إعلامنا ثمرة نهضتنا

ناصر العبري

كَمْ هي عظيمة تلك المكانة التي يحتفظ بها العُمانيون في قلوبهم ليوم النهضة المباركة؛ ذاك اليوم الذي يكتب شهادة ميلاد المجد والعزة والسؤدد خلف القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.

وقد عكس حرص مولانا المعظم على إلقاء بيانه التاريخيَّ الأول يوم 23 يوليو 1970 عبر أثير الإذاعة العُمانية، الاهتمامَ السَّامي الكبير بالإعلام، وهو شرف عظيم لهذا القطاع والعاملين فيه، ممن آمنوا بقدسية تلك الرسالة فواصلوا -كلٌّ في مؤسسته- مهمتهم النبيلة في دعم خُطى التنمية وإبراز حجم منجزاتنا الوطنية.

كما لا يفوتني الإشارة للنطق السامي لحضرة صاحب الجلالة المقدِّر لدور الإعلام: "إننا نقدر أهمية الإعلام والدور الذي يلعبه في حياة الأمم، وندرك انَّ أجهزة الإعلام هي المرآة التي تعكس ما يدور في البلاد، وهذه المرآة يجب أن تكون صافية ونقية صادقة مع نفسها ومع الآخرين".

لقد وُلِد الإعلام العماني من رحم نهضتنا المباركة، ونما وترعرع ليصبح صرحا من صروح النهضة الحديثة لكي يجسد الفكر المستنير ويعبر عن الجهود التنموية الخلاقة التي تجري على أرض السلطنة ويحافظ على السمات المميزة للشخصية العمانية. ويكون جسر تواصل بين المواطن العماني ومحيطه الخارجي. كما أنَّ فلسفة الإعلام العماني تستند إلى إستراتيجية إعلامية قوامها توضيح مفهوم المواطنة الحقه بكل أبعادها، وتنمية قدرات المواطن، وتوعيته بدوره الأساسي في البناء والتنمية والمساهمة في البنية الثقافية والتعليمية للمجتمع، بترسيخ دعائم هويته ووحدته الوطنية ودوره في المحافظة على هذه المكتسبات، وتعميق تجربة المشاركة في اتخاذ القرار وتحمُّل المسؤولية في مجال الشورى. وتأصيل مبدأ العمل كقيمة دينية وحضارية، بالإتقان في أدائه والتميز في عطائه، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير.

واليوم، ونحن نحتفل بالذكرى السابعة والأربعين لنهضتنا المباركة، لا نملك سوى تجديد العهد للوطن والولاء للقائد، بمواصلة العمل على الارتقاء بآلتنا الإعلامية من أجل مزيد من التقدم والنهوض.