تتخذ مطار صحار مقرا لها كأول مؤسسة متخصصة بالسلطنة..

"العمانية للشراكة من أجل التنمية" تبرم اتفاقية مساهمي "أكاديمية عمان للطيران".. وبدء الإنشاءات أواخر 2017

 

 

◄ السنيدي: نطمح لتحويل السلطنة لوجهة إقليمية في خدمات التدريب والتعليم بالطيران

◄ توقيع اتفاقية تدريب مع "الطيران العماني" لتأهيل 48 طيارا سنويا

◄ استقبال أول دفعة في الربع الأخير.. والأكاديمية تستوعب 150 متدربا

 

 

الرُّؤية - أحمد الجساسي - مازن المقبالي

أُبْرِمت، أمس، اتفاقية إنشاء أكاديمية عمان للطيران، والتي تُشرف على تنفيذها الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية، بالشراكة مع شركة ايرباص هيلكوبترز، والشركة العمانية لتنمية الاستثمارات الوطنية "تنمية"، وشركة الحصن للاستثمار، وصندوق تقاعد وزارة الدفاع، وقد رعى حفل التوقيع مَعَالي د. علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة رئيس مجلس أمناء الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية، وبحضور مَعَالي مُحمَّد بن ناصر الراسبي أمين عام وزارة الدفاع ونائب رئيس مجلس أمناء الهيئة، وعدد من أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، وسفراء كلٍّ من دولة قطر والمملكة المتحدة البريطانية وجمهورية فرنسا، والمعنيين بالشركات المساهمة والجهات الإعلامية.

ووقَّع الاتفاقية من جانب الهيئة: الدكتور ظافر بن عوض مرعي الشنفري الرئيس التنفيذي، ومن جانب شركة إيرباص هيلكوبترز، بين بريدج نائب الرئيس التنفيذي للأعمال التجارية العالمية بالشركة، والشيخ راشد بن سيف السعدي الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لتنمية الاستثمارات الوطنية "تنمية"، ومن جانب شركة الحصن للاستثمار أسامة مريم الرئيس التنفيذي للشركة، ومن جانب صندوق تقاعد وزارة الدفاع وقَّع العقيد الركن بحري سعيد بن حمد الإسماعيلي مساعد مدير عام الصندوق.

من جهته، قال مَعَالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة رئيس مجلس أمناء الهيئة، إنَّ أهمية هذا المشروع تكمن في أنه الأول من نوعه في السلطنة، وأن هذه الاتفاقية المهمة تجسد الشراكة الإستراتيجية بين السلطنة والشركات المساهمة. وأضاف بأنَّه سوف يكون لهذه الأكاديمية دور في رفد قطاع الطيران المحلي بالطيَّارين سواء في القطاع المدني أو العسكري، فضلاً عن كونها صرحا تدريبيا تعليميا، هو الأول من نوعه في السلطنة، وسوف يُسهم في تعزيز القطاع التعليمي، من خلال استحداث منهج دراسي جديد في مجال التدريب على الطيران، والذي يلبي حاجة مؤسسات الطيران المحلية والإقليمية لكوادر بشرية متخصصة وذات كفاءة عالية في مجال الطيران. وأعرب السنيدي عن أمله في أن يُسهم هذا المشروع لأنْ تكون السلطنة هي الوجهة الأولى للدول المجاورة والإقليمية للاستفادة من الخدمات التدريبة والتعليمية في مجال الطيران.

واختتم مَعَاليه حديثه قائلا إنَّه من حُسن الطالع أن يتم التوقيع بالتزامن مع احتفال السلطنة بيوم 23 يوليو المجيد، ليكون إضافة جديدة لمنجزات النهضة المباركة التي أرسى دعائمها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.

فيما قال بن بريدج نائب الرئيس التنفيذي للأعمال التجارية العالمية في إيرباص لطائرات الهليكوبتر: "فخورون بعلاقتنا القوية مع سلطنة عُمان، ويسعدنا أن نتعاون مع أكاديمية الطيران العماني، وأن نكون جزءاً لا يتجزأ من خطط نموها". وأضاف بريدج: "حريصون على الإسهام في تشكيل مستقبل قطاع الطيران العماني المتسارع النمو من خلال تعزيز الابتكار وتنمية وتطوير المواهب المحلية".

