مطار صحار على خارطة وجهات الطيران الدولي

الدكتور محمد الزدجالي

بعد أن تجددت الآمال والتطلعات بين كافة أبناء محافظة شمال الباطنة  بشكل عام وولاية صحار على وجه الخصوص لمستقبل مطارهم الذي عادت له الحياة مجددا بعد إيقاف الرحلات بين مسقط وصحار في يونيو2016 بحجة عدم وجود جدوى اقتصادية، ها هو اليوم بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة العامة للطيران المدني، والتي تكللت بفتح المطار مجددًا لحركة الملاحة الجوية الداخلية والدولية، حيث بدأت هذه البشائر بتدشين طيران السلام "المقدام" لرحلاته بين مدينة صحار ومدينة صلالة بواقع ثلاث رحلات أسبوعياً ما لبثت أن زادت إلى أربع رحلات ثم إلى 6 رحلات في الأسبوع الواحد وذلك في أقل من أسبوعين منذ تدشين الخط بين المدينتين، صحيح الزيادة أتت بمناسبة موسم الخريف لكن ما يهمنا هو أنّ رحلات السلام ستستمر بعد ذلك بواقع (3) رحلات في الأسبوع رحلتان منها يومي الخميس والسبت- كما هو المؤمل.

تلا ذلك تدشين طيران "العربية" لرحلاته الدولية بين الشارقة وصحار بتاريخ 9 يوليو الحالي والإعلان بعد التدشين مباشرةً عن زيادة عدد الرحلات إلى (4) في الأسبوع بدلاً عن (3) رحلات كما كان مقرراً من قبل.

وها هي بشائر الخير تتوالى بعد أن أعلن "الطيران القطري" نيّته في تسيير رحلاته الدولية بين الدوحة وصحار اعتباراً من 8 أغسطس القادم تسبقها رحلة التدشين في 7 أغسطس، إلى جانب وجود شركات طيران أخرى بدأت في التفاوض مع الهيئة العامة للطيران المدني لتدشين رحلاتها إلى مطار صحار، والتي سيتم الإعلان عنها من قبل الهيئة بعد الوصول إلى اتفاق نهائي مع تلك الشركات.

إنّ عودة الحياة لمطار صحار أثلجت صدور أبناء محافظة شمال الباطنة والمحافظات المجاورة كافة، الذين يجدون أنّ هذا المطار جاء ليتناغم مع ما تشهده محافظة شمال الباطنة من حركة تجارية وصناعية ملحوظة، خاصة في ظل وجود ميناء صحار والمنطقة الصناعية والمنطقة الحرة، الأمر الذي بلا شك سينعكس إيجابا على المستقبل الاقتصادي والسياحي للمحافظة، فيحق لنا أن نزهو بمطارنا ونحن نراه يزداد أهمية يوماً بعد يوم على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ويسهم بجدية في  استقطاب الاستثمارات الجديدة وإيجاد الفرص التنموية في السلطنة، ودعم خطط الحكومة للدفع بقطاعات السياحة والصناعة والخدمات اللوجستية، خاصة وأنّ ربط المطار بالوجهات الدولية سيعزز من نمو القاعدة الصناعية في ولاية صحار، وتعزيز مكانتها الاقتصادية على المستويين الإقليمي والعالمي.

وأود في هذا المقام أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير نيابة عن كافة أبناء ولاية صحار لسعادة الدكتور/ محمد بن ناصر الزعابي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطيران المدني على تفاعله الكبير مع ملاحظات أبناء الولاية وأخذه بعين التقدير لمقترحاتهم للنهوض بالمطار، علاوة على الجهود الحثيثة التي بذلتها ولا زالت تبذلها الهيئة والجهات المعنية الأخرى للرقي بهذا الصرح الوطني وتنشيطه، والتي بدأنا بجني ثمار تلك الجهود - ولله الحمد-، والنيّة تتجه الآن إلى البدء عمّا قريب في توسعة مؤقتة لصالتي القادمين والمغادرين تمهيداً لتشييد مبنى متكامل بجميع مرافقه في المستقبل. في الختام أسأل الله أن يكون هذا المطار بوابة خير وازدهار لصحار وكافة ربوع هذا الوطن العزيز بما يخدم مصلحة السلطنة وأبنائها الأوفياء.

*رئيس اللجنة التشريعية والقانونية

بمجلس الشورى

تعليق عبر الفيس بوك