اللغة الإنجليزية وتحديد مسار الطالب الجامعي

عيسى الرَّواحي

issa808@moe.om

ظهرتْ قبل أيَّام نتائج الدبلوم العام للعام الدراسي (2016-2017م) لأكثر من أربعين ألف طالب وطالبة، وقد بلغتْ نسبة النجاح لطلاب التعليم النظامي 84% فهنيئا لكل ناجح، وهنيئا لكل متفوق حقق نسبة عالية بعد جد واجتهاد ومثابرة.

وقد أعلنتْ وزارة التعليم العالي أنَّ مجموعَ المقاعد الدراسية الجامعية المتوفرة للعام الدراسي المقبل (2017-2018م) 29647 مقعدا دراسيا، وهي تشكل ما نسبته 92% مقارنة بأعداد الطلاب العمانيين الناجحين بدبلوم التعليم العام في الفئة العمرية (16-25 سنة).

والفترة الحالية الممتدَّة من الثامنة صباحا من يوم الخميس 13 يوليو وحتى الثانية ظهرا من يوم الإثنين المقبل 24 يوليو 2017م هي فترة تعديل خيارات الرغبات عبر نظام القبول الموحد، وفق النتيجة التي حصل عليها الطالب، بعد أنْ ظلَّت الخيارات الأولية للطالب مدة ستة أشهر بدءا من يناير وانتهاء بيونيو 2017م.

وكما هو معلوم لدى الجميع بأنَّ النسبة المئوية العامة التي حققها الطالب ليست هي معيار التنافس على المقاعد الدراسية، كما كان قبل عِدَّة أعوام، فبعد إنشاء مركز القبول الموحد عام 2011م، أصبح قبول الطالب في المؤسسات التعليمية يعتمد على درجات المواد وفق التخصصات المطروحة، فيما يُسمَّى بـ"المعدل التنافسي"، وهو المعدل الذي يحتسبه نظام القبول الموحد للطالب أثناء الفرز الإلكتروني وفقا لما هو منصوص عليه في دليل الطالب الصادر عن المركز، علما بأنه قد صدرت لائحة تنظيمية جديدة للقبول الموحدة في 27 رمضان 1438هـ الموافق له 22 يونيو 2017م بالقرار الوزاري (65/2017م) وهي المعتمدة حاليا في قبول الطلاب.

وحسب نظام القبول الموحد والمعدَّل التنافسي للطالب؛ فإنَّ مادة اللغة الإنجليزية تشكل الثقل الأكبر لحصول الطالب على المقعد الدراسي الجامعي؛ وذلك من أجل أن يستطيع مواصلة دراسته الجامعية دون أن تعوقه اللغة الإنجليزية في مواصلة مشواره الدراسي.

ولأجل ذلك، وعلى سبيل المثال، لا يحصل الطالب على بعثة دراسية خارج السلطنة ما لم يحقق درجة 80 كحد أدنى في مادة اللغة الإنجليزية مهما كانت نسبته العامة، ولا يمكن له دخول جامعة السلطان قابوس في أي كلية ما لم يحقق درجة 65 في مادة اللغة الإنجليزية، ولا يُمكن له دخول الكليات التطبيقية ما لم يحقق درجة 60 في مادة اللغة الإنجليزية، إضافة إلى اشتراط درجة مُحدَّدة لهذه المادة قد تصل إلى 90 في بعض التخصُّصات المطروحة، وهذا يعني أنَّ مادة اللغة الإنجليزية تشكل الفيصلَ في تحديد المقعد الدراسي الجامعي للطالب.

وبما أنَّ الأمرَ كذلك، فإنَّه وَجَب أن يكون هناك تأسيس حقيقي للطالب في مادة اللغة الإنجليزية، ومراجعة المناهج الدراسية وطرق تدريس هذه المادة لجميع صفوف التعليم النظامي، خاصة وأنَّ هناك ضعفًا عامًّا يُواجهه أغلب الطلاب في مادة اللغة الإنجليزية.

وعلى أبنائنا طلاب المدراس أنْ يكون لديهم اهتمام حقيقي بهذه المادة، وترك الإهمال واللا مبالاة في تعاملهم مع المادة ومعلميها، وأنْ يكون لديهم تعلم ذاتي مستمر، وعدم الاعتماد على المناهج الدراسية فقط، كما ينبغي للأسرة أن يكون لها دور بارز في الاهتمام بأبنائها في هذا الشأن، سواء من خلال متابعتهم داخل المدرسة، أو البيت، أو تشجيعهم على التعلم الذاتي، أو بإلحاقهم بالمعاهد المتخصصة أوقات الإجازات الصيفية، خاصة في فترة ما التعليم الأساسي أي ما بعد الصف العاشر.

ختاما.. فإنَّني أضمُّ صَوْتي إلى تلك الأصوات التي تشيد بمركز القبول الموحد، والاحترافية العالية التي حققها المركز في قبول الطلاب والتحاقهم بالمؤسسات التعليمية العليا من خلال أسس ثابتة ومعايير واضحة تتَّسم بالنزاهة والعدالة والشفافية والمصداقية لجميع أبنائنا الطلاب، فكل الشكر والثناء والعرفان للقائمين على هذا المركز الرائد، وإلى مزيد من التقدُّم والتطوُّر والنماء.