بِركةْ الشرف

 

غصن العبري

من لا يعرف معنى بِركة هي حوض لتجميع المياه سواء كان الماء من نبع يتدفق بداخلها أو أن يحمل إليها بأية وسيلة كساقية أو ناقلة أو ينزف إليها بدلو أو مضخة.

والشرف المقصود هنا المكان المرتفع المطل على جهة من الجهات فهو يشرف عليها أي يطل عليها.

وبركة الشرف التي هي موضع حديثنا هنا الواقعة في أعلى الجبل الذي يطلق عليه اليوم الجبل الشرقي الذي تمر به الطريق الموصلة بين ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية وكل من ولايتي الرستاق والعوابي بمحافظة جنوب الباطنة.

تلك البركة أقامها أحد فاعلي الخير من عشرات السنين بل ربما مئآت السنين وأوقفها.

تتجمع بها مياه الأمطار ثم تكون موردا للصادر والوارد من تلك الولايات الثلاث عبر المسالك الجبلية بالدواب إضافة إلى الأغنام وغيرها من الحيوانات البرية.

وفي هذا العصر قامت الحكومة الرشيدة بسفلتة شارع من ولاية الحمراء إلى قمة الجبل المعروفة بالشرف، وهناك أمل في رصف الشارع في الجهة الأخرى من الجبل الأمر الذي برزت معه أهمية تلك البركة بعد أن زادت الحركة السياحية في المنطقة خاصة وأن بجوار البركة مسجد يرتاده السواح وما يمكن تسميته بدورات مياه إلا أن وضع البركة حاليا والمسجد ودورات المياه أصبح مزريا ولا يعكس الوجه الصحيح والمشرف لكل من الجهات المعنية السياحة والبيئة بل والأوقاف والشؤون الدينية كذلك.

ذلك أنّ الأفواج التي تُقبل على ذلك الموقع لم تعد تتجه إليه للصلاة فقط بل لغرض التنزه والاستجمام مما يتطلب رفع مستوى الخدمات من حيث وفرة المياه والنظافة، الأمر الذي يستدعي التنسيق بين الجهات ذات العلاقة لارتباطها جميعا بالموقع وما قد سمع من مرتادي تلك الأماكن يكفي لإعطاء الجهات المعنية إشارة بالأثر السلبي الذي يمكن أن يُلحق الضرر بالجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة في سبيل التوسع في خارطة السياحة بالسلطنة ناهيك عن الأضرار البيئية وتشوّه المنظر العام  الذي سيحدث جراء النفايات المتناثرة هنا وهناك بفعل الرياح وانسياب المياه خلال الأمطار.

وبسؤال أحد القائمين بالمنطقة أفاد أنّ الموقع كان قد أُعطي لمتعهد إلا أنّه اكتشف أن العائد المادي لا يكفي لاستهلاك الماء ليوم واحد مما حدا به أن يتركه.

ومن وجهة نظري أنّ إدارة ذلك الموقع من قبل أي متعهد يتطلب دعما ماديا مجزيا

يغطي مصاريف المياه ونظافة دورات المياه فيما يكون العائد المادي للمتعهد من الإيجار اليومي للمظلات المقامة أو التي سيقيمها المتعهد وفق رؤيته الاستثمارية.

لأنّ واقع الحال يقول إنّه ما من سبيل لوقف الحركة السياحية المحلية التي تستغرق عادة جزءا من اليوم وليس كله.

تعليق عبر الفيس بوك