 

الطيران العماني

وعلى هامش الحفل، وقَّعت أكاديمية عمان للطيران اتفاقية تدريب مع الطيران العماني؛ حيث تنطوي هذه الاتفاقية على تقديم أكاديمية عمان للطيران التدريب اللازم لـ48 طيار سنوياً من منتسبي الطيران العماني عِوضاً عن ابتعاثهم إلى الخارج للتدريب على الطيران.

من جهته، رحَّب الدكتور ظافر بن عوض مرعي الشنفري، بالاتفاقيات الموقعة، والتي تعدُّ انطلاقة حقيقة لبرنامج الشراكة من أجل التنمية لخلق شراكات استثمارية جديدة مع كبرى الشركات الرائدة حول العالم. وقال: "سعداء بتوقيع هذه الاتفاقيات وهذا التعاون والشراكة الإستراتيجية بين المؤسسات لنقل أكاديمية عمان للطيران إلى مرحلة متقدمة، والتي تأتي تزامناً مع احتفالات السلطنة بيوم النهضة المباركة". وأضاف: "سعداء أيضا بهذا التعاون مع شركة إيرباص هليكوبترز والتي تعد حافزاً إستراتيجيًّا لتعزيز مكانة السلطنة عالمياً في مجال الطيران، والبدء على الاعتماد على الذات وعلى الموارد المحلية وستكون للأكاديمية -بمشيئة الله- دور مهم في استقطاب متدربين من الخارج، وبالأخص من الدول المجاورة؛ مما يُسهم في تعزيز القطاعات التنموية بالسلطنة وبناء اقتصاد قائم على المعرفة". ووجَّه كذلك الشكر إلى كافة الشركات المساهمة والشركات الداعمة للأكاديمية، وإلى سلاح الجو السلطاني العماني، والطيران العماني، والهيئة العامة للطيران المدني، والشركة العمانية لإدارة المطارات، ووزارة القوى العاملة، وجامعة السلطان قابوس، على ثقتهم بأكاديمية عُمان للطيران، والتي تمثل باكورة التعاون والشراكة الإستراتيجية بين المؤسسات الحكومية والعالمية.

 

أوَّل مؤسسة متخصِّصة

وتعدُّ أكاديمية عُمان للطيران -المنبثقة من برنامج الشراكة من أجل التنمية، والتي ستتخذ من مطار صحار مقراً لها- أوَّل مؤسسة متخصصة في مجال التدريب على الطيران في السلطنة، والتي ستنفذ بالتعاون مع شركة إيرباص هيليكوبترز (Airbus Helicopters) إحدى شركات مجموعة إيرباص، وإحدى أهم أكبر الشركات الأوروبية المختصة في مجال الطيران حول العالم والشريك الإستراتيجي شركة سي.إيه.إي (CAE) الرائدة في مجال التدريب على الطيران المدني، والتي تمتلك ما يقارب 160 موقعا تدريبيا في أكثر من 35 دولة حول العالم.

وستختص الأكاديمية بتقديم التعليم والتدريب على الطيران المدني والعسكري للكوادر الوطنية والإقليمية بهدف تخريج كوادر متخصصة حاصلة على رخصة طيران النقل الجوي (ATPL) الصادرة عن وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA)، والتي تتيح لهم ممارسة مهنة الطيران في الخطوط المحلية والعالمية.

وستستقبل الأكاديمية في الربع الأخير من العام الجاري أول دفعة من الطلاب لدراسة السنة التأسيسية بجامعة السلطان قابوس بموجب عقد التعاون الموقع بين الهيئة والجامعة، والذي على ضوئه استحدثت الجامعة منهج تأسيسي خاص لطلبة أكاديمية عمان للطيران.

