وطن يسير نحو النجوم

 

مسعود الحمداني

 

(1)

الوطن كتلة الروح الخالدة، كينونتها البهية، ونورها الساطع، وجنتها العالية، إنه القمر الذي نرى وجوهنا فيه، ومرآتنا التي تعكس أحلامنا المشتهاة، وأرضنا البكر التي كلما قَدِمَت كلما ازدادت جمالا وعبقا وعطرا وألقا..

(2)

الوطن.. هو ذلك الطهر الذي نتوضأ منه، والنجم الذي نهتدي به، وهو الظلال التي تظلنا في غيمة القلب، ساحرٌ، ورائع، وغير قابل للقسمة إلا على أحبائه، وعصيّ على كل متربص، وضال، وحاقد.. إنّه الرهان الذي لا يقبل الخسارة.

(3)

الوطن.. كلمة الحق التي لا يمكن التفريط بها، وهو مصباح الظلام الذي على ضوئه نسير، وفي محرابه نتهجّد، وعلى سواحله نكتب التاريخ، ونجهر بصوت (اليامال) على ظهور السفائن، ونترك البحر رهوا خلفنا، وكأن المجد ينتظرنا في كل شبر من هذا العالم.. هكذا خلقنا.. وهكذا نمضي.

(4)

الوطن.. ليس مجرد كتلة رمل، ولا حصاة في رأس جبل، ولا هو خارطة نرى فيها تضاريس الأمكنة، بل هو الروح الذائبة في هواها، والقلب الذي يخفق في داخل كل منّا، وهو السِفر الذي نقرأه كلما جنت علينا الخطوب، وحاطت بنا الحوادث، وجهلنا الجاهلون.. سِفرنا الخالد الذي لا ينتهي.

(5)

الوطن.. ليس إلا امتداد متواصل بين حبال التاريخ، وسرب نوارس تقتفي بعضها لتصل إلى اللانهايات، وهو ليس إلا حلقة متصلة تصل بين أجيال عشقت الحياة، وسارت في ركب الموت لتكتب المجد لمن يأتي بعدها.. فنت الأجساد وبقيت الآثار.

(6)

المناسبات وضعت لتخلّد التاريخ، ولترسل شعاعها نحو السديم المبحر إلى النجوم العاليات، وتشبك يدها في يد (بيدار) يحرث حقله، أو بحّار يخطو أولى خطوات بحره، أو راعٍ يجد في مرعاه أصوات الحياة المترفة.. هكذا هو الوطن.. مناسبة لا تنتهي، وعشق يشرق مع كل شمس، وساحل من العطاء الذي لا ينضب..

(7)

الوطن كل شيء رائع، وكل شيء ساطع، يقف شامخا على عتبات الدنيا، يعلّم السائرين الجدد في صحراء الأرض معنى السلام، والحب، وصناعة المعجزات، يد تمتد، ويد تعمر، ويد تحمل السلاح.. هكذا يكون للوطن شأن.. وهكذا تحيا عمان شامخة وباذخة بالجمال، لا تشيخ كلما كبر الزمن.

(8)

باختصار.. الوطن.. غيمة العاشقين، و(قابوس) فارسها.. فسلاما لهما.. ولكل روح تعيش على هذه الأرض..

سلاما للجميع وللعالم في يوم النهضة الخالدة.

 

Samawat2004@live.com