شجع فريقك.. جماهير ومواهب وعوائد

 

أحمد السلماني

بيت شعري لأبو العتاهية قاله قبل قرون عدة ولكنه حكمة بالغة متجددة لا ينتهي معينها بزمن محدد طالما أنّ الإنسان بمراحل عمره لا زال يحيا ويشقى على هذه البسيطة وهو "أن الشباب والفراغ والجدة.. مفسدة للمرء أي مفسدة" وبالتالي كان حريا بالجهات المسؤولة لدينا بالسلطنة الاهتمام بالشباب كونهم عماد الوطن الغالي عمان ولا نقول عماد الأمة، فعن أي أمة نتحدث، عن تلك التي حملت النور للبشرية جمعاء أم عن "تلك التي ضحكت من جهلها الأمم"، ما علينا، الله يصلح الحال.

في وطني الكبير عمان فإنّ الجهات المسؤولة عن الشباب ومنذ بدايات عصر النهضة أولت اهتماما خاصا بالشباب وبكل ما ينمي فيه الشعور والانتماء الوطني وتطوير قدراتهم وتوجيه طاقاته بالمفيد والسنوات الخمس الأخير شهدت إطلاق وزارة الشؤون الرياضية حزمة متنوعة من البرامج والأنشطة الصيفية تتناسب واحتياجات جميع الفئات العمرية بالمجتمع العماني واشتغاله بالمفيد له ولمجتمعه فكانت برامج صيف الرياضة وشبابي وشجع فريقك وغيرها من البرامج التي تتنوع كل عام ويعلن عنها.

قبل يومين وصلتني مقاطع متداولة لجماهير بطولة شجع فريقك في نادي الوحدة حسبما يقال ولطالما كانت تردنا صور ومقاطع لنفس البطولة من ولايات وأندية أخرى منذ أن انطلقت في بدايات يونيو ولا زالت مستمرة إلى أن تتأهل الفرق للدور الثاني على مستوى المحافظات ومن ثم النهائيات في مسقط العاصمة والرابط الوحيد والمدهش لها هو هذا الحضور الجماهيري المذهل وغير المسبوق أو المعهود كثيرا في مدرجات ملاعبنا بالنسبة لمسابقات اتحاد كرة القدم إلا في استثناءات بسيطة ولمباريات بعينها.

إنّ هذا الحضور الجماهيري فضلا عن الاهتمام الكبير الذي توليه الفرق لهذه البطولة من حيث الاستعدادات والتعاقدات مع اللاعبين يؤكد النجاح المنقطع النظير لها ولو قدر لها ووجدت دعما ماليا جيدا وأكبر بمشاركة أوسع للقطاع الخاص وحضور إعلامي واسع مقارنة مع التغطية الإعلامية التي يحظى بها دوري عمانتل مثلا فإنها بلا شك ستكون البطولة الكروية الأهم نظير قاعدة المشاركة الواسعة على مستوى الولايات حتى تلك التي ليس بها أندية.

مدهش جدا هذا الحضور الجماهيري بل وشيء يثلج الصدر الاهتمام الكبير بالبطولة مجتمعيا الأمر الذي يبشر بمستقبل جيد للكرة العمانية لو تمّ نشر الفنيين من مدربين وكشافين لاكتشاف المواهب والمجيدين من اللاعبين لرفد الأندية والمنتخبات فربما تحققت الاستفادة من شغل أوقات الشباب بالمفيد هذا غير الأجواء الحماسية والتنافسية التي تخلقها ولكنها كماء الوادي الجارف والذي لا يستفاد منه للتغذية الجوفية إنما يذهب هدرا للبحر.

بطولات كهذه أتمنى استنساخها أو تبنيها من قبل اتحاد الكرة أو أن يستفيد وتستفيد منها الأندية والمنتخبات على أقل تقدير فهي والأكاديميات منابع للمواهب كما وأتمنى أن تحظى "شجع فريقك" والبطولات الداخلية للأندية بالتغطية الإعلامية الواسعة وألا يكتفي القائمون عليها بوسائل التواصل الاجتماعي لبث أخبارها فقط بل إشراك وسائل الإعلام المقروءة والمرئية. كذلك من وجهة نظري فإنّ الجماهير هي بوصلة نجاح أي حدث فطوبى لأبناء شمال وجنوب الشرقية وخاصة ناديي الوحدة وجعلان هذا التميز والعوائد المادية التي ترفد مواردهما ولفرق السلطنة قاعدتها الجماهيرية ولا عزاء للأندية سوى إعادة النظر في دورة عملها وسياساتها.