وسيضطلع مشروع أكاديمية عمان للطيران بدور بارز في تنمية الاقتصاد الوطني للسلطنة من خلال تطوير قطاع الطيران المحلي وتخريج طيارين بمهارات عالية، فضلاً عن دورها في المستقبل بسد حاجة منطقة الشرق الاوسط للكوادر المتخصصة في مجال الطيران وذلك وفقاً لما أشارت إليه الدراسات الحديثة إلى حاجة منطقة الشرق الأوسط إلى أكثر من 30 ألف طيار خلال الأعوام العشرين المقبلة. حيث من المتوقع أن تستقطب الأكاديمية ما لا يقل عن 80 متدربا في كل سنة من داخل وخارج السلطنة. كما سيكون لشركة CAE الشريك الإستراتيجي للمشروع دور مهم في تسويق الأكاديمية إقليمياً وعالمياً من خلال شبكة تدريب الطيران العالمية المملوكة للشركة حول العالم؛ مما سيسهم في إنعاش الحركة الاقتصادية للسلطنة. ومن شأن الأكاديمية أن تسهم بدور مهم في إنعاش الحركة التشغيلية لمطار صحار، واستقطاب الاستثمارات الخارجية وتوفير فرص عمل تتراوح إلى 50 وظيفة مختلفة في الإكاديمية.

وسيتمُّ بناء مبنى الأكاديمية بقدرة استيعابية 150 متدربا، وتضم حظيرة للطائرات وسكنا طلابيا، إضافة لبرج للمراقبة وممر عبور للطائرات، وستبدأ الأعمال الإنشائية للمشروع في الربع الأخير من عام 2017. وسيتم تجهيز الأكاديمية بأحدث المواصفات والمعايير، وستزود بطائرات ذات محرك واحد وطائرات ذات محركين مخصصة لغرض التدريب على الطيران وأجهزة محاكاة.

ورحَّب بول جريجورويتش الرئيس التنفيذي للطيران العماني، باتفاقية التدريب الموقعة مع الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية، وقال: "سيتلقى أول دفعة من الطلاب على منحة في إطار برنامج الطيارين (cadet-pilot programme) للحصول على رخصة طيار تجاري وأهلية الطيران بالعدادات ورخصة طيار خط جوي مجمدة للمرشحين معتمدة من الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران، وسيستفيد الطيران العُماني بشكل كبير من خلال برنامج التدريب في منشأة التدريب الخاصة بالناقل والتي تتخذ من المقر الرئيسي للطيران العُماني في مسقط مكاناً لها، إلى جانب ضمان متطلبات التعمين. كما يتعاون الناقل الوطني بسلاسة مع الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية التي تسعى جاهدة لتعزيز برنامج الشراكة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة في السلطنة".

وأعرب الشيخ راشد بن سيف السعدي الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لتنمية الاستثمارات الوطنية "تنمية"، عن سعادته بتوقيع اتفاقية الشركاء.. وقال إنَّ القيمة الحقيقية لهذه الاتفاقية تكمن في إجلاء روح التعاون التي أصبحت السمة التي تميز السلطنة في هذه المرحلة. وأوضح أن شركة "تنمية" ومن منطلق حرصها على أخذ موقع السبق والريادة في تنسيق الجهود وتوظيف إمكانيات وموارد حملة أسهمها من جهات حكومية ذات توجهات استثمارية وصناديق تقاعد مدنية وعسكرية وأمنية لتسخيرها في سبيل إنشاء مشاريع حيوية تغطي قطاعات إقتصادية متنوعة.

وقال العقيد الرُّكن بحري سعيد بن حمد الإسماعيلي مساعد مدير عام صندوق تقاعد وزارة الدفاع، إنَّ لهذا المشروع أهمية خاصة للسلطنة بشكل عام، ولصندوق تقاعد الوزارة بشكل خاص؛ حيث يعد المشروع أحد المشاريع الحيوية التي تخدم المتطلبات الوطنية للمرحلة المقبلة من تعزيز للقدرات الوطنية وتدريب الطيارين على تراخيص دولية معتمدة على أرض السلطنة، وكذلك فتح باب الاستثمارات الأجنبية والشراكات مع بيوت الخبرة العالمية والمتخصصة في مجال تدريب الطيارين.

وقال أسامة مريم الرئيس التنفيذي لشركة الحصن للاستثمار -وهي شركة استثمارية مساهمة مغلقة بين حكومة عمان وقطر- إن هذه الشراكة الإستراتيجية مع الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية تهدف لإنشاء أول أكاديمية طيران في السلطنة؛ تعزيزًا للتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لتحقيق التنوع الاقتصادي في مجال التعليم والتدريب.

تعليق عبر الفيس بوك