عمان.. واحة السلام

تتواصل الجهود الإقليمية والدولية لرأب الصدع الخليجي ونزع فتيل الأزمة بين دولة قطر وعدد من الدول الخليجية والعربية، وفي خضم الوساطات المتعددة لهذه الأزمة، يلجأ الجميع دوما إلى نبع السلام العماني ومقر الاستقرار الخليجي، لتلقي دعم الدبلوماسية العمانية الراسخة التي أرسى مبادئها جلالة السلطان المعظم.

ولا شك أنّ الجهود العمانية غير خافية على القاصي والداني، وهي ترمي في مجملها إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة وضمان تماسك وبقاء منظومة دول مجلس التعاون الخليجي.

وتحمل الرسالة الخطية التي تلقاها المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- أيّده الله- من أخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، دلالة دامغة على إدراك الأشقاء في قطر للدور العماني المهم والفعّال في نزع فتيل الأزمات دائما، وقدرة الدبلوماسية العمانية على تهدئة الأجواء وغرس الثقة بين الأطراف المتنازعة، بحيادية تامة وموضوعية لا مثيل لها، تستهدف في المقام الأول والأخير الصالح العام، وحماية المنطقة والإقليم من تبعات أي خلاف ينشب بين الأشقاء، وهي رؤية إذ تعبر عن عميق الفهم للواقع الخليجي القائم، وما يواجه من تحديات جمة وغير مسبوقة، في ظل انتشار العنف والعنف المضاد في عدد من الأقطار بالمنطقة، علاوة على التحديات الاقتصادية الراهنة، والتي تفرض على الجميع ضرورة التوحد لمواجهتها، وتفادي تكبد المزيد من الخسائر على المستويات كافة.

الرسالة الخطية التي تلقاها جلالته من سمو أمير قطر، تزامنت كذلك مع اللقاء المشترك بين معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية ومعالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير خارجية دولة قطر؛ حيث جرى تبادل وجهات النظر حول الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية والتطورات في المنطقة ودعم جهود الوساطة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع لحل الأزمة الخليجية الراهنة بما يحافظ على أمن واستقرار دول مجلس التعاون ومسيرة العمل الخليجي المشترك.

إنّ الدور العماني في رأب الصداع بين الأطراف المتنازعة أصيل ومتجذر، لما تتميز به السلطنة من حيادية ونزاهة في التفاوض، وهو ما يتأكد يوما بعد الآخر سواء من أطراف إقليمية أو دولية تشيد بالدبلوماسية العمانية.

تعليق عبر الفيس بوك