آمن بحظك

 

 

مسعود الحمداني

(1)

كثيرون لا يؤمنون بحظوظهم، يعتقدون بأنّهم الأسوأ قدرا، والأنكأ قضاءً، وأنّ حياتهم عبارة عن مجموعة من الحفر التي تنفتح على حفر أخرى.. هل أنت أحد هؤلاء؟!!

إذا كانت إجابتك بنعم، فانظر حولك لترى العالم من زاوية أوسع..

قد تكتشف أنّك الأكثر حظا ضمن مجموعة لا حظ لها أصلا.

 

(2)

أحد الأدباء عرّف المحظوظ بشخص مفلس، لا مال له، يتضوّر جوعا، ينظر في الجهة المقابلة لمطعم لا يستطيع أن يذهب إليه لأنّه لا يملك المال لدفع ثمن طعامه، يرمي بصنارته، وهي الشيء الوحيد الذي بقي له من هذا العالم، فيصطاد سمكة صغيرة، يفتح بطنها فيجد خاتما ثمينا جدا، يبيعه، ويشتري المطعم، ويبدأ حياة جديدة.

 

(3)

ويقول آخرون في أمثالهم: (اعطني حظا وارمني في البحر).

 

(4)

كثيرون يعرفون قصة الرجل الأقرع، الأبرص، الأعمى، المشلول الذي دخل عليه أحدهم فوجده يرفع يديه شاكرا الله على نعمه، قائلا: (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا ممّن خلق)..فسأله متعجبا: أعمى وأبرص، وأعمى ومشلول فممَ عافاك؟!!..فرد عليه الرجل: (جعل لي قلبا شاكرا، ولسانا ذاكرا، وبدنا على البلاء صابرا).

هل تملك قدرة هذا الرجل على إيمانه بحظه وقدره؟!!

 

(5)

كلنا نملك نفس الحظوظ في الحياة، ولكن لا نملك نفس القدرة على تحقيقها.

 

(6)

في داخل كل منّا جزء لم نكتشفه بعد.. هو حظنّا.

 

(7)

كثيرون يجلسون بدون عمل، يطرقون أبواب الوزارات والمؤسسات، دون جدوى، مثل هؤلاء لو اكتشفوا قدراتهم، وبدأوا في التخطيط لها، لوجدوا أنفسهم أمام باب الحظ الواسع، فقط هم بحاجة إلى النظر إلى دواخلهم، و(اكتشافهم) لذواتهم.

 

(8)

وكثيرون ممّن اكتشفوا قدراتهم، هم اليوم أغنى الأغنياء في العالم.

 

(9)

هناك من يصنعون حظوظهم، وهناك من تصنعهم حظوظهم...

أنت أحدهما دون شك.

 

(10)

(آمن بحظك).. حينها فقط ستكتشف كم أنت محظوظ.

 

(11)

(مواطن)

هل شعرتَ يوما بهذه الكلمة؟!!

أن يكون لك بيتٌ تأوي إليه، وأسرة تلجأ إليها، وظل جدار لا يشاركك فيه أحد، وتتنقل من مكان إلى آخر دون عيون تراقبك، أو آذان تتلصص عليك، تنعم بالسلام والأمن، ولديك جواز سفرك الخاص بوطنك، بينما آخرون في هذا العالم لا يملكون حتى هذا الحق..

هل بعد هذا الحظ من حظ؟!!

Samawat2004@live.com