسع المجال لذكرها هنا تستحق الشكر والتقدير ولأصحابها الفضل في نشر السعادة الفرح والأنس في قلوب المستفيدين منها وننتظر من الآخرين ومن المؤسسات المزيد من فعل الخير والتطوع من أجل المجتمع.

ففعل الخير والتطوّع لأجل الإنسان وخدمته وبسط سبل الراحة له يعد من الأبعاد الإنسانية والاجتماعية التي تمثل سلوكاً حضارياً يعزّز قيم التكافل والتعاضد والتآزر، حيث ينعكس تأثيره إيجابياً على حياة الأسرة والفرد والمجتمع، كما يسهم في الارتقاء بالثقافة المجتمعية ككل، ويعمل على تنمية الحس بالمسؤولية وتحفيز روح المبادرة، ويساعد فعل الخير والتطوع الأفراد على اكتشاف إمكانياتهم وإطلاق طاقاتهم واستثمار وقتهم بصورة مفيدة من خلال المشاركة في أنشطة تسهم في إحداث فرق إيجابي في مجتمعاتهم ويشعرون أنّهم جزء فاعل في كينونات المجتمع، وترسخ لديهم قيم العطاء مفهوماً وثقافةً وعملاً وتعزيز قيم المنح والبذل والعطاء فردياً ومجتمعياً وإرساء منظومة الخير على كافة الأصعدة وتمكينها ووضعها في صيغة نفعية تخدم شرائح مختلفة من المجتمع.

وأرى أنّ على الجهات المسؤولة في الدولة طرح عدد من المبادرات سنويا للأفراد ومؤسسات المجتمع المدني لعمل الخير، ونشر الأعمال الخيرية والتطوعية بين أفراد المجتمع لما له من أثر لتربية الأفراد والمؤسسات على العمل التطوعي والخيري المنظم والمدعوم بالموافقات الحكومية، والتذكير بهذه المبادرات بين فترة وأخرى حتى تستفيد شرائح كبيرة من أفكار هذه المبادرات فهناك من يريد أن يقدم الخير والتطوع لكن يقف ويسأل ماذا يمكن أن يقدم؟ وبطرح هذه المبادرات تتلاشى مثل هذه الأسئلة.

والمبادرات المطروحة يمكن أن تشمل المجال التعليمي والأسري والصحي والبيئي والتكافل المجتمعي والمبادرات التي يمكن أن تخدم شرائح واسعة من أصحاب الضمان الاجتماعي وذوي الدخل المحدود وغيرها من المبادرات الخيرية والنفعية التي تعود ثمارها على شرائح أوسع وفئات متنوعة من مكوّنات المجتمع المدني وقبل وبعد هذا المبادرات لا يسعنا إلا أن نقول شكرا لكل من يقدم الخير والعطاء لعمان الخير وأبناء عمان الأوفياء، ودمتم ودامت عمان بخير.

Khalid1330@hotmail